أخنوش يعمق مأزق بن كيران ويقلص هامش مناوراته السياسية يبدو أن مأزق تعثر المشاورات والمفاوضات التي يجريها رئيس الحكومة المغربية المكلف عبدالإله بن كيران لتشكيل حكومته الثانية، بدأ يلقي بظلاله على المشهد السياسي في المغرب، وسط تسريبات إعلامية محلية، تدفع باتجاه إمكانية إعلان بن كيران عن فشله في التوصل إلى توافق حول تشكيل ائتلاف حكومي جديد. العربالجمعي قاسمي [نُشرفي2017/01/17، العدد: 10515، ص(4)] بن كيران وأخنوش هل هي القطيعة تونس - دخلت أزمة الانسداد السياسي التي تعاني منها المشاورات والمفاوضات التي يجريها رئيس الحكومة المغربية المُكلف عبدالإله بن كيران لتشكيل حكومته الثانية بعد فوز حزبه العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية بانتخابات السابع من أكتوبر الماضي، منعرجا جديدا يُبقي البلاب مفتوحا على احتمالات متعددة، أبرزها تخليه عن هذه المهمة. ويرى مراقبون أن التطورات المحيطة بهذا الانسداد السياسي الذي دخل شهره الرابع على التوالي، أخذ أبعادا جديدة من خلال التصريحات الأخيرة الصادرة عن عزيز اخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، التي أكد فيها رفضه لـ”الظلامية” و”الهيمنة” باسم الديمقراطية. ويبدو أن هذه التصريحات التي جاءت فيما يستعد البرلمان المغربي بتشكيلته الجديدة المُنبثقة عن الانتخابات التشريعية الماضية، لعقد أول جلسة له، قلصت هامش المناورة السياسية لبن كيران، وجعلته أمام خيارين لا ثالث لهما أولهما الرضوخ لمطالب وشروط عزيز أخنوش، أو التحلي بالشجاعة لإعلان فشله في تشكيل حكومته الثانية. وكان عزيز أخنوش قد اعتبر في كلمة له اختتم بها جولاته في أرجاء البلاد، أن “الدينامية التي خلقت حزب التجمع الوطني للأحرار أزعجت البعض الذي يريد أن يكون وحده في الساحة السياسية”. وأضاف بلغة حملت الكثير من الإشارات والرسائل السياسية قائلا “لن نتواجه مع مستغلي الفقر والهشاشة،…و حزب الأحرار لا يعرف غير العمل، ولا نريد خطابا مثلهم الذي يصل إلى درجة الخبث، بل سيكون لنا خطاب مسموع”. وبعد أن أشار إلى أن حزبه “تعرض لحيف كبير بسبب حاملي أفكار الشمولية السياسية”، اتهم أخنوش بعض الأطراف التي لم يذكرها بالاسم بمحاولة تشويه حزبه “وهو ما بدا جليا خلال مشاورات تشكيل الحكومة”، على حد قوله. ولكنه أكد في المقابل قائلا “لسنا في حاجة إلى الظلامية، والذين يرسمون صورة قاتمة للبلاد”، ذلك أن “الديمقراطية هي احترام رغبة الشعب وليس ملكا لأحد”، ثم أضاف في رسالة ضمنية إلى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبدالاله بن كيران، “من ربح الانتخابات لا يجب أن يصدم الآخرين، واحتلال المرتبة الأولى لا يعني التحكم في المغاربة، والمغرب يتسع للجميع، والديمقراطية لا يمكن أن تكون هي الهيمنة”. عزيز أخنوش: المغرب يتسع للجميع، والديمقراطية لا يمكن أن تكون هي الهيمنة وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الحكومة المكلف عبدالإله بن كيران، وقف المشاورات، من جهة واحدة، مع حزبي التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، بسبب تمسكهما بوجود حزبي الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري في الحكومة المرتقبة. ورغم أنه عاد ليكشف عن استئناف تلك المشاورات من جديد، في أعقاب اجتماعه مع عدد من قادة الأحزاب السياسية خُصص لبحث انتخاب الرئيس الجديد لمجلس النواب (البرلمان) خلال جلسة يُفترض أن تكون قد عُدت الإثنين، إلا أنه أكد في المقابل أنه لم يتم التوصل خلال ذلك الاجتماع إلى جديد بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة. والتقى بن كيران، خلال ذلك الاجتماع مع عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وامحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، حيث أعلن كل طرف تشبثه بموقفه، ما دفع بن كيران إلى القول “لم نتفق على أي شيء جديد”. ومع ذلك، شدت تصريحات أخنوش، وإقرار بن كيران بعدم التوصل إلى جديد بشأن تشكيل حكومته، اهتمام المراقبين الذين رأوا فيها تطورا جديدا من شأنه تعميق أزمة عبدالإله بن كيران في تشكيل حكومته، لا سيما وانها تزامنت مع تسريبات إعلامية تشير إلى أن بن كيران يتجه نحو الإقرار بفشله، وبالتالي التخلي عن مهمة تشكيل الحكومة المغربية الجديدة التي كلفه بها العاهل المغربي الملك محمد السادس في العاشر من أكتوبر الماضي. وبحسب محمد بن حمو رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، فإن هذه التصريحات وما رافقها من مواقف سياسية متباينة، تؤكد أن المغرب دخل في مرحلة جديدة عنوانها “استعصاء تشكيل حكومة جديدة برئاسة عبدالإله بن كيران” بعد فشل حزب العدالة والتنمية في إدارة المشاورات والمفاوضات حول تشكيلة هذه الحكومة. وقال في اتصال هاتفي مع “العرب” من الرباط، إن التطورات المتسارعة كشفت أن المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة المغربية الجديدة التي بدت هينة وسهلة في بدايتها، تعقدت خلال الأسابيع الماضية، حتى “بات من سابع المستحيلات استكمالها بالأدوات القديمة، وبالتالي التوصل إلى تفاهمات حول ائتلاف حكومي جديد”. وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تلك المشاورات، يقول محمد بن حمو إن قضايا خلافية كثيرة برزت على السطح، كانت لها تداعيات خطيرة بتكلفة كبيرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا نتجت عن غياب التوصل إلى تشكيل الحكومة. ولفت في تصريحه لـ”العرب” إلى أن تلك التداعيات شملت أيضا تعطيل عمل مجلس النواب، نتيجة الخلافات حول الرئاسة الجديدة للبرلمان، وانتخاب هياكله، الأمر الذي تسبب في توقف المسار التشريعي. ولكنه استدرك قائلا “سيتم الإثنين انتخاب الرئيس الجديد للبرلمان، غير أن الصورة ستبقى غير واضحة، بل ضبابية في ما يتعلق بالمعارضة باعتبار أن الحزب الوحيد الذي اختار منذ البداية موقع المعارضة هو حزب الأصالة والمعاصرة، بينما مازالت مواقف بقية الأحزاب تتراوح بين الرغبة في المشاركة في الحكومة الجديدة، والمعارضة”. وفيما اعتبر بن حمو أنه بات يتعين على بن كيران استخلاص الدروس من المشاورات الماضية، وبالتالي التحلي بالشجاعة عبر إعلان فشله في تشكيل الحكومة، ترددت أنباء ذكرتها وسائل إعلام مغربية محلية، مفادها أن بن كيران بدأ من الآن يعد حزبه العدالة والتنمية للانتقال إلى موقع المعارضة، لأنه لم يتمكن من الحصول على أي توافقات مع أحزاب أخرى بشأن تشكيل حكومته، وحول مرشح متوافق عليه لرئاسة مجلس النواب (البرلمان). :: اقرأ أيضاً صفحة جديدة بين مصر والسعودية بعد حكم تيران وصنافير ولد الشيخ يعدل خطته للسلام في اليمن المسلمون لا يلتحقون إلا بوظائف الأجور الزهيدة في بريطانيا حسابات انتخابية تقف خلف تحجيم أشرف ريفي
مشاركة :