بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارته، أمس، إلى المملكة المتحدة، التي تستمر ثلاثة أيام بغداء مع الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنجهام، قبل أن يتوجه ولي العهد إلى مقر رئيسة الوزراء تيريزا ماي؛ حيث أجرى معها محادثات حول العلاقات الاقتصادية والدفاع والإصلاحات، التي بدأتها السعودية، وفق المتحدث باسم ماي. وقبيل اللقاء، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، إن العلاقات مع السعودية مهمة وتاريخية، وأنقذت أرواحاً ببريطانيا. وأضافت رداً على سؤال من جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض، أن «الصلة التي تربطنا بالسعودية تاريخية. إنها مهمة وأنقذت أرواح مئات الأشخاص على الأرجح في هذه الدولة». وقالت رئيسة وزراء بريطانيا، إننا «نرى إصلاحات في السعودية ونشجع ذلك». وأشارت المصادر البريطانية إلى أن الزيارة ستركز أيضاً على قضايا اقتصادية، وخصوصاً أن لندن تأمل بفوائد اقتصادية من الإصلاحات التي بدأها ولي العهد في إطار خطته «رؤية 2030» الهادفة إلى تنويع الاقتصاد السعودي؛ بعدما كان يعول على النفط إلى حد بعيد.وقال المتحدث باسم ماي، إن «هذا الأمر سيدشن مرحلة جديدة في علاقاتنا الثنائية محورها شراكة تعود بفائدة كبيرة على بلدينا، وتشمل تأمين وظائف بريطانية والحفاظ على أخرى». وكانت المصادر أكدت أنه سيتم التطرق أيضاً إلى طرح مجموعة أرامكو النفطية السعودية لجزء من أسهمها في البورصة اعتباراً من النصف الثاني من 2018. وقال مكتب ماي، إن رئيسة الوزراء البريطانية اتفقت مع ولي العهد السعودي، على ضرورة العمل معاً للتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار بالمنطقة، وإن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في اليمن. وأكد المكتب في بيان، أن محمد بن سلمان وماي، اتفقا على خطط طموحة لتبادل تجاري وفرص استثمارية بقيمة 65 مليار إسترليني على مدار الأعوام القادمة.وأكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير، مساء الأربعاء، أن «الكل يتفهم سعي السعودية لحماية حدودها». وأكد جونسون السعي لعقد اجتماع أممي «للبحث مع السعودية عن حل سياسي في اليمن». وأشار الوزير البريطاني إلى «اتفاق بريطاني سعودي على مراقبة خطوط الملاحة؛ تمهيداً لفتح الموانئ اليمنية».من جانبه أكد عادل الجبير، أن السعودية اتفقت مع بريطانيا «على ضرورة ردع إيران ووقف دعمها للإرهاب». كما أشار الجبير إلى إطلاق شراكة استراتيجية مع بريطانيا تشمل كافة المجالات، فضلاً عن وجود فرص كبيرة للتعاون مع بريطانيا لتحقيق رؤية 2030 في السعودية.