وسط حفاوة كبيرة وفرش السجادة الحمراء الوثيرة، تزينت عاصمتي مصر والمملكة المتحدة لاستقبال ضيف يقوم بزيارة تاريخية هي الأولى منذ توليه منصبه الحالي. إنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع،الذي بدأ زيارات مكوكية بدأت من القاهرة ووصل بعدها إلى لندن وتنتهي بالعاصمة الأمريكية واشنطن. زيارات سعى من خلالها ولي العهد، لتقديم الوجه الجديد للمملكة أمام العالم، والتي باتت أكثر انفتاحا على الآخرين وتصالحا مع ذاتها، مع تدشين حقبة جديدة تعطي حقوقا أكبر للفئات المهمشة من النساء والشباب، وكذا إدخال الفنون والعلوم والثقافة الحديثة إلى ربوع المملكة. وخلال زيارات ولي العهد الخارجية حققت المملكة عددا من الأهداف الهامة والحيوية التي خصصت تلك الزيارة منذ البداية لتحقيقها، على رأسها المكاسب الاقتصادية عبر الاتفاق مع مصر على تفاصيل مشروع نيوم الذي سيشمل مناطق بمحافظة جنوب سيناء، ومكاسب سياسية عبر التأكيد على الدعم العالمي للمملكة في خطواتها الإصلاحية. دعم شخصي: حرارة الاستقبال الذي حظى به ولي العهد في لندن، وجه رسالة قوية لكافة الأصوات التي انتشرت خلال الأيام الماضية وسعت للتشويش على زيارة سموه، وإفسادها. بدورها أكدت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، بعد اجتماعها مع ولي العهد أهمية العلاقات السعودية مع بريطانيا، مشيرة خلال جلسة في البرلمان، إلى أن التعاون مع السعودية أنقذ أرواح المئات من الأشخاص. وأضافت “الصلة التي تربطنا بالسعودية تاريخية. إنها مهمة وأنقذت أرواح المئات من الأشخاص على الأرجح في هذه الدولة”. بدوره أكد عضو البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين ليو دوتخيرتي أن “بريطانيا تدعم الأمير محمد شخصيا، وتدعم رؤية 2030 الإصلاحية التي يتبناها”. وأضاف “خلال هذه الزيارة سنؤكد لولي العهد السعودي أن بريطانيا تقف بجانب المملكة في تحدي النفوذ الإيراني في المنطقة، وفي وجه الإرهاب”. وقال كواسي كوارتينغ عضو البرلمان البريطاني، إن الأمير محمد “شخصية ديناميكية، ويملك رؤية واضحة واستراتيجية متماسكة لتحقيق هذه الرؤية”. فيما رأت تشارلوت ليزلي، عضو البرلمان سابقا، ورئيسة مجلس الشرق الأوسط في حزب المحافظين، أنها “عندما قابلت ولي العهد السعودي على رأس وفد برلماني العام الماضي في الرياض فوجئت بديناميكيته ورغبته الحقيقية في التغيير وأوضحت أن “السعودية وبريطانيا تجمعهما روابط تاريخية، واليوم كلتا الدولتين تمران بتغييرات عميقة، وهذا مبرر لتعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والاستثمار في التعليم والرياضة والطاقة النظيفة، ضمن رؤية 2030 السعودية”. سماحة ومرونة: بالإضافة للدعم الشخصي السخي في جهوده الإصلاحية التي حصل عليها ولي العهد، في زياراته ، فإن إبداء التسامح الديني والمرونة في التعامل مع الديانات والطوائف الأخرى، كان واحدة من السمات التي تميز ولي العهد. فخلال زيارته للقاهرة، حرص سموه على زيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والتي تعد أكبر مجمع كنسي مسيحي للطائفة الأرثوذكسية في مصر، حيث التقى بابا الكنيسة المصري تواضروس الثاني. بدورها نقلت وسائل إعلام مصرية، عن البابا تواضروس الثاني، تأكيده أن ولي العهد، تحدث عن محبته للأقباط والعلاقات الطيبة التي تجمعهما، وذلك خلال زيارته لمقر الكاتدرائية. وأشار البابا، إلى النهضة التي تشهدها المملكة والتطور الكبير الذي نتابعه في وسائل الإعلام .. وهذه الأمور طيبة كونها تساعد في مواجهة العنف والإرهاب الذي ابتليت به المنطقة العربية”. واستطرد قائلاً:”التقارب مهم جداً من أجل الإنسانية.. نحن في الكنيسة نرحب بهذه الزيارة ونقدم التحية كاملة إلى الشعب السعودي وإلى الملك وإلى الوفد الذي رافق الأمير محمد”. تأكيد على الثوابت: ومع الخطوات التي انتهجتها المملكة، نحو إظهار وجهها التسامحي مع الآخرين فإن الزيارة أظهرت أيضا في الوقت ذاته حفاظ المملكة على هويتها العربية الإسلامية، التي لا تدخر جهدا في تقديم المساعدة للمسلمين وإعلاء كلمة الله. وخلال زيارة ولي العهد للقاهرة، زار مشيخة الأزهر الشريف حيث التقي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وأكد سموه أن الأزهر يقوم بدور مهم في مواجهة ما يحيق بالعالم الإسلامي والعربي من مخاطر، معبرا عن تقدير السعودية للأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء، واعتزاز سموه الشخصي بالأزهر، وبشخص الإمام الطيب ومتابعته لجهود الأزهر باستمرار باعتباره من أهم منارات وركائز الفكر الإسلامي، منوهاً بالدور المهم الذي يقوم به الأزهر في مواجهة كل ما يحيق بالعالم العربي والإسلامي من مخاطر، معبرا عن تقدير المملكة للدور الذي يقوم به فضيلة الإمام شيخ الأزهر في نشر ثقافة الوسطية والتعايش والسلام ومكافحة الفكر المتطرف. وفي الانفوجرافيك التالي نرصد أهم ثمار الزيارات التي يقوم بها ولي العهد: الحدث: زيارات خارجية. الزائر: ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الدول المُضيفِة: مصر – بريطانيا – أميركا أهم ثمار الزيارات: – الاتفاق مع مصر على الحصول على 1000 كم من محافظة جنوب سيناء لإنشاء مشروع نيوم عليها. – تحويل العلاقات بين المملكة ومصر لتوافق وانسجام كامل. – إظهار سماحة المملكة بزيارة الكاتدرائية المرقسية للأقباط بالعباسية – افتتاح جامع الأزهر وزيارة مشيخة الأزهر والتأكيد على ثوابت المملكة الإسلامية. – إفشال كل محاولات إيران وقطر لإفساد زيارة بريطانيا. – الحصول على دعم بريطاني وغربي واسع للإصلاحات الجديدة بالمملكة. – التعاون مع الغرب للتصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة. – دعم العلاقات التاريخية بين المملكة وبريطانيا.
مشاركة :