الله لا يرد الغلا ولا كياله؟!

  • 11/1/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تذكرت مثلا مكياً قاسياً عندما بلغني أن أمريكا تسعى للحصول على ضرائب من دخل كل من ولد على الأراضي الأمريكية وأصبح مستحقا نظاما للحصول على جنسيتها أو على البطاقة الخضراء التي تخول له حق الإقامة الدائمة فيها وأن السلطات المختصة في أمريكا سوف تطالب الدول التي يوجد بها مواليد ولدوا على الأراضي الأمريكية وشبوا عن الطوق بالإفصاح الضريبي عن ثرواتهم ومداخيلهم لكي تلزمهم بدفع ما يتوجب عليهم دفعه من ضرائب للخزانة الأمريكية حسب القانون المعمول به في الولايات المتحدة الأمريكية وأن عشرات الآلاف من السعوديين الذين كان آباؤهم مبتعثين قبل عقدين أو ثلاثة عقود ينطبق عليهم ما تطالب به السلطات الضريبية الأمريكية، كما أن المطالبة نفسها سوف تطال عددا أكبر من المواليد الذين ولدوا خلال السنوات الأخيرة أو سيولدون لآباء وأمهات يبلغ عددهم حاليا نحو سبعين ألف مبتعث ومبتعثة والرقم في تزايد مضطرد بعثة بعد بعثة وعاما بعد عام وما ذكرني أكثر بالمثل المشار إليه هو أن أحد الأصدقاء ولد له ابن في إحدى الولايات الأمريكية ولما أنهى ذلك الصديق دراسته وحصل على الشهادة التي سافر من أجلها وعاد إلى مسقط رأسه أم القرى وألحق فيها بعمل إداري، شده الشوق وزوجه للذهاب سائحين إلى أمريكا وكان ابنه المولود هناك يبلغ من العمر خمسة أعوام وفهم من العاملين في القنصلية أن رسوم التأشيرة تضاعفت عدة أضعاف فأخذ المبلغ الذي يحتاجه لتسديد رسوم التأشيرة وتقدم بأوراقه وجوازات السفر إلى الشباك المخصص لدفع الرسوم واستيفاء الطلبات وكان على الشباك موظف من أصل سوداني فسأله قائلا: هل ابنك مولود في أمريكا فأجابه بأن الأمر كذلك فأخذ الجوازات والأوراق وغاب عنه دقائق معدودة ثم عاد إليه وقال له إن نائب القنصل يريد رؤيتك فتوجس أخونا خيفة من ذلك الطلب وقال للموظف: إن كان هناك مشكلة تؤدي إلى رفض التأشيرة فلا داعي لها أصلا فابتسم الموظف وقال له: يا زول ليس الأمر كما فهمت .. قابل نائب القنصل وسوف تجد عنده ما يسرك وفتح له الباب وصحبه إلى مكتب النائب وقدمه إليه فوجده مرحبا به ترحيبا حارا وبعد أن استضافه على كوب نسكافيه ساخن قال له: إن وطني لا يأخذ رسوم تأشيرة دخول على ابن من أبنائه .. وابنك المولود على أراضينا هو ابننا أيضا وإكراما له سوف يتم منح العائلة كلها تأشيرة مجانية صالحة للاستخدام لمدة خمس سنوات وكان صديقي يحدثنا عن ذلك الموقف وقد علاه الفخر والشكر للأمريكان على تعاملهم الراقي معه ومع أسرته لمجرد أن ابنه ولد خلال البعثة فوق الأراضي الأمريكية، ولما سمعنا منه ما حصل هتفنا على قلب رجل واحد: حلو كتير!. أما الآن فلعل أخانا يتذكر الترحيب والإعفاء من رسوم التأشيرة التي فرح بها وهي لا تزيد كثيرا لثلاثة أشخاص عن ألفي ريال، فيقول في نفسه أو لمن حوله وهو يحسب ما سوف يدفعه ابنه من ضرائب على دخله مدى الحياة إن طبق القانون الأمريكي بحقه: لا كان الترحيب ولا كان الإعفاء من الرسوم، بل إنه قد يردد المثل المكي نفسه فيقول لزوجه: الواد رايح.. يدفع دم قلبه للأمريكان ويكون الخلاص إن كان هناك خلاص بالبحث عن وسيلة قانونية للتنازل عن أية حقوق اكتسبها ذلك الابن من ولادته في أمريكا.. الله لا يرد الغلا ولا كياله؟!.

مشاركة :