قال أكاديميون وباحثون إن الاعترافات التي أدلى بها المشاركون في المحاولة الانقلابية -التي جرت فصولها في العام 1996- كانت واضحة ومفصلة ومدعومة بالوثائق، وتثبت تورط دول الحصار في عمل ضد الحكومة القطرية، ما يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عضو في الأسرة الدولية، لها حقوق موضحة ومفصلة في القوانين والمواثيق الدولية كافة. وأكدوا أن قطر نهضت بسرعة عقب فشل المحاولة الانقلابية، إذ استطاعت أن تعرف أعداءها الحقيقيين، وتتجه لبناء تحالفات تخدم مشروعاتها الاقتصادية، وتتفوق على نظيراتها في الثروة، والحريات، ومستوى جودة التعليم والصحة، وهذا بدوره ينعكس على الكادر البشري المقيم على أرض قطر من المواطنين والمقيمين، ما يضعها في خانة أفضل من نظيراتها مستقبلياً. وقالوا إن الأحداث المتلاحقة -التي تقودها تلك الدول ضد قطر، وفي مناسبات مختلفة منذ الانقلاب الفاشل في 1996، مروراً بسحب السفراء حتى الحصار الجائر الأخير، والذي تجاوز كل السقوفات الأخلاقية- كشفت أن هذه الدول لا تستهدف الحكومة القطرية فقط، بل تستهدف وجود قطر كدولة وكيان. وطالبوا بإنتاج سلسة أفلام وثائقية، تسرد مثل هذه الأحداث المسكوت عنها، لأن ذلك يساعد في بث الوعي بما تحمله دول الحصار من حسد ومكايدات تجاه قطر منذ وقت طويل. مهند هارون: محاولة الانقلاب بداية الخيانة قال مهند هارون -الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية- إن الجزء الأول من الفيلم الوثائقي الذي أعدته «الجزيرة»، كشف عن وثائق في غاية الخطورة، إضافة إلى شهادات مهمة أدلى بها عدد من المشاركين في محاولة قلب نظام الحكم في قطر، مشيراً إلى أن الفيلم ألقى الضوء على عدد من النقاط القابعة لزمن وراء الكواليس، باعتبار أن هذا الملف لم يُفتح من قبل، بل ظل الحدث يُوصف بأنه «المحاولة الانقلابية الفاشلة» دون وجود أي من التفاصيل الأخرى عنه. وأضاف هارون أن الفيلم كشف حجم الخيانة والمكايدات والدسائس التي تحيكها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد قطر. وقال إن الفيلم تطرّق إلى تفاصيل دقيقة لا يعرفها عدد كبير من الناس، مثل تجميع المشاركين في المحاولة الانقلابية في منطقة مكينس على طريق سلوى في انتظار ساعة الصفر للانطلاق للسيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية. وأكد هارون أن هذا الانقلاب كان بداية لخيانات أخرى تجاه قطر من قبل الدول الأربع الأخرى، وصولاً إلى الحصار الجائر. وطالب هارون بإنتاج سلسة أفلام وثائقية تساعد على سرد مثل هذه الأحداث المسكوت عنها؛ لأن ذلك يساعد في بث الوعي عما تحمله هذه الدول الأربع من حسد ومكايدات تجاه قطر منذ وقت طويل. ياسر الخلايلة: مطلوب رد واضح من دول الحصار قال الدكتور ياسر الخلايلة -أستاذ القانون الدولي بجامعة قطر- إن الاعترافات التي أدلى بها المشاركون في المحاولة الانقلابية -التي جرت فصولها في العام 1996- كانت واضحة ومفصلة ومدعومة بالوثائق، التي تثبت تورط عدد من الدول في أعمال غير قانونية ضد الحكومة القطرية، مشيراً إلى أن الاعترافات المدعومة بالوثائق -والتي سمت دولاً بأسمائها، وكذلك شخصيات من تلك الدول، وهي شخصيات تتولى مناصب رسمية- تعد ممثلة لتلك الدول قانوناً، هذه الاعترافات والوثائق تتطلب رداً مفصلاً، لأنها وجهت لشخصيات بعضها لا يزال في منصبه. مؤكداً أن القانون الدولي واضح تجاه تلك الأعمال الموجهة من دول ضد دول أخرى، كما أن قطر يجمعها مع الدول التي قامت بالتدخل في شؤونها ميثاق دول مجلس التعاون، وعدد من المواثيق التي تمنع مثل هذا السلوك. وأكد الخلايلة أن المحاولة الانقلابية المدعومة من الخارج تعد انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عضو في الأسرة الدولية، ولها حقوق موضحة ومفصلة في القوانين والمواثيق الدولية كافة، ووصف تدخل بعض الدول لقلب نظام الحكم في دولة أخرى بانتهاك السيادة والقانون الدولي. زكريا مطر: استهدفوا كيان الدولة لا النظام قال الدكتور زكريا مطر -الباحث الاقتصادي، إنه تابع تداعيات تلك الأحداث بالتفصيل، بحكم وجوده الطويل في قطر، مشيراً إلى أنه تأكد من خلال الأحداث المتلاحقة التي تقودها تلك الدول ضد قطر، وفي مناسبات مختلفة منذ الانقلاب الفاشل في 1996، مروراً بسحب السفراء، حتى الحصار الجائر الأخير الذي تجاوز كل الأسقف الأخلاقية، أن هذه الدول لا تستهدف الحكومة القطرية فقط، بل تستهدف وجود قطر دولة وكياناً. وأضاف مطر أن قطر قدّمت نموذجاً باهراً للصعود الاقتصادي في فترة وجيزة؛ الأمر الذي أثار أطماع الآخرين في الثروات والاحتياطات النقدية الكبرى التي ادخرتها قطر بفضل سياسات اقتصادية محكمة، مشيراً إلى أن بعض الشعوب في المنطقة عندما تقارن نفسها بقطر -التي تقول عنها إنها صغيرة- تجد أن قطر متفوقة عليها في كل شيء؛ الثروة، والحريات، ومستوى جودة التعليم والصحة، وهذا بدوره ينعكس على الكادر البشري المقيم على أرض قطر من المواطنين والمقيمين، وبالتالي يكشف أن قطر أمامها مستقبل أفضل من نظيراتها. وقال إن هناك مقولة معروفة تقول إن الضربة التي لا تقتلني تقوّيني؛ لذلك نهضت قطر بسرعة عقب فشل المحاولة الانقلابية، إذ استطاعت أن تتبين أعداءها الحقيقيين وتتجه لبناء تحالفات تخدم مشروعاتها الاقتصادية، مشيراً إلى أن الأمر ذاته يتكرر الآن في الحصار الأخير؛ فقد فكت قطر ارتباطها الاقتصادي مع دول الحصار، واتجهت إلى بدائل أخرى داخلية وخارجية، فبدأت الصناعة في النمو التدريجي، والزراعة، ومن المنتظر قيام مشروعات سياحية كبرى.;
مشاركة :