حوار: أحمد السيد يعد فارس جمعة أحد عناصر الخبرة في دفاع الجزيرة، لكن غيابه عن تشكيلة «فخر أبوظبي» منذ نهاية مشاركته في مونديال الأندية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ترك الكثير من الأسئلة، ثم زادت الشائعات مع حديث عن تلقيه عرضاً من أحد أندية دبي.فارس صاحب 29 عاماً قدم مستوى مشرفاً في مونديال الأندية واختاره المدير الفني للأبيض الإيطالي زاكيروني إلى صفوف منتخب الإمارات المشارك في «خليجي 23»، وهو تعرض للإصابة أثناء تواجده في البطولة، وبعد تماثله للشفاء خرج من الخيارات الفنية لتين كات مدرب الجزيرة في جميع الاستحقاقات حتى الوقت الحالي.المنتمون لكيان «فخر أبوظبي» استغربوا من غياب اللاعب عن التشكيل خصوصاً في ظل تراجع النتائج في الفترة الأخيرة والنقص الحاد الذي يعانيه الفريق جراء الإصابات والإيقاف، ما يجعله في أمس الحاجة لكل نجومه.فارس فتح قلبه ل«الخليج الرياضي» في حوار مطول تطرق فيه إلى أسباب غيابه عن التشكيل الأساسي ل«فخر أبوظبي» خلال الآونة الأخيرة، وتطلعات الفريق في الاستحقاقات المقبلة من الموسم الحالي وأرائه حول صراع لقب الدوري واتجاه بوصلته نحو حسم العين للقب وهنا نص الحوار: * أين فارس جمعة من تشكيل الجزيرة منذ ختام المشاركة في كأس العالم للأندية؟- بعد ختام البطولة العالمية التحقت بصفوف المنتخب للمشاركة في بطولة كأس الخليج وتعرضت لإصابة أثناء تواجدي بالكويت، وبعد عودتي للإمارات خلدت للراحة لمدة أسبوع قبل أن أستأنف التدريبات مرة أخرى مع الفريق، ولكن لرؤية الجهاز الفني والإدارة كنت خارج التشكيل خلال الفترة الماضية ويبقى أمر مشاركتي بيد المدرب، وأنا جاهز وأنفذ تعليمات الجهاز الفني ورهن الإشارة لخدمة الفريق في أي وقت، متى ما طلب مني الجهاز الفني المشاركة. * هل تخوض التدريبات بشكل طبيعي مع الفريق؟- نعم، واستعان بي مدرب الرديف في مباراة الفريق الأخيرة أمام شباب الأهلي دبي. * تعليقك على بعض وجهات النظر التي ترى بأنه لا يوجد تأقلم بين فارس جمعة ومسلم فايز في مركز قلب الدفاع؟- أنا أخالف هذا الرأي تماماً، حيث يوجد تفاهم كبير بيننا، وسبق لنا اللعب معاً في العين لسنوات عديدة قبل انتقالنا لصفوف الجزيرة. * هل تلقيت عرضاً بالفعل من أحد أندية دبي كما أشيع خلال اليومين الماضيين؟- أنا علمت بتلك الشائعة كأي شخص آخر، وأؤكد بأنني لم أتلق أي عرض رسمي حتى الآن سواء من أحد أندية دبي أو غيرها. * متى سينتهي عقدك مع نادي الجزيرة؟- ملتزم بعقدي مع الجزيرة حتى 2020، وكل أموري مستقرة وأشعر بالراحة بالتواجد بين جدران النادي. * ما هو انطباعك عن اللاعبين الشباب البارزين الذين تم تصعيدهم من الأكاديمية إلى الفريق الأول خلال الموسمين الماضيين؟- الوجوه الشابة هي العلامة الفارقة خلال الفترة الأخيرة ويجب أن يلقوا الثناء والإشادة ومن بينهم محمد العطاس ومحمد جمال وخليفة الحمادي وغيرهم؛ لأنهم يساعدون الفريق بشكل كبير خصوصاً في ظل الغيابات وخوض مباريات عديدة سابقة باثنين فقط من اللاعبين المحترفين حتى تم التعاقد مع الثنائي العماني حارب السعدي ومحمد المسلمي. فبوجود مجموعة اللاعبين الشباب الموهوبين يبقى مستقبل الجزيرة بخير. * هل ترى بأن هنالك مواهب أخرى قادمة للجزيرة؟- نعم هنالك العديد من اللاعبين المميزين حالياً في فريق الرديف وينتظرون الفرصة للمشاركة في الفريق الأول، وهذا يأتي ثمرة العمل الدؤوب والاحترافي من قبل إدارة النادي للتركيز على المواهب واعتبار الأكاديمية هي المصدر الأساسي لرفد الفريق الأول باللاعبين في مختلف المراكز التي تشهد نقصاً وتحتاج إلى تدعيم. * قدم الجزيرة أفضل المستويات الممكنة في كأس العالم للأندية وبعد ذلك شهد المستوى العام للفريق هبوطاً، ماهو السبب؟- مثل ما يتفق الجميع أن الجزيرة قدم أفضل ما لديه في كأس العالم، ونحن راضون كل الرضا عن مشاركتنا العالمية بشكل عام والتي لاقت استحسان الجميع ونجحنا في رفع علم الإمارات وتمثيل الدولة بأفضل طريقة، وكان جميع اللاعبين يتسابقون للدخول ضمن التشكيل الأساسي للفريق خاصة في آخر مواجهاتنا أمام ريال مدريد والتي شارك فيها العديد من اللاعبين المصابين الذين تحاملوا على أنفسهم لنيل شرف المشاركة في المباراة التاريخية، وبعد ختام المشاركة في المحفل العالمي واجه الفريق بعدها لعنة الإصابات التي طاردت العديد من الركائز الأساسية، وبالتالي انعكست سلبياً على نتائج الفريق في بعض المباريات وخروجه من سباق المنافسة على لقب الدوري. * ما هو سبب الحماس الكبير الذي خاض به الفريق مباراته أمام ريال مدريد؟- السبب أن المباراة كانت أمام منافس عالمي وبالنسبة لأي لاعب يتطلع إلى تقديم كل ما لديه لأن المباراة أمام منافس استثنائي وتعتبر تاريخية بكل المقاييس وفرصة نادراً لا تتكرر كثيراً. * ماذا يحتاج الجزيرة للظهور بمستواه المعهود في الموسم المقبل؟- يحتاج إلى عمل إداري مكثف قبل انطلاق الموسم بتجهيز الفريق من خلال إقامة معسكر إعدادي قوي ليكون خير استعداد للفريق لخوض منافسات الموسم المقبل، وكذلك يحتاج الفريق إلى دعم صفوفه ببعض اللاعبين في فترة الانتقالات الصيفية. * على أي الجبهات سيكون تركيز الفريق في الاستحقاقات المقبلة من الموسم الحالي بعد تبخر حلم حامل اللقب في المنافسة على الدوري؟- ينصب تركيز الجزيرة في الفترة المقبلة على تحقيق اللقب الأغلى كأس رئيس الدولة، لأن البطولة تحمل اسماً غالياً على قلوب الجميع، حيث يخوض الفريق مباراته في الدور ربع النهائي أمام الوحدة، ويتطلع إلى تجاوز تلك العقبة والوصول إلى المباراة النهائية، وكذلك في دوري أبطال آسيا سنتعامل مع كل مباراة بمفردها في منافسات المجموعة حتى نصل إلى مبتغانا بحصد إحدى بطاقتي التأهل لدور ال16. * الوحدة نجح في التفوق في مباراتي الديربي السابقتين وحصد بطولة السوبر بالفوز على الجزيرة، هل سنشهد ردة فعل من جانب الجزيرة في مباراة الكأس؟- سيظهر الجزيرة بمستوى مغاير تماماً «نيولوك» في مباراة الكأس لوجود الحوافز والدوافع لدى اللاعبين للقتال بشراسة على أغلى الألقاب لإنهاء الموسم بالصعود على منصات التتويج. * هل تؤيد فكرة تدوير اللاعبين على التشكيل الأساسي للفريق في ظل ضغط المباريات؟- نعم أؤيد تدوير اللاعبين والاستعانة بالشباب لمنحهم الفرصة في الجولات المتبقية من الدوري؛ لتجهيزهم للموسم المقبل وإكسابهم المزيد من الخبرات، وبالمقابل الاعتماد على عناصر الفريق الأساسية وأصحاب الخبرة في المباريات الآسيوية وكأس رئيس الدولة، لتجنب تعرض اللاعبين للإرهاق الذي قد يؤدي بدوره إلى حدوث ما لا تحمد عقباه بملاحقة شبح الإصابات نجوم الفريق، لاسيما وأن إشراك نفس المجموعة من اللاعبين قد لا يساعد الفريق على إدراك أهدافه لاستنزاف مجهود اللاعبين بشكل مضاعف. * أين بدأت مشوارك الكروي؟- بدأت في مزاولة نشاط كرة القدم وأنا في عمر 12 في أكاديمية نادي العين التي تدرجت فيها إلى أن صعدت إلى فريق الرديف عام 2004، ثم صعدت للفريق الأول عام 2006 وكان عمري حينها 17 عاماً، وبدأت بالمشاركة في التشكيل الأساسي عام 2008، حتى انتقلت إلى الجزيرة عام 2015. * من ترشح للفوز بلقب الدوري؟- بكل تأكيد نادي العين الذي ترعرعت بين جدرانه، وأرى بأن الدوري حسم بنسبة 80% لصالحه خصوصاً بعد الأداء الجيد الذي ظهر به أمام الوحدة المنافس المباشر وصاحب المركز الثاني وفوزه بنتيجة 6-2، واتساع الفارق إلى 4 نقاط. * من ترشح من اللاعبين المواطنين للاحتراف الخارجي؟- صحيح أننا لا نملك لاعبين «سوبر ستار»، ولكن نملك من لديهم القدرة التي تؤهلهم لخوض تجربة الاحتراف الخارجي، والاستفادة من التجارب الخليجية الناجحة، ونحن في الإمارات نملك لاعبين عندهم الموهبة والقدرة على الاحتراف أمثال علي مبخوت، وعمر عبد الرحمن، وعامر عبد الرحمن والواعد برمان. * هل بإمكان اللاعبين الشباب الصاعدين من أكاديميات الأندية خوض تجربة الاحتراف الخارجي؟- نعم، وليس من الضروري لأي لاعب شاب أن يبدأ الاحتراف من ناد كبير، بل يجب أن تأخذ التجربة منحنى تصاعدياً والذي يتطلب الاجتهاد للوصول إلى الأهداف المرجوة، ونحن في الدوري الإماراتي نستقطب لاعبين محترفين من مختلف دول العالم لدعم صفوف الأندية، فلما لا نسمح للاعب أو اثنين من الإمارات لنيل فرصة الاحتراف الخارجي التي بالطبع ستعود بالإيجاب وسنلمس مكاسبها الجمة على المستوى الفني للمنتخب وتطوره. * أفضل لاعب محترف؟- حسين الشحات و فابيو دي ليما. * أفضل لاعب مواطن؟- علي مبخوت وعمر عبد الرحمن. * المدافع الأفضل في دوري الخليج العربي؟- إسماعيل أحمد. * أفضل لاعب صاعد؟- محمد العطاس. الاحتراف «حبر على ورق» أكد فارس جمعة، أن الاحتراف مجرد حبر على ورق، وأن العاطفة هي الغالبة على التعامل بين أطراف منظومة كرة القدم، وقال: يجب زرع ثقافة الاحتراف في اللاعب منذ الصغر في الأكاديمية ليصعد إلى الفريق الأول ويكون جاهزاً ولا يأخذ المزيد من الوقت للتأقلم مع الأجواء، فالاحتراف عبارة عن التزام بين الطرفين، فيجب أن نجنب العاطفة ونطبق الاحتراف بحذافيره، ومثلما هنالك ثواب يجب أن يتم تطبيق العقاب ليسود الالتزام في العلاقة بين الطرفين، ورغم أن هناك تطوراً في منظومة كرة القدم، ولكن لم نصل حتى الآن إلى المستوى المأمول. أسلوب زاكيروني أكد فارس جمعة، أن موجة الانتقادات التي انهالت على المنتخب بعد خسارته نهائي كأس الخليج، كانت ستتحول إلى ثناء وإشادة في حالة الفوز باللقب، مشيراً إلى المردود الفني للمنتخب كان جيداً بشكل عام، وما زال أمام الجهاز الفني المزيد من العمل لإنجازه في الفترة المقبلة.ولفت إلى أن اللاعبين لم يتقنوا أسلوب اللعب الجديد الذي ينتهجه المدرب البرتو زاكيروني (3-5-2) حتى الآن، وقال: نحن ننفذ تعليمات المدرب، صحيح أن أسلوب اللعب كان جديداً ولم ننجح في الاندماج بنسبة 100%، ومع مرور الوقت ومن خلال المعسكرات المقبلة والمباريات الودية، سيعتاد اللاعبون على الأسلوب الجديد ويظهر المنتخب بمستوى مرضٍ.وأشار جمعة إلى أن فترات الإعداد والمعسكرات المقبلة للمنتخب تعد بروفة جيدة لخوض غمار بطولة أمم آسيا 2019، مبيناً أن كثرة فترات المعسكرات لن يصب في مصلحة لاعبي المنتخب خصوصاً أن روزنامة المباريات المحلية مضغوطة بالكثير من المشاركات، وأن المدرب على دراية تامة بمستوى اللاعبين لتوليه المسؤولية منذ مباريات الدور الأول، كما أن عودة المصابين تدعم صفوف المنتخب في الفترة المقبلة وتسهّل من مهمة الجهاز الفني لاختيار التشكيل الأمثل.
مشاركة :