"وأخيرًا التغيير أصبح واقعًا.. ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رجل طموح ودقيق ومثير للإعجاب، والرقم الأكثر أهمية في المملكة العربية السعودية وخارجها؛ فهو صاحب الهدف الأهم (إصلاح البلد، وطي الماضي، ونقله إلى عهد جديد)".. هكذا رحبت صحيفة "إيفننج ستاندارد" البريطانية بزيارة ولي العهد إلى لندن. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى اللافتات الترحيبية التي انتشرت في لندن، ونقلت عنها عبارة تصف ولي العهد السعودي بالشخصية "التي تأتي بالتغيير إلى السعودية". وعلقت "إيفننج ستاندارد" على الزيارة قائلة: "في الوقت الذي تقف فيه المملكة المتحدة على مفترق الطرق في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، ومحاولتها فك الارتباط لمواجهة العالم الجديد الشجاع الذي يقع خارجها، لا شيء أكثر أهمية من وجود علاقات أقوى مع السعودية". وقالت إن هذه الزيارة اختبار لبريطانيا؛ فالصحيح هو علاقات أقوى وأفضل مع السعودية؛ فهي قائدة الشرق الأوسط، وهي مقبلة على الكثير من التغييرات المهمة التي يقودها ولي عهدها، وليست المهمة سهلة؛ فهناك مواجهات مع الفساد وغسل الأموال واستغلال السلطة. وقد تم إيقاف عدد من الأمراء والمسؤولين والأثرياء بالفعل في حملة مكافحة الفساد. وأضافت الصحيفة بأن حملة مكافحة الفساد تأتي عقب سلسلة من الإصلاحات التي شملت فرض ضريبة القيمة المضافة للمرة الأولى؛ وهو ما سيؤدي إلى توسيع القاعدة الضريبية على نحو مفيد لتغطية تكاليف الخدمات العامة، وكذلك رفع القيود المفروضة على المرأة وقيادة السيارة.. ثم هناك مبادرات طموحة عديدة، مثل بناء مدينة نيوم على البحر الأحمر (المدينة التقنية العصرية). وأكدت أن هناك العديد من العقبات والتحديات التي يواجهها ولي العهد، وعلى بريطانيا أن تقف إلى جانب ولي العهد في مواجهة سلسلة صعبة من التحديات؛ فالسعودية هي مفتاح الشرق الأوسط واستقراره، ويمكن أن تلعب دورًا أيضًا في المساعدة على إنهاء انتشار الأفكار الأصولية والهمجية التي سممت الكثير من العقول، وتكلف الكثير من الأرواح. وأشادت الصحيفة البريطانية بلقاء الأمير محمد بن سلمان ببابا الكنيسة القبطية تواضروس في مصر، وزيارة كاتدرائية القديس مرقس التي تعرضت لهجوم إرهابي في 2016، مشيرة إلى أن نصف سكان السعودية أقل من 25 عامًا، وأن احترام قادة الأديان الأخرى لا يمكنه إلا أن يترك أثرًا ايجابيًّا. وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية متغيرة بشكل كبير نحو الإصلاح والتسامح والانفتاح على العالم، وينبغي على بريطانيا دعم جهود ولي العهد في إصلاح وبناء المجتمع في مواجهة العناصر التي تقاوم التغيير، وتريد للبلاد أن تعود للخلف بدلاً من التقدم. وذكرت أن بريطانيا ما زالت تتمتع بمكانة عالية في الشرق الأوسط، وتقع على عاتقها مسؤولية المساعدة في عملية انتقال بلد طالما اعتبره حليفًا مهمًّا في المنطقة، وأيضًا أكبر بلد مصدّر للنفط، بل دولة لها أهمية كبرى في العالم.
مشاركة :