• الذين يعرفون الدكتورة (فوزية بنت محمد بن حسن أخضر) الحاصلة على درجة الدكتوراه في فلسفة التعليم الخاص من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990م والمديرة العامة السابقة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، يعرفون أن وراء تخصصها، ابن أنعم الله عليها به وهو أصم، فكابدت من أجله، وكانت حاذقة ماهرة في التعامل مع حالته، ومن ثم نذرت نفسها لخدمة هذه الفئة من خلال مؤلفاتها، وها هي تأتي اليوم لتحدد المشكلات التي تعاني منها هذه الفئة: *** ــ إنعدام مراكز التشخيص، والتدخل المبكر في المجتمع السعودي. ــ عدم تدريب الأطباء على الطريقة السليمة، لإخبار الأسرة عن إعاقة ابنهم. ــ غياب السياسات الوطنية حيال التدخل المبكر، بسبب عدم إدراك الحجم الفعلي لمشكلات الإعاقة، في الطفولة المبكرة من جهة، والتحديات العديدة التي ينبغي مواجهتها من جهة أخرى. ــ عدم توافر دورات تدريبية للأسر، على كيفية التعامل مع إعاقة الطفل. ــ غياب التنسيق بين البرامج الأولية، المتوافرة في المؤسسات، وأقسام الأمومة والطفولة، في المستشفيات الخاصة والعامة. ــ عدم التنسيق الكافي بين الوزارات ذات العلاقة وهي: التربية والتعليم، والصحة، والشؤون الاجتماعية. ــ عدم توفيرالقياس المبكر للأطفال الصم قبل الولادة. ــ تعامل الأطباء مع الإعاقة من منظور طبي فقط، مما يدفعهم إلى تبني مواقف متشائمة، حيال إمكانية تحسن الطفل. *** • في هذه الأجواء، يصبح الاستمتاع بالحياة، مدعاة للتفكير في حالة الصم، كي لا يتحولوا إلى سراب في سراب، فالأصم لا بد أن يحظى بالاحترام، والوزارات التي أشارت إليها «الدكتورة فوزية» لا بد أن تتحرك، لاسيما في ضوء عدم توافر أدوات معملية، أو فحوصات عضوية، للكشف عن الإعاقات البسيطة، والإعاقات المخفية والتقليدية، وعدم توافر الكوادر المؤهلة، وعدم الزيارات المنزلية، والتعامل مع الأسرة والطفل بالطريقة السليمة، وعدم توافر دوريات تدريبية لمن هم على رأس العمل، من المعلمين والمتعاملين مع هؤلاء الأطفال. *** • قضية الصم هي قضية اليوم والغد، وهي من القضايا التي ينبغي الوقوف أمامها، والإصغاء إليها، والنقاش حولها نقاشا مدعما بحصيلة ثقافية، يلتزم بها أصحاب القرار، كي تواصل هذه الفئة الركض في مضامير التنمية، ومواجهة تبدل الحياة وتغيرها، ولعل توحيد الجهة المعنية بهؤلاء، كفيل بجمع ما تناثر من اختصاصات، وتركيزها في جهة واحدة، ومن الطبيعي أن الخلل إذا لم يتدارك في حينه، فإنه يصعب علاجه.
مشاركة :