أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الجيشين التركي والسوري الحر يقتربان بشكل كبير من السيطرة على ناحية جندريس (كفر جنة)، ومن ثم حصار وتطهير مركز مدينة عفرين، في إطار عملية «غصن الزيتون»، بينما ندد بعدم قدرة الأمم المتحدة على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، وإنقاذ غوطة دمشق الشرقية من هجمات النظام.وذكر إردوغان، في خطاب أمام اجتماع كتلة نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان التركي أمس، أنه «تم قطع صلة الإرهابيين (مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية) في عفرين بكامل الحدود التركية، وتم تحرير مناطق مهمة. وقريباً، ستتم السيطرة على جنديرس، ومن ثم سيتم حصار مركز عفرين وتطهيره».وأشار الرئيس التركي إلى أنه تمت السيطرة على 700 كيلومتر مربع في عفرين، وجرى تحييد 2872 مسلحاً، فيما قتل 41 من الجيش التركي، و159 من الجيش السوري الحر، منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون».وشدد إردوغان على أنه لا توجد جهة في العالم تستطيع ادعاء أو إثبات إلحاق الجيش التركي الضرر بالمدنيين في عفرين، قائلاً إن الجيش السوري الحر يقاتل بشرف إلى جانب الجيش التركي.ولم يتبقَ سوى بلدتين تابعتين لمدينة عفرين في يد «وحدات حماية الشعب» الكردية، هما جنديرس ومعبطلي».وحتى الآن، وصل عدد النقاط التي تمت السيطرة عليها في عفرين إلى 147 نقطة.وفي سياق متصل، كشف المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أكسوي، أن بلاده تخطط لإقامة مخيمات للاجئين تتسع إلى 170 ألف شخص في إدلب ومناطق «درع الفرات»، شمال سوريا.وندد بتصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، التي ادعى فيها أن عملية «غصن الزيتون» تؤثر سلباً على الحرب على تنظيم داعش في سوريا، قائلاً إن «المتحدث باسم البنتاغون يواصل تصريحاته السخيفة».وشدد على أن مطالب تركيا واضحة، وتتمثل في سحب السلاح الأميركي الذي تم تقديمه لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا، لافتاً إلى أن هذا الملف سوف يتم بحثه في الاجتماعات بين المسؤولين الأميركيين والأتراك يومي 8 و9 من شهر مارس (آذار) الحالي، في واشنطن.كان المتحدث باسم البنتاغون، الكولونيل روب مانينغ، قد قال إن «توقف عمليات القتال يحدث دوماً لأسباب مختلفة»، مضيفاً أن «طبيعة مهمتنا في سوريا لم تتغير، وأن توقف عمليات القتال هذه لن تحول نظرنا عن هدفنا الرئيسي، ألا وهو تنظيم داعش».وتابع مانينغ، في تصريحات مساء أول من أمس: «نحن على علم بمغادرة قسم من عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من منطقة وادي الفرات الأوسط، ونواصل الإشارة إلى التكاليف المحتملة لأي انحراف عن هزيمة تنظيم داعش»، موضحاً أن «قسد» يواصل احتواء تنظيم داعش ودحره في وادي الفرات الأوسط.وفي السياق، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، عزمها نقل 1700 من مقاتليها من المعارك ضد تنظيم (داعش) في شرق البلاد إلى منطقة عفرين، التي تتعرض لهجوم تركي منذ نحو شهر ونصف الشهر.وقال قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية»، وهو أبو عمر الإدلبي، خلال مؤتمر صحافي في مدينة الرقة أمس، لوكالة الصحافة الفرنسية: «اتخذنا القرار الصعب بسحب قوات من ريف دير الزور وجبهات القتال ضد (داعش)، والتوجه إلى معركة عفرين»، مضيفاً: «أهلنا في عفرين لهم الأولوية، وحمايتهم أهم من قرارات التحالف الدولي» الذي يدعم تلك القوات في معاركها ضد المتطرفين.وبالنسبة للتطورات في الغوطة الشرقية، هاجم الرئيس رجب طيب إردوغان الأمم المتحدة بقوة لعدم قدرتها على تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير، حول وقف إطلاق النار في الغوطة التي تتعرض لهجوم واسع من النظام السوري وروسيا.وقال في خطابه أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم أمس: «هل تحرك العالم من أجل التطورات في الغوطة الشرقية؟ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اتخذ قراراً.. ليذهب إلى الجحيم قراراكم الذي لم ينفذ».
مشاركة :