منذ انطلاق مشروع دار «أثر» للطباعة والنشر وهي لا تزال -أي هذه الدار- تشكل المفارقة الكبيرة بينها وبين دور النشر الأخرى التي سبقتها بسنوات. أرى حرص المسؤولين على هذه الدار حرصاً يؤكد كفاءتهم لتولي زمام الكتاب العربي من ناحية طباعته ونشره ومشاركته في معارض الكتب وقبل ذلك انتقاء الكتاب تبعاً لمضمونه؛ حتى أصبحت هذه الدار من أولى الدور التي يبحث عنها القارئ المحلي والعربي. وتمثل جائزة دار «أثر» للرواية العربية والمزمع انطلاقها في هذا العام نجاحاً آخر يضاف إلى منظومة نجاحاتها المتعددة. من منطلق نمذجة هذا الكائن السردي «الرواية» والسعي إلى إبرازه في المشهد الأدبي، على اعتبار أن الرواية تؤكد حضورها بين فترة وأخرى. الجائزة تأتي انطلاقاً من حرص هذه الدار على نشر الثقافة الروائية ودعمها بشروط أعلنتها الدار في موقعها الرسمي، وقد تصيب المثقف العربي بشكل عام حالة من التوجس تكمن في لجنة التحكيم التي لابد أن تمتلك وعياً نقدياً وروائياً يمكنها من تناول الأعمال الروائية برؤية متكاملة؛ لأن المثقف وكاتب الرواية بالذات يهمه في الدرجة الأولى أن تكون لجنة التحكيم على قدر كبير من المسؤولية، بل إن اللجنة هي من تضمن نجاح الفكرة واستمرارها وبالتالي مشاركة كثير من كتاب الرواية في العام القادم، وأجزم بأن دار «أثر» لم تغفل هذا الجانب وحتما استقطبت حكاماً على قدر كبير من الوعي الروائي والنقدي.
مشاركة :