الربيـــع العـــربي لا يـــــزال مستمـــراً

  • 3/8/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : أكّد عددٌ من الباحثين والسياسيين من الوطن العربي أن الربيع العربي لا يزال مستمراً وإن تعثّر في بعض محطاته، وأن الحديث عن مآلاته سابق لأوانه، مُشدّدين على أنه لن يتوقف حتى تتحقق مقاصده، وقال الدكتور محمد الأحمري مدير منتدى العلاقات العربية والدولية، خلال الندوة التي نظّمها منتدى العلاقات العربية والدولية مساء أمس الأول إن سنوات الربيع العربي التي مرّت كانت تاريخية بحقّ، ذلك أن المشهد المقلق هو الذي يدفع عجلة التاريخ للأمام، موضحاً أن الربيع العربي وإن انتهى في نظر البعض إلى محطات مقلقة، فإنه بوصفه حدثاً تاريخياً سيتسمرّ، لأن ثورات العربية كانت جواباً على مظالم تاريخية نتجت عن الاستبداد والظلم. ولفت الأحمري، إلى الوضع في الدول العربية التي كانت تحكمها ديكتاتوريات جعلت من شعوبها مسرحاً للعبث والبطش، وإشاعة الرعب والخوف، حتى وصل الأمر ببعض الباحثين في دولة عربية إلى أن يضعوا مناديل على أيديهم عند تقليبهم صفحات أبحاثهم، تفادياً لبقاء بصماتهم على الورق خوفاً من الملاحقة، ليخلص إلى أن العالم العربي شهد احتلالين، احتلال أجنبي كان أرحم في تعامله مع الشعوب العربية من الاحتلال الثاني الذي مثّلته الأنظمة القمعية العربية، مُؤكداً أن مقاصد الربيع العربي لم تتحقق، وبالتالي سيستمرّ حتى تقام دول الحريات والعدالة. بدوره، أكّد محمد جميل منصور، الرئيس السابق لحزب تواصل الموريتاني، أن الحديث عن الربيع العربي لن يتوقف قريباً، كما لن يتوقف حديث الذين رأوا فيه أملاً وكانوا به فرحين، ولن يتوقف حديث الذين خافوا منه وكانوا فيه من الزاهدين؛ لأنه أيقظ في نفوس الشعوب العربية كوامن المطالبة بالحقوق والحريات. ولفت منصور، إلى أن تعثّر الربيع العربي يعود أساساً إلى ما تسمّى الثورة المضادة والقوى التي تقف خلفها، فالربيع العربي استدعى كل الخائفين منه وعملوا على إجهاضه، كل حسب مصلحته، لافتاً إلى أن الربيع العربي انطلق بعفوية، حتى إن الدول التي انطلق فيها لم تكن تتوقعه مع اجتماع أسباب انطلاق الثورة فيها، وهذا ما تسبب لاحقاً في عدم ضبط قوى الثورة للكثير من أمور ثورتها، مما سهل الالتفاف عليها في محطات لاحقة، حيث إنه مع الثورة المضادة والصور والمشاهد التي نراها لقادتها ورؤوسها، استعاد الناس قصص الاستبداد العربي وترحموا على ماضيه عندما كان يرافقه شيء من الوطنية وبعض العزّة.. أما استبداد اليوم وظلم اليوم فبدون «روتوش» وبلا توابل.. ظلم فحسب، واستبداد فحسب. واستغرب جميل منصور تجاهل المحللين لثورة الربيع العربي البحرينية التي راحت ضحية حكم يلعب بالورقة السنية، ومعارضة كتب عليها أن تكون من طائفة واحدة، مشيراً إلى أن هذا الربيع البحريني أجهض مع عدالة مطالبه. أما وائل قنديل، الصّحفي المصري، فقال إن الربيع العربي ما زال متواصلاً، وما زالت الشعوب العربية في قلب الحدث، فالعرب حاربوا معاً عام 1973 فعبروا وانتصروا إلا قليلاً، وتراجعوا قليلاً، وثار العرب معاً عام 2011 فانتصروا إلا قليلاً وتراجعوا قليلاً. وأوضح أن كارثة 30 يونيو 2013 كانت أخطر على مصر من كارثة النكسة عام 1967، وألمح إلى أن الخيط الناظم بين التاريخين هو «إسرائيل» التي كان لها الدور الأكبر في إجهاض ثورات الربيع العربي في مصر خاصة. بدوره، أكّد أحمد الشلفي، الإعلامي بقناة الجزيرة، أن ثورة اليمن أفرغتها السعودية والإمارات من محتواها بدعمهما الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ولدعمهما الحوثيين بالسيطرة على صنعاء ومدن الشمال. وأضاف إن حرب السعودية والإمارات القذرة على اليمن خلطت الأوراق، ودمّرت اليمن، وشرّدت أهله، ووضعته أمام خيارات صعبة تجعل من الصعب التنبؤ بمآلات الربيع فيه.

مشاركة :