الظرف في الأصل ما كان وعاءً لشيء لذلك تسمى الأواني ظروفا وسميت الأزمنة والأمكنة ظروفا؛ لأن الأفعال تحصل فيها فصارت كالأوعية لها ونحن أيضا نضع الرسالة في ظرف فهو وعاء للمكتوب في هذه الرسالة المبعوثة إلى صديق ما أوجهة ما. إذا لم يتضمن اسم الزمان والمكان معنى (في) لا يكون ظرفا؛ بل يكون كسائر الأسماء حسب ما يطلبه العامل فيكون مبتدأ نحو: يومُنا جميل. وخبرا نحو: هذا يومُ الفرح. أو فاعلا نحو: جاء شهرُ الصوم. أمثلة كتاب المرحلة المتوسطة: «أذهبُ إلى المدرسةِ صباحاً، وأقفُ عندَ بابِ الفصلِ مُستأذناً، وأجلسُ بينَ زملائي مُصغياً». - أذهب: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الباء)؛ لأنه بدأ بحرف من حروف المضارعة (أ، ت، ن، ي)، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا)، أي أنا أذهب على المدرسة صباحا. - إلى: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وبنيناه على السكون لأنه مدّ، مثل الليل الطويل الممتد الساكن. - المدرسة: اسم مجرور بحرف الجر (إلى) وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (التاء المربوطة). - صباحا: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الحاء) للدلالة على زمن حدوث الفعل. - و: حرف عطف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب. والحروف كلها مبنية ولا محل لها من الإعراب، وهذه قاعدة ثابتة في اللغة العربية، لعلها تخفف عنك بعضا من القواعد. - أقف: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الفاء) لأنه بدأ بحرف من حروف المضارعة (أ، ت، ن، ي)، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا). - عند: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الدال)، للدلالة على مكان حدوث الفعل. - باب: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (الباء). - الفصل: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (اللام). - مستأذنا: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (النون)، ولمعرفة الحال نستخدم اسم الاستفهام (كيف)؛ فنقول: كيف أقف عند باب الفصل؟ الإجابة: مستأذنا. - و: حرف عطف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب. - أجلس: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (السين)، لأنه بدأ بحرف من حروف المضارعة (أ، ت، ن، ي)، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا). - بين: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (النون)، للدلالة على مكان حدوث الفعل. - زملائي: زملائـ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، ـي: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. - مضغيا:حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير( الياء) ، ولو قلنا: كيف أجلس بين زملائي؟ تكون الإجابة: مصغيا. * فائدة: ما معنى «اشتغال المحل بحركة المناسبة»؟ هب أن وزير التربية زار المدرسة فجأة، وأراد أن يتكلم في طابور الصباح ليقدم بعض النصائح لأبنائه الطلاب؛ فما الذي نستغني عنه في برنامج طابور الصباح؟ من المؤكد بأننا لا نستطيع الاستغناء عن السلام الوطني، ولا يمكن أن نستغني عن القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف؛ ولكن بمقدورنا أن نستغني عن برامج فريق الإذاعة المدرسية. والسؤال هنا: لماذا استغنينا عن فريق الإذاعة المدرسية؟ الإجابة: لاشتغال المحل بحركة المناسبة، والمحل هو البرنامج اليومي المعتاد، وفريق الإذاعة المدرسية هو الذي تم الاستغناء عنه، وحركة المناسبة هي زيارة الوزير المفاجئة للمدرسة. * كاتب وباحث لغوي كويتي fahd61rashed@hotmail.com