ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وأحد السكان اليوم الأحد، أن آلاف المدنيين فروا من منطقة الغوطة الشرقية خلال اليومين الماضيين مع تقدم القوات الحكومية في الجيب المحاصر فيما تحقق دمشق مكاسب سريعة في هجومها على آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة.وقال قائد في التحالف العسكري الذي يساند الرئيس بشار الأسد إن القوات الحكومية لا تحتاج سوى التقدم بضعة كيلومترات أخرى لشطر المنطقة إلى نصفين.وقال المرصد الذي يتابع تطورات الحرب من مقره في بريطانيا إن الجيش السوري انتزع السيطرة على نحو ربع مساحة الغوطة الشرقية في هجوم بري مستمر منذ 27 فبراير عقب قصف جوي ومدفعي عنيف أودى بحياة المئات.وقال متحدث باسم جيش الإسلام، أحد الجماعات المسلحة الرئيسية التابعة للمعارضة في سوريا، إن قوات المعارضة اضطرت للتقهقر في الغوطة الشرقية "بعد اتباع النظام سياسة الأرض المحروقة".وقال مسؤول إنساني بالأمم المتحدة إن 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية يخضعون "لعقاب جماعي" غير مقبول وهو أمر غير قانوني بموجب اتفاقيات جنيف.ودعا المسؤول إلى تنفيذ وقف لإطلاق النار مدته 30 يوما طالب به مجلس الأمن الدولي. ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الخميس إلى تنفيذ وقف إطلاق النار على الفور.ومع اقتراب الحرب من دخول عامها الثامن، ستكون السيطرة على الغوطة نصرا كبيرا للأسد، الذي يستعيد باطراد مناطق تسيطر عليها المعارضة بدعم من روسيا وإيران.وتصاعدت الحرب السورية المتعددة الأطراف، التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص منذ 2011، على عدة جبهات هذا العام، إذ أفسح انهيار تنظيم داعش، المجال أمام صراعات أخرى بين أطراف سورية ودولية.وحققت تركيا بدعم من فصائل سورية مسلحة مكاسب في الأيام القليلة الماضية على حساب وحدات حماية الشعب الكردية في هجوم تشنه في شمال غرب سوريا.وقال المرصد السوري إن تركيا على وشك تطويق مدينة عفرين التي تشير التقديرات إلى أن عدد سكانها يبلغ نحو مليون شخص. وأضاف أن القصف المدفعي والجوي أودى بحياة 659 شخصا في الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير شباط، بينما قتل 27 في قصف المعارضة لدمشق.وقال تلفزيون أورينت، الذي يدعم معارضي الأسد، إن تقدم القوات الموالية للحكومة تسبب في حركة نزوح واسعة.وأفاد شاهد بأن الآلاف يفرون ويسعون للاحتماء في مناطق بعيدا عن خطوط القتال.وقدر المرصد أن ما بين 300 و400 أسرة يرجح أن يكون عدد أفرادها بالآلاف فرت من المناطق التي سيطرت عليها القوات الحكومية منذ يوم السبت.وقال القائد العسكري الموالي للأسد إن المدنيين يفرون إلى مدينة دوما. وأضاف لرويترز "فيه بحدود تلاتة وشوي كيلو بيقطعوها اثنين (قسمين)".ونشرت خدمة الخوذ البيضاء في الغوطة الشرقية صورا على صفحتها على فيسبوك لعمال إغاثة يحملون رجلا على محفة قائلين إنه أصيب في غارة جوية في دوما.وتسنى سماع دوي إطلاق النار خلال بث لمراسل للتلفزيون السوري من موقع قال إن القوات المتقدمة سيطرت عليه.وذكر الجيش السوري اليوم أنه هاجم مواقع للمعارضة خلال اليومين الماضيين ردا على قصف دمشق وأنه استعاد السيطرة على مزارع وبلدات.وقال المرصد إن الأراضي التي سيطر عليها الجيش السوري حتى الآن معظمها مزارع وإن البلدات الكبيرة بالغوطة الشرقية لا تزال في يد المعارضة المسلحة.
مشاركة :