متقاعدو الباحة يقصفون منصات الملل بـ «النحل وسيارات الأجرة»

  • 8/6/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم يجلس المتقاعد عبدالله الغامدي على كرسي الملل والفراغ، إذ عمد قبل تقاعده إلى اقتراض مبلغ مالي من أحد البنوك واقتحم عالم تربية النحل، وخلال سنوات لاتتعدى أصابع اليد تمكن من تحقيق طموحات بامتياز في دنيا العسل. وذكر الغامدي أن التقاعد بمفهومه الجامد يجعل الإنسان يبحر في فضاء الإحباط كون المتقاعد وفقا للمفهوم الشعبي يقضي عمره في الأكل والنوم والثرثرة دون أن يستفيد منه المجتمع، لافتا إلى أنه لم يغير مواعيد نومه ولا استيقاظه إذ انطلق مع خلايا نحله في الأودية. يؤمنها شتاء في تهامة بعيدا عن زمهرير البرد. ويتابع تغذية الملكات بنفسه. ويبحث لها عن أشجار السدر والسمر. في حين اختار سعيد الزهراني بعد تقاعده بيع وشراء السيارات. بافتتاح معرض موضحا أن متعة معارض السيارات ليست في جني المال فقط. بل في لقاء نخبة من «الشريطية» والاستمتاع بالأحاديث الشيقة. والمسامرات. وشد الرحال بعض الأيام إلى خارج المنطقة مع أصدقاء يحبهم ويحبونه. ولا يتحرج سلمان الغامدي من استمراره في العمل سائق أجرة من وإلى مطار الباحة كونه يجني المال ويتعرف على وجوه جديدة من داخل المنطقة وخارجها ويسمع حكايات وقصصا منها ما يقارب الخيال بفنتازيته، مؤكداً أن البقاء في المنزل مدعاة للمل أو الدخول في إشكالات مع ربة المنزل. فيما يتبنى المتقاعد عبدالله الغامدي وصية تقول (اخرج. تدرّج. وتفرّج. وتهرج.) لتجدد حياتك. مبديا سعادته بالتقاعد كونه أتاح له متعة السفر داخليا وخارجيا طيلة العام. موضحا أنه اشترى واثنين من أصدقائه منزلا في مدينة (سوراباي) الإندونيسية ما يمنحهم فرصة قضاء ثلاثة أشهر من العام في مناخ معتدل وفضاء أخضر، فيما يقضي بقية العام بين مناطق الوطن وبين السفر لمصر ودبي. من جهتها، كشفت التربوية فاطمة الغامدي عن رغبتها الاستمرار في العمل حتى سن الستين. كون العمل يهبها حيوية وتفاعلا مع محيطها التربوي وتأدية لرسالة كدحت طويلا من أجل أدائها لبناتها الطالبات. ووصفت التقاعد المبكر بالهروب من ميدان العمل الشريف وركون للكسل والخمول والملل. يذكر أن عدد المتقاعدين في المملكة حتى نهاية عام 2015 أكثر من 700 ألف منهم 532 ألفا منهم 59 ألفا من الإناث. فيما بلغت أعداد المتقاعدين المتوفين 178 متوفى. أنفقت المؤسسة عليهم منذ إنشائها أكثر من 561 مليون ريال.

مشاركة :