إبراهيم سليم (أبوظبي) اختتمت أمس في أبوظبي فعاليات «مؤتمر التسامح والوسطية والحوار في مواجهة التطرف»، الذي عقد تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأوضح سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام «أبوظبي للإعلام» في ورقة علمية قدمها خلال الجلسة الرئيسية أمس، والتي عقدت تحت عنوان: «التسامح والوسطية والحوار: مرتكزات للتعايش السلمي»، أن الإمارات نجحت في ترسيخ طبيعتها الحضارية بوصفها مثالا حيا للتسامح، والتعاون والتكافل بين الشعوب، من خلال اعتماد آليات في مكافحة التمييز ونبذ الكراهية بين الأديان، لافتاً إلى أن إصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قانون مكافحة التمييز والكراهية، جاء تأكيداً لدور الدولة في تجريم كافة أشكال ازدراء الأديان والمقدسات وخطابات الكراهية والتكفير. واعتبر أن حركات الإسلام السياسي وجميع الحركات المتطرفة، ترفض مبدأ الحوار، نظراً لكونها حركات استئصالية مما يدفعها للقتل والإرهاب والعنف والتهجير، مشدداً على أن التجانس المجتمعي يتحقق من خلال وجود ثقافة تحترم التعدد وتدافع عنه، وتؤمن بالحوار كوسيلة لحل المشكلات. ودعا إلى بلورة استراتيجية إعلامية تقوم على نبذ ثقافة الكراهية والإقصاء وخطاباتها، مبينا أنّ شيوع هذه الثقافة وما يعبر عنها من خطابات فكرية ودرامية هو خنجر مسموم في صدر المجتمع يصعب على أي مجتمع أن يتعافى منه إلا بعد أن يدفع الثمن غاليا، لهذا يتوجب على المنصات الإعلامية أن تتصدى لذلك عن طريق نشر الوعي بما تنطوي عليه هذه الثقافة من نزعة تدميرية، وكذلك بلورة خطاب فكري وفنّي يقوم على التعددية الثقافية التي تحترم الخصوصيات الثقافية، وقد أصبحت التعددية الثقافية أحد أقوى عناصر تماسك الهويات الوطنية في المجتمعات المتعددة الثقافات. كما دعا إلى تسليط الضوء من خلال برامج فكرية وفنية على طبيعة مجتمع الإمارات وما فيه من تعددية ثقافية ودينية، فالإمارات كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله: «دولة يعيش فيها جميع البشر، على اختلافاتهم التي خلقهم الله عليها، بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي، يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم، دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة، بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق». وأشار في كلمته إلى وجود مبادرات خلاقة في دولة الإمارات خاصة بالتسامح، على الإعلام أن يسلط أضواء كاشفة عليها ففي الوقت الذي يعيش فيه العالم من حولنا اضطرابات غير مسبوقة، تتزايد فيها مظاهر التطرف والعنصرية والكراهية، تنطلق من دولة الإمارات مبادرات إنسانية تهدف إلى ترسيخ قيم المحبة والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب، فهناك جائزة محمد بن راشد للتسامح وهناك المعهد الدولي للتسامح وهناك وزارة التسامح. ... المزيد
مشاركة :