دينا جوني (دبي) قالت الدكتورة رابعة السميطي الوكيلة المساعدة في وزارة التربية والتعليم لقطاع التقييم وتحسين الأداء، إن الوزارة بصدد تنفيذ عدد من المبادرات النوعية التي تستهدف مختلف أطراف الميدان التربوي، لتدريبهم على أداء البرنامج الدولي لتقييم الطلبة «بيزا 2018»، الذي تعقده منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في منتصف أبريل المقبل، ويستهدف الطلبة بعمر الـ15 عاماً. وأكدت في تصريحات صحفية أنه بتوجيهات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، ستشارك الإمارات في اختبار بيزا بعيّنة كاملة للمرة الأولى، أي أن جميع طلبة المدارس الحكومية الذين بلغوا 15 عاماً، سيخوضون الاختبار الدولي. وأشارت أن هذه الإجراءات هدفها أولاً رفع وعي واهتمام المدارس من المدراء والمعلمين والطلبة، بالإضافة إلى أولياء الأمور، بالاختبارات الدولية، وأن المشاركة بها وأداءها بجدية واجب وطني لكل لطالب، خصوصاً أن مؤشر اختبار بيزا في الأجندة الوطنية لرؤية دولة الإمارات 2021 هو الوصول إلى قائمة الدول العشرين الأفضل أداءً بين الدول المشاركة. فقد خصصت الوزارة يوم السبت من كل أسبوع لتدريب الطلبة والطالبات بشكل مكثّف على الاختبارات الدولية PISA. وهي مبادرة مستمرة لحين بدء الاختبار الدولي في منتصف شهر أبريل 2018، وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز مهارات الطلبة وتشجيعهم على أداء الاختبار، وتدريبهم على طبيعة هذه الأسئلة وكيفية حلها بشكل أفضل. وأشارت إلى أن أسئلة الاختبارات الدولية طويلة وأسئلتها تحتاج إلى قراءة متأنية ذات قدرة عالية على الفهم. وأكدت أنه كلما تدرّب الطلبة أكثر على هذا النمط من الأسئلة، تمكنوا من اكتساب مهاراتها بما يساهم في رفع أدائهم في الاختبارات الدولية. وأشارت إلى أن أول خطوة اتخذتها الوزارة هي إشراك كافة المدارس في «اختبار بيزا للمدارس» العام الماضي، وهو أشبه باختبار تدريبي طرحته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لجميع الدول التي ترغب بالمشاركة، لتدريب الطلبة على الاختبار الرئيس. ولفتت إلى أن المنظمة أعدّت تقارير مفصّلة لكل مدرسة للوقوف على مستوى طلابها واحتياجاتهم، تحضيراً للمرحلة المقبلة. كما عملت وزارة التربية والتعليم على تدريب مدراء المدارس على الاختبارات الدولية، بالإضافة إلى تدريب النائب الأكاديمي ومنسقي اللغة العربية والرياضيات والعلوم على قراءة التقارير المدرسية الصادرة عن اختبار بيزا وتيمس 2015، بالإضافة إلى عرض نماذج الأسئلة ومناقشتها، ومناقشة استراتيجيات التعليم والتعلم. وتبع ذلك تدريب تخصصي لاختبارات بيزا لمنسقي الرياضيات والعلوم واللغة العربية. وشمل هذا التدريب تركيزا مكثفا على دور منسقي المواد في استخدام بيانات الاختبارات الدولية في خطط المدرسة في التطوير ورفع مستوى مخرجات الطلبة التعليمية. وشرحت السميطي أهداف مشاركة دولة الإمارات في البرنامج الدولي لتقييم الطلبة بيزا 2018، وهي تقييم الوضع التعليمي في مجالات القراءة والرياضيات والعلوم مقارنة بالدول الأخرى المشاركة، وتوفير قاعدة بيانات ثرية يستخدمها صانعو القرار لتطوير وتحسين التعليم في المجالات المستهدفة، وتحديد العوامل المؤثرة في تحصيل الطلبة في هذه المواد بما يعود بالفائدة على المعلم والطالب والمدرسة. وتعد الاختبارات الدولية جزءاً لا يتجزأ من عملية التدريس والتعليم، وأحد المداخل الهامة التطويرية، لأهميتها في الاهتمام بتنوع طرائق التدريس وتطوير المناهج، وتنمية مهارات التفكير العلمي والفهم القرائي للطلبة، وإتاحة الفرصة لتطوير مهارات الطلبة الموهوبين. كما تتيح نتائج الاختبارات وضع تصور وتقييم لمسار مهم تخطو فيه وزارة التربية نحو الوصول بالنظام التعليمي ليكون واحداً من النظم الأكثر تقدماً.