الرباط - نفى وزير الفلاحة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي عزيز أخنوش، أن يكون وزراؤه (بالحزب) قد تعمدوا مؤخرا، إلى مقاطعة المجلس الحكومي، الذي يترأسه رئيس الحكومة سعدالدين العثماني، أمين عام حزب العدالة والتنمية الإخواني. وقال “لو حصلت مقاطعة كنا أعلنا ذلك لأننا لا نخشى من مواقفنا، بل هي تأويلات فقط”، وأضاف أخنوش “كانت لنا سفريات وانشغالات، ولم تكن مقاطعة”. وأشار إلى أن حزبه “يُساهم في الحكومة، ويثق في العثماني، ويتعاون معه حتى تمضي الحكومة لنهاية ولايتها”. وتحدثت تقارير صحافية الشهر الماضي، عن أزمة صامتة بين أحزاب الإئتلاف الحاكم بعد تصريحات عبدالإله بن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية انتقد فيها عزيز أخنوش. وقال بن كيران خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية، في 3 فبراير، موجّها حديثه لأخنوش “أحذرك أن زواج المال والسلطة خطر على الدولة”، في إشارة إلى أن الأخير يعتبر أيضا من رجال الأعمال البارزين بالبلاد. وعقب هذه التصريحات، غاب وزراء التجمع الوطني للأحرار عن اجتماعات للحكومة. وفي رد ضمني على تصريحات بن كيران قال أخنوش “لا يمكن القبول بالتشويش على أغلبية تشتغل بشكل عادي، وعلى الجميع الالتزام بالحدّ الأدنى من الانسجام والاحترام”، واصفا ما حدث بأنه “خلاف لأسبوع وليس لسنوات، والعقلاء تحاوروا لتجاوز الأمر”. وكان زعماء الأحزاب المكوّنة للتحالف الحكومي المغربي وقّعوا نهاية الشهر المنقضي، على ميثاق الأغلبية، وهو ما اعتبره مراقبون خطوة مهمة لمعالجة الخلافات. وحول سعي حزبه لرئاسة الحكومة قال أخنوش “نريد أن ننجح في الانتخابات، وإذا كنّا نستحق أن نكون في المقدمة فهو استحقاق لأننا نشتغل في الميدان، وهدفنا هو أن نتجاوز ما حصلنا عليه في الانتخابات السابقة، التي كانت في حدود 37 برلمانيا قبل أن ترتفع بفضل الانتخابات الجزئية إلى 40 برلمانيا”. ونفى أخنوش أن يكون فتح باب الترشيحات للانتخابات تحضيرا لانتخابات سابقة لأوانها، مشددا على أنه “لا يمكن أن ننتظر إلى غاية الانتخابات لفتح باب الترشح، لذلك قررنا فتح المجال على مدى ثلاث سنوات”. ولفت رئيس التجمع الوطني للأحرار إلى أن حزبه لم يأتِ لكي يقوم بدور “حزب الأصالة والمعاصرة” (أكبر حزب معارض)، يقصد الإشارة إلى تصريحات البعض من قادة “الأصالة والمعاصرة” بأنهم جاؤوا لمواجهة حزب “العدالة والتنمية”. ورفض رئيس التجمع الوطني للأحرار وصف حزبه بـ”البام” الجديد (الأصالة والمعاصرة)، بمبرر أن عمر التجمع الوطني للأحرار وصل أربعين سنة. وتحدث أخنوش عن علاقة السياسة بالأعمال، مؤكدا أن المقاول له مكانة داخل السياسة، لأن ممارسة السياسة لا تقتضي مهنة محددة لدخولها، واستغرب من الدعوة إلى حرمان رجال الأعمال من الحق في ممارسة السياسة. وتطرّق إلى قضية الاحتجاجات الاجتماعية بالمغرب، قائلًا، إنها “نتيجة لتراكم الإشكالات في الجهات (تتكون البلاد من 12 جهة كل واحدة تضم عددًا من المدن والأرياف)”. وأضاف”هناك مدن صغيرة ظهرت منذ سنوات ولها حاجيات معقولة، وعلينا كحكومة الاشتغال بالعمل والثقة لحل هذه المشكلات”. وتشهد منطقة الريف احتجاجات منذ نحو سنة للمطالبة بنصيبها من التنمية. وتعيش منطقة جرادة شمال شرق البلاد على وقع احتقان اجتماعي تفجّر عقب وفاة عاملين داخل منجم للفحم الحجري
مشاركة :