بدور القاسمي: نظام تعليمي يعتمد على الإبداع يحقق النهضة الحضارية

  • 3/7/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية ل«مجموعة كلمات»، انطلقت، صباح أمس، أعمال مؤتمر «حروف ريجيو التعليمي»، الذي تنظمه «حروف» التابعة ل«مجموعة كلمات للنشر»، باستضافة ممثلين من مركز «ريجيو للأطفال»، المركز الإيطالي المتخصص في أساليب التعليم المعاصرة.وينظّم المؤتمر، الذي يستمر حتى الثامن من مارس/‏آذار في ملتقى القصباء بالشارقة، للمرّة الأولى على مستوى دولة الإمارات؛ بهدف إطلاع المعلمين والمسؤولين في القطاع التعليمي، والتربوي، في دولة الإمارات على المنهج التعليمي العالمي «ريجيو للأطفال».وتم افتتاح أعمال المؤتمر بحضور مروان الصوالح، وكيل وزارة التربية والتعليم، وعلي يعقوب الحوسني، أمين عام مجلس الشارقة للتعليم، ومحمد عبد الله، الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي، ومحمد خلف، مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، وطارق علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وعايدة أرملي مدير بنك الشارقة، ومحمد أحمد أمين مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والأعمال في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومايكل غازر، نائب رئيس جيمس للتعليم، وكلوديا جوديتشي رئيس مركز ريجيو للأطفال، والدكتورة رنا تميم عميد كلية التربية بالإنابة في «جامعة زايد»، ونتن أناند الرئيس التنفيذي لكلية الأفق الجامعية، وإيمان بن شهيل، ممثلة «جمعية الشارقة التعاونية»، ومجد الشحي مدير مبادرة «ألف عنوان وعنوان»، وعهد بن جريس ممثلة مبادرة «ثقافة بلا حدود».ويستعرض المؤتمر، تجربة مراكز ريجيو التعليمية، الهادفة إلى مساعدة المعلمين، والمسؤولين التربويين في التغلّب على المفهوم التعليمي التقليدي السائد في المدارس، ولفت انتباههم إلى ضرورة الاستفادة من إمكانات الأطفال، ولغاتهم التعبيرية الكامنة. التعليم أساس البناء وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسسة والرئيسة التنفيذية ل«مجموعة كلمات» في الكلمة الرئيسية: «يعد التعليم أساس بناء الإنسان، ولا تتحقق النهضة الحضارية دون وجود نظام تعليمي يعتمد على الإبداع والابتكار، ويوفر للطلبة العلوم والآداب والمعارف التي تساعدهم على اختيار مساراتهم المهنية مستقبلاً، والمساهمة في النهوض بمجتمعاتهم وأوطانهم». وأكدت أن منهج «ريجيو إيميليا» بما يعتمد عليه من توظيف للإبداع وللمهارات والقدرات الفردية، ومنح الأطفال الثقة بأفكارهم والتعبير عن آرائهم، ينسجم مع عملية التطوير، التي سيكون عليها شكل المدرسة الإماراتية في المستقبل؛ وذلك على حساب النمط التقليدي القديم؛ من أجل ضمان مواكبة الأجيال القادمة للتخصصات والمجالات التي ستحتاج إليها الدولة في الأعوام المقبلة، وتحفيز الطلبة على دراسة الحقول المعرفية والإبداعية الجديدة والمبتكرة. حالة تنويرية وبدوره قال مروان الصوالح، وكيل وزارة التربية والتعليم: «إن ما تعيشه إمارة الشارقة من حالة تنويرية متقدمة تعكس حضورها الواثق والاستثنائي على الصعيد الثقافي والمعرفي في المنطقة، فهي وبرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تمضي قدماً في ترسيخ دعامات العلم أساساً ضروريّاً لبناء الإنسان، فسموه يدعو دوماً وفي شتى المحافل التي تنظمها الشارقة إلى الارتقاء بالإنسان؛ باعتباره حجر الأساس للنهضة المجتمعية». وأضاف: «كعادتها تحتضن الشارقة الأحداث المهمة ذات الشأن الثقافي، والمعرفي، و«مؤتمر ريجيو التعليمي للأطفال» أحد هذه الأحداث، التي تلفت الأنظار إلى الدور الكبير، الذي يحققه التعليم في مسيرة التنمية والنهضة، وهذا المنهج بحضوره يعد إضافة مهمة لجموع المعلمين والكوادر التربوية، بما يسهم في إثراء حصيلة الأطفال المعرفية بشكل حديث وعصري، باعتبار أن التركيز على مراحل الطفولة يعد من ضرورات التنشئة الصحيحة؛ لذا بات لزاماً أن نستحدث طرقاً وبدائل تعليمية بعيدة كل البعد عن نظام التعليم التقليدي الذي يعتمد على التلقين، والمضي في توفير بيئة ملائمة تخدم مستقبل الأجيال الجديدة». ومن جانبه، قال علي يعقوب الحوسني، أمين عام مجلس الشارقة للتعليم: «إن تواجدنا بينكم اليوم هو تجسيد لرؤيتنا في دعم البرامج الخاصة بتعليم الطفولة المبكرة مستشرفين من خلالها آفاق المستقبل وما نشهده من تعاون جاد نعايشه في دولة الإمارات في سبيل تبني وإيجاد مشاريع تعليمية وتربوية تهدف إلى تنشئة جيل قادر على قيادة مستقبل الوطن برؤية وعزيمة كبيرة، الأمر الذي يستدعي تضافر مختلف الجهود ومن جميع الجهات والمؤسسات التعليمية في الدولة؛ لتحقيق رؤية الإمارات في تحسين واقع التعليم والاستفادة من جميع الخبرات العالمية بهذا الخصوص؛ حيث إن منهج «ريجيو لتعليم الأطفال» يعد مكسباً كبيراً سيؤتي ثماره في الأجيال القادمة، التي تتمتع برعاية شاملة ونوعية ومهنية».فجوة يجب تداركها وأضاف: «إن قراءة سريعة لواقع التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يشعرنا بوجود فجوة تستدعي منا أن نتداركها سريعاً؛ لذا ومن باب الحرص على رأب الصدع، مضينا في الاهتمام والتطوير بمجالات التعليم في إمارة الشارقة بشكل عام؛ تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي يدعونا دوماً إلى توفير بيئة تعليمية آمنة وحاضنة للأطفال، وتحقيق أوجه الرعاية المتكاملة للأجيال الجديدة؛ لذا باشرنا في توفير أفضل معايير الرعاية التعليمية للأجيال الجديدة، ولهذه الفئة التي تعد أهم فئات المجتمع».وأكد الحوسني، أن «مجلس الشارقة للتعليم» يؤمن بأهمية تبادل الخبرات في مجال رعاية الأطفال، فهو يمضي في عقد الاتفاقات الخاصة؛ لتطوير سبل العمل وإيفاد هيئات إدارية وتدريسية؛ للمساعدة والاطلاع على تجارب الدول الأخرى المتميزة. وبدورها قالت كلاوديا جوديتشي، رئيس مركز ريجيو للأطفال: «نلمس جهوداً كبيرة تقودها إمارة الشارقة في سبيل تحقيق مناخ متطور لتعليم الأطفال والنهوض بالأجيال الجديدة؛ من خلال مبادرات، وبرامج استثنائية تلعب دوراً مهماً في تطوير مدارك ومعارف الأطفال، الذين نؤمن في أنهم أهم فئات المجتمع، وأساس الإنسانية؛ لذا نحن مطالبون بتحقيق مسؤوليتنا تجاه هؤلاء الأطفال؛ من خلال توفير بيئة تعليمية آمنة ومتطورة تخدم مستقبلهم». تكريم الشركاء والرعاةواختتم المؤتمر فعالياته بتكريم الشركاء والرعاة؛ وهم: وزارة التربية والتعليم، ومجلس الشارقة للتعليم (الشريكان الاستراتيجيان)، ومصرف الشارقة الإسلامي (الراعي الرسمي)، وجيمس للتعليم، وجامعة زايد، وكلية الأفق (الرعاة التعليميون)، ومؤسسة الشارقة للإعلام، والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة (الراعيان الإعلاميان)، وقناة القصباء (الراعي اللوجستي)، ومبادرة «ألف عنوان وعنوان»، ومشروع ثقافة بلا حدود (رعاة الورش)، وبنك الشارقة، وجمعية الشارقة التعاونية، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة (المؤسسات الداعمة).وتطرقت جلسة اليوم الأول للمؤتمر، التي قدمتها كلاوديا جوديتشي، ومارينا كاستانيتي، معلمة تطبق «منهج ريجيو» في مدرسة ديانا، إلى استعراض آلية تعليم الأطفال وفق «منهج ريجيو إميليا»؛ حيث قدّمت جوديتشي بعض النماذج الخاصة بطريقة التعليم، التي يتّبعها المنهج؛ من خلال مواد مصوّرة تم عرضها في الجلسة؛ حيث سلطت الضوء على المهارات الحسيّة، التي يقوم بها الصغار ضمن المشروع التعليمي، الذي تمضي فيه المدارس الإيطالية. أساليب متطورة أوضحت جوديتشي الأساليب المتطورة في التعليم المبني على الترجمة الحسيّة لما تعلّمه الأطفال؛ حيث كشفت كيفية ترجمة الأطفال لما يرونه من أنشطة إلى نماذج فنية مرسومة أو مصنوعة من الصلصال، لافتة إلى أهمية هذا الأسلوب في منح الأطفال تجربة متطورة لتعلّم المهارات وتحصيل المعارف. تجربة شخصية شرحت كاستانيتي تجربتها الشخصية في التعليم؛ من خلال «منهج ريجيو»، وأوضحت أن جوهر التعليم ينبع من تحفيز الأطفال على الإبداع، مشيرة إلى أن إشراك الأطفال في عملية التعليم يرفدهم بالكثير من المعارف، ويضمن لهم أعلى معايير التعلّم؛ من خلال السماح للأطفال بتوظيف عواطفهم وعقولهم. وشهدت الجلسة عرض رسوم لأطفال تتراوح أعمارهم بين 2-6 سنوات، عبروا خلالها عن عدد من الرسائل، التي صاغوها بكلماتهم؛ حيث حولوا الكلمات إلى خطوط وألوان كل واحد وفق أسلوبه الخاص؛ لتكشف الرسومات قدرات الأطفال الكبيرة على ترجمة إحساسهم إلى إبداع فني.

مشاركة :