حينما أعلن عن خبر تكريم الدكتورة خيرية السقاف في مهرجان الجنادرية حظي الخبر عبر تويتر ووسائل التواصل الاجتماعية بالاهتمام والتفاعل، والتهنئة والمباركة لصاحبة التجربة الثرية والملهمة لجيل من الفتيات في العمل الصحفي، وكذلك الأكاديمي. الفرحة بالتكريم لم تكن من نصيب صاحبتها بل تقاسمها الآلاف بل الملايين.. هي فرحة وطن يعلم جيدا من هي الدكتورة خيرية السقاف، وماذا قدمت وما زالت تقدم عبر قلمها الصادق، المعبر صدقا ولطفا عن الحياة بجمالها، تنوعها، وكذلك التناقضات، الصعوبات التي تكتنفها. نحن شهود الله في أرضه بحب وتقدير لتلك السيدة الفاضلة والأديبة المخضرمة في ميادين الثقافة، الصحافة والعلم، نحن شهود على حب الناس ومسارعتهم بالتهنئة، والفخر بتلك السيدة العظيمة بتجربتها وعطائها، لم يثن الانشغال بالتكريم المميزة خيرية بالرد على تهاني ومباركة الجمهور، بل حظي كل من بارك لها برد خاص، نسجته بقلمها المعطاء مجسدة الاهتمام والتقدير بمشاعر وحب جمهورها، الذي بادلته حبا بحب. فرحتنا كنساء سعوديات بتخليد اسم الدكتورة خيرية السقاف في أرفع مهرجان ثقافي، ومنحها وسام الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- من الدرجة الأولى لا تعادلها فرحة، هو «تكريم لكل امرأة في هذا الوطن» كما صرحت لوكالة الأنباء السعودية. في عهد الملك سلمان -حفظه الله- تزهو وتفخر النساء بالتتويج والتكريم المستحق، لمسيرتهن العلمية والعملية، وتجتهد الباقيات في الظفر بالصدارة والتميز في مختلف المجالات. خيرية السقاف.. عرفتها اسما لامعا.. ساطعا في سماء الفكر والثقافة.. وتابعتها عبر زوايتها في صحيفة الجزيرة «لما هو آت»، لم أحظ بلقائها يوما.. بل حظيت بمعانقة حروفها عبر «الجزيرة»، ملهمة، معطاءة، ومشجعة لكل الفتيات والنساء. حينما توليت رئاسة أول قسم نسائي صحفي متكامل بمؤسسة الجزيرة كانت حروفها محفزة وملهمة للفريق التحريري والفني عبر مقال خاص بعد تدشين القسم النسائي، وكما كانت كلماتها مفعمة بالتجربة الممزوجة بحنان الأم، واهتمام الأخت الكبرى بالفتيات القادمات لمعترك بلاط صاحبة الجلالة. لكل امرئ من اسمه نصيب، وخيرية الأديبة والكاتبة عبر زوايتها الأسبوعية تغمرنا بشلال من الخير، والعطاء الثقافي والإنساني، الذي لا يكل ولا يمل في رسم الأمل وتلوين الحاضر والمستقبل بالفكر النير والتجارب الثرية.. فزاويتها الصحفية بالنسبة لي وللكثيرين، هي واحة مزهرة، يتفيأ ظلالها جمهورها ومحبوها، بعيدا عن ضجيج النقاشات والصراعات والأحداث الساخنة. «لما هو آت» جرعة ثقافية تتميز بها صحيفة الجزيرة عبر قلم الأديبة والأكاديمية السقاف، زاوية تتميز بالفخامة اللغوية، والرصانة الفكرية، والسلاسة والرقة الأسلوبية. وأخيرًا.. أضم صوتي للكاتبة والزميلة رقية الهويريني في تخليد اسم كاتبة الوطن على شارع أو مرفق تعليمي، وأزيد على ذلك بأن تجد سيرتها النور في مناهج وزارة التعليم على يد معالي الوزير أحمد العيسى أسوة بالوزير الملهم غازي القصيبي -رحمه الله- الذي دشن كتابه هذا الأسبوع «حياة في الإدارة» ضمن مادة المهارات الإدارية للمرحلة الثانوية.
مشاركة :