وضع الشاعر المتنبي حكما لم يؤثر بها مرور الزمن ومن أصدق ما قال في مجال دفع الضرائب الباهظة. (ذريني أنل ما لا ينال من العلى فصعب العلى في الصعب والسهل في السهلِ تريدين إدراك المعالي رخيصة ولا بد دون الشّهد من إبر النحلِ) .ولا بأس عند معلمي الباحة بإبر النحل طالما أنها ستحررهم من الرتابة القاتلة وتوظف فائض وقتهم في منفعة وتسلية من خلال الانطلاق في فضاءات مفتوحة تنقذهم من قعدة البيت وتنقلهم إلى الانتماء لمملكة النحل، والمعلم المتقاعد سعيد مشهور أحد الأسماء البارزة في تربية النحل، وتسويق العسل أوضح لـ «عكاظ» أن أكثر ما استهواه في عالم النحل النظام والانضباط والعمل والإنتاج، ويصفه بالعالم المرتب والمملكة النشطة والخالية من البطالة والكسل، وأضاف: عالم فيه ملكة وعاملات وفيه نظام وانضباط وفيه تناغم واتساق وكلها مظاهر من عظمة الخالق المبدع الذي جعل من أمة النحل مثالا يحتذى به في التعاون والنظام. مشيرا إلى أن الكل يعمل حسب سنه ودوره، فالمهندسات والبناءات يشيدن قرص النحل، والعاملات يقمن برحلات للكشف عن أماكن الرحيق، والكيميائيات يتأكدن من نضوج العسل وحفظه والخادمات يحافظن على نظافة الشوارع والأماكن العامة في الخلية، والحارسات على باب الخلية يراقبن من دخل إليها ومن خرج ويطردن الدخلاء أو من أراد العبث بأمن الخلية، لافتا إلى أن شجر السدر من أحب الأشجار إلى النحل وأوفره إنتاجا خلال فصلي الصيف والخريف ويباع الكيلو الواحد من عسله بين 300 ــ 400 ريال، ويتواجد السدر في بادية الباحة ومعشوقة ونخال. مشيرا إلى أهمية نقل الخلايا والنحل إلى تهامة هروبا من البرد القاتل، وهناك أشجار السمر وبعض الزهور التي تنتج عسلا نادرا وجيدا ومرتفع السعر، ويؤكد أن أصدقاءه وزملاء هذه الهواية بالعشرات في منطقة الباحة من المتقاعدين ومن المدرسين ممن أحبوا النحل فأحبهم، وعن لسع النحل قال « لا مانع أن تلسعيني يا نحلة ما دمت تعطيني عسلا».
مشاركة :