واشنطن – يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، حيث من المرجح أن يبحث معه خطة السلام الأميركية أو “صفقة القرن” كما وصفها ترامب سابقا، فضلا عن التهديد الإيراني المتنامي على الجبهة الشمالية. ويرى مراقبون أن نتنياهو سيحرص على إقناع الرئيس الأميركي بوجوب الإعلان عن الصفقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهو الذي يواجه أزمة تهدد بالإطاحة بحكومته على خلفية ملفات فساد تلاحقه، والذهاب في انتخابات مبكرة. وكان مسؤولون أميركيون قد تحدثوا عن أن خطة السلام الأميركية شارفت على الانتهاء، داعين المجتمع الدولي إلى دعمها. وقد يشكل الإعلان عن الخطة أو الصفقة كما يفضل البعض تسميتها طوق نجاة بالنسبة لنتنياهو، أو على الأقل ستمكنه من هامش من الوقت هو في أمس الحاجة إليه خاصة مع توالي الضغوط السياسية والشعبية التي تطالب باستقالة حكومته. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد استجوبت الجمعة نتنياهو وزوجته (سارة)؛ للاشتباه في ضلوعهما بقضية فساد بشركة الاتصالات “بيزك”، وذكرت مصادر مطلعة أن الجهات المعنية ستعاود التحقيق مع رئيس الوزراء في هذه القضية المعروفة بـ”الملف 4000”، مرجحة أن يكون ذلك عقب انتهاء زيارته إلى الولايات المتحدة التي تستمر لخمسة أيام يحضر خلالها أعمال مؤتمر أيباك. ليندسي غراهام: زيارة نتنياهو ستركز على توسيع مهمة القوات الأميركية في سوريا وسبق للشرطة الإسرائيلية أن أوصت في فبراير المستشار القانوني للحكومة أفيخاي ماندلبليت بإدانة نتنياهو بتهم تلقي الرشوة والخداع وخيانة الثقة في ملفي فساد. والملفان يتعلقان بالحصول على منافع من رجال أعمال، وعقد محادثات مع ناشر “يديعوت أحرنوت” أرنون موزيس للحصول على تغطية إيجابية مقابل الحد من توزيع صحيفة “إسرائيل اليوم” المنافسة. وقبيل مغادرته إلى واشنطن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي معارضته تنظيم انتخابات مبكرة، مضيفا “لا يوجد أي مبرر لذلك”. وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الأحد إن نتنياهو سيزيد من ضغوطه خلال زيارته لواشنطن على إدارة ترامب لنشر خطتها للتسوية مع الفلسطينيين بأسرع وقت ممكن. وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤول فلسطيني رفيع أن السلطة الفلسطينية تعتقد أن البيت الأبيض سيقدم خطته للتسوية خلال الأسابيع المقبلة، بعد الضغط الكبير الذي يمارسه نتنياهو، مرجحا أن ترفضها. وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن “نتنياهو في محنة وقد يضطر إلى إجراء انتخابات مبكرة بسبب أزمته الداخلية”، مردفا بقوله “لذلك يسعى للإسراع في إظهار أن الفلسطينيين رافضون للسلام أمام الساحة الدبلوماسية، وهذه المرة بدعم أميركي”. وقبيل سفره إلى الولايات المتحدة أعرب نتنياهو عن أمله في حضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب حفل تدشين السفارة الأميركية في القدس في مايو المقبل، موضحا أنه سيناقش هذه “الإمكانية” خلال لقائهما. وكانت الخارجية الأميركية قد أكدت أنه سيتم نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس في مايو حيث يتزامن ذلك مع الذكرى السبعين لقيام إسرائيل. وفي السادس من ديسمبر أعلن ترامب الذي خالف عقودا من السياسة الأميركية على هذا الصعيد، نقل سفارة بلاده إلى القدس، معلنا المدينة عاصمة لإسرائيل. واعتبر محللون أن خطوة ترامب محاولة لفصل ملف القدس عن عملية السلام، في ظل تمسك الفلسطينيين باعتبار الجزء الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم المستقبلية. ويقول متابعون إن زيارة نتنياهو إلى واشنطن وإن كانت ستسلط الضوء على خطة السلام الموعودة، بيد أنها ستركز أيضا على الخطر القادم من الجبهة الشمالية والمتمثل في إيران التي نجحت في تكريس نفوذ لها في سوريا مستغلة فوضى الحرب هناك. وتشعر إسرائيل بتقصير حليفتها واشنطن في مواجهة تمدد إيران في المنطقة. وكان عضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام، الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي قد أكد أن زيارة نتنياهو لواشنطن ستركز على ضرورة توسيع مهمة القوات الأميركية في سوريا، لمنع “تمركز إيران هناك وتهديد إسرائيل”. وتتزامن زيارة نتنياهو لواشنطن مع إطلاق الجيشين الأميركي والإسرائيلي لمناورات عسكرية تحاكي حربا إقليمية كبرى تحت مسمى “الكوبرا جونيبر”.
مشاركة :