انطلاقًا من هذه التجربة أنت بحاجة ماسة فعلاً إلى من يؤازرك كي لا تستثمر القوى الجبانة والظلامية هذا الشعار للتنكيل بك وتشويه رؤيتك التنويرية.. هي تجربة فحسب أحببت أن أستضيء بها في هذه السانحة. ينبغي ألا يقتصر دور المجالس على التنسيق فيما بينها فحسب في رسم خططها أو برامجها دون متابعة كل الفعاليات التي تحدث في الوطن بما فيها الشأن الثقافي والفني، وفي هذا الصدد أثني على مجلس الدوي في إقامته أمسية فنية أحيت من خلالها مناقب الفنان الكبير محمد علي عبدالله، باعتباره صوتًا للوطن لا ينبغي أن نمر على تجربته مرور الكرام دون وقفة متأملة واحتفائية بها. وهنا يبرز الدور الإعلامي الفاعل للمجلس والذي يتصدى له الأستاذ أحمد عقاب نحلة مجلس الدوي، حيث هو من دعاني لأمسية الراحل محمد علي عبدالله ومن دعاني للمشاركة اليوم بورقة اخترت عنوانها بنفسي، طبعًا بإيعاز من سيد التنوير الوجيه ابراهيم الدوي، بجانب منسق المجالس الصحفي والمصور الصديق صالح علي الذي يتابع مختلف الفعاليات في الوطن، وإن جاز لي أن أطلق عليه، فهو نحلة المجالس حقا.. ولا يفوتني أيضًا أن أذكر بالخير والعرفان، الأستاذ الصديق ورقاء روحاني من مجلس البهائيين، الذي يتابع مختلف الفعاليات أيضا، ويوجه لي الدعوات لحضور فعالياتهم الثقافية التي تقام في مجلسهم، والذي يؤكد على أن البحرين فعلا هي بلد التعايش بين الأديان والثقافات. وهي لفتتة كريمة ونابهة من لدن الوجيه ابراهيم الدوي، في إشراك مكونات المجتمع البحريني في فعالياته، فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع البحريني، وشريك أساسي وفاعل في العملية الديمقراطية. فكم نحتاج لمثل هؤلاء كي نضمن لمثل هذه المجالس روح التنوير والاستمرارية في إشاعته وترسيخه في نفوس أبناء الوطن، كم نحتاج إلى مثل هؤلاء الذين يقصدونك قبل أن تقصدهم مجالسهم، ولا ينتظرون منك أن تقصدهم حتى يبادروا في دعوتك إلى مجالسهم، كم نحتاج إلى مثل هذا التواشج الحميمي بين المجالس كي نسمو بعملنا الوطني ويكون الوطن نفسه هدفنا وغايتنا معا. وإلا ماذا تعني اللحمة الوطنية في غياب هذه اللحمة وتشتت الرؤى والآراء بين أصحاب المجالس؟ وهنا أشدد على الاستثمار الصحيح والحيوي والفعال لدور الوسائل الاجتماعية للمجالس في التطوير والتنوير، والتي كثير من المجالس غائب عنه مثل هذا الاهتمام بمثل هذا الدور، وقد لمست هذا الاهتمام لدى قلة من أصحاب المجالس سبق لي ذكرهم في أكثر من سانحة في هذه الورقة، وأؤكد أيضا على الدور الإعلامي المهم الذي يلعبه موقع هنا المحرق، الانستغرام تحديدا، فما من فعالية تقام في هذه المدينة عاصمة السياحة الإسلامية لعام 2018، إلا وكان موقع هنا المحرق حاضرا فيها، واسمحوا لي في هذا الصدد أن أحيي الجهود التي يضطلع بها الصديق الأخ الغالي ابراهيم الحادي (بوعيسى)، من أجل إبراز دور هذه الفعاليات من خلال هذه الوسيلة الاجتماعية.
مشاركة :