لندن - اتهم الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، عضو الأسرة الحاكمة في قطر، والوجه البارز في معارضة نظام الشيخ تميم بن حمد، أمير البلاد السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باغتيال والده. وقال الشيخ سلطان الذي يرأس مجلس المعارضة القطرية في حوار تلفزيوني مع قناة “العربية” بثته مساء الأربعاء، إنّ والده الشيخ سحيم قتل، قبل ثلاثة عقود، غيلة وغدرا، مؤكّدا أن أمير البلاد الأسبق الشيخ خليفة بن حمد بريء من قتل والده وأنّ المسؤول المباشر على عملية الاغتيال هو الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة. كما أكّد أن أسرته تمتلك الأدلّة والحجج الدامغة لإثبات ذلك الاتهام، وأنّها ستقوم بكشفها لاحقا. وكانت السلطات القطرية قد نفّذت قبل أشهر عملية اقتحام لقصر الشيخ سلطان بالدوحة في عملية بدا أنّها تستهدف وثائق والده وأرشيفه الثري بالمعلومات. وتألفت القوة المقتحمة من عناصر أمن الدولة الذين دخلوا القصر ليلا بعد كسر أبوابه وعاثوا في محتوياته وصادروا العشرات من الحقائب والخزائن المعدنية التي تحوي جميع وثائق ومقتنيات أسرة الشيخ، إضافة إلى الأرشيف الضخم للشيخ سحيم. وأمير قطر الأسبق الشيخ خليفة، وهو أخ الشيخ سحيم، كان بحدّ ذاته ضحيّة انقلاب نفّذه ضدّه نجله، وولي عهده آنذاك الشيخ حمد والد الأمير الحالي الشيخ تميم، وانتزع بفعله السلطة من يده، في مؤامرة تبيّن لاحقا أنّ هدفها لم يكن مجرّد الاستيلاء على الحكم ونقله من فرد إلى آخر، بل إحداث تغيير جذري في سياسة قطر وتجيير ثروتها لخدمة تنظيمات إرهابية والدخول في مغامرات لزعزعة أمن الدول العربية وفي مقدّمتها بلدان خليجية مجاورة. وقال الشيخ سلطان إنّ والده الشيخ سحيم كان على علاقة جيّدة بأخيه الشيخ خليفة، وإنّه كان “عضيده” عندما كان يتولى قيادة البلاد. الشيخ سلطان ذكر أن مؤامرات أمير قطر الأسبق امتدت إلى خارج حدود قطر، إذ أنّه هو من وجّه الأمر المباشر بقتل الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي. والشيخ سحيم بن حمد آل ثاني شخصية مهمّة في تاريخ قطر المعاصر، حيث يعتبر مؤسسا لوزارة الخارجية القطرية على شكلها الحديث. وقد تولّى منصب أول وزير خارجية لقطر سنة 1972. وتوفي سنة 1985 بشكل مفاجئ وفي ظروف غامضة، وقيل وقتها إنّ أزمة قلبية ألمّت به وهو ما نفاه نجله الشيخ سلطان قطعيا، مؤكّدا أنّه جرى قتله بالسمّ. واعتبر الشيخ سلطان أن التخلص من والده كان بداية الترتيب الفعلي للانقلاب من قبل الشيخ حمد بن خليفة على والده الشيخ خليفة، لعلمه أن وجود الشيخ سحيم سيكون عائقا أمام المخطّط نظرا لكونه “الأخ الوفي والبار والعضيد للشيخ خليفة بن حمد”، ولكونه أيضا ولي العهد الشرعي، وهو صاحب التجربة السياسية. وذكر الشيخ سلطان أن مؤامرات أمير قطر الأسبق امتدت إلى خارج حدود قطر، إذ أنّه هو من وجّه الأمر المباشر بقتل الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي. أما أكثر المؤامرات خطورة، فتمثلت وفق الشيخ سلطان في سعي حمد بن خليفة ومعه حمد بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء وزير الخارجية في عهده، لاغتيال العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكة، قبل أن تتكشف خيوط المخطط. وعن الحكم الحالي القائم في قطر، والذي يعارضه الشيخ سلطان قال إنّه عبارة عن “تنظيم” أعضاؤه الأمير الحالي تميم بن حمد، والأمير السابق حمد بن خليفة، والشيخة موزة المسند والدة تميم، ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم، نافيا أن يكون هنالك أي دور لأسرة آل ثاني في اتخاذ القرار السياسي أو المواقف العدائية تجاه السعودية ودول الخليج ومصر، بل إن هنالك عددا كبيرا منهم يرفض تصرفات تميم ووالده، بحسب رواية الشيخ سلطان بن سحيم الذي قال إن ستين بالمئة من أعضاء العائلة الحاكمة في قطر غير راضين عن سياسات الدوحة وأكثر من 400 فرد منهم ممنوعون من السفر.
مشاركة :