صحيفة المرصد - متابعات :حذّر أستاذ الفقه في جامعة القصيم الشيخ الدكتور خالد المصلح، من مخاطر التعصب الرياضي؛ مشيراً إلى أن الشحناء التي يولدها هذا التعصب المقيت من سفاسف الأمور وقد تصل إلى القتل، لافتاً إلى أننا لسنا ببعيدين عمّا جري في مصر قبل سنتين من مقتل أكثر من 70 شخصاً عقب مباراة كرة قدم! وقال المصلح خلال حديثه لبرنامج "يستفتونك" على قناة "الرسالة" الفضائية: "ما حدث شيءٌ غير طبيعي وناتجٌ من شحن، فالنفوس اذا غضبت عميت"، وأكّد أنه يجب أن يتحمّل كل واحد مسؤوليته في هذا الشأن، لافتاً إلى أن الرياضة ليست لتفريق المجتمع وإيجاد مشكلات ونكبات وشق اللحمة؛ إنما هي لتسليته وإدخال السرور والترويح عن النفوس وتنشيط الأبدان؛ داعياً إلى اتخاذ الموقف الحاسم، وأن يُمنع كل شخصٍ يكون محرضاً لأيِّ نوعٍ من أنواع التعصب المُقيت الذي يدخل فيه الجانب الاجتماعي. وأوضح أن التعصب الرياضي من مداخل الشيطان للتحريش بينهم لقوله - صلى الله عليه وسلم - "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ" وأردف: السباب والشتيمة والغيبة والنميمة والاتهامات والاشتباك بالأيدي والتحريض علي أعمال الإساءة للآخرين من أعمال الشيطان التي ينبغي أن يقطع طريقه، فكل هذا من عمل الشيطان، فالسباب بأي شكلٍ سواء بالشتم والتعييب وكل أنواع القباحة التي تُلصق بالناس؛ كل هذا مما يندرج مما نهى الله عنه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وذكر بالحديث "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر". ورأى الدكتور المصلح التعصب الرياضي "مشكلة"؛ لأنه مدعاة إلى انتهاك الحقوق والخروج عن الصراط القويم وشحن القلب الذي يمنع وصول الخير، مشيراً إلى قوله - صلى الله عليه وسلم: "تعرض الأعمال في كل إثنين وخميس، فيغفر الله - عزّ وجلّ - في ذلك اليوم لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئاً إلا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء". وأضاف: "نحن مقبلون على صيام عاشوراء الذي تكفر به الخطايا، وبالتالي ستحجب هذه الخيرات عن بعض الناس بسبب هذه المشاحنات"، وقال: "يا إخواني لنسمو عن هذه المنازعات وسفاسف الأمور التي لا تعود علي الإنسان بخير، فلو أن شخصاً أخرج نفسه من المشهد المعترك بين المختصمين في نصر نادٍ أو ذمه أو تأييده أو القدح فيه لو أخرج نفسه وشاهد المشهد لوجد أنه نوعٌ من العبث!". وختم أستاذ الفقه في جامعة القصيم، قائلاً: "كل مَن حرّض الناس ودعاهم إلى التعصب الرياضي، فهو يدعو بدعوى جاهلية فليتق الله، وليعلم أنه موقوفٌ وأعراض الناس ليست يسيرة، وهي أول ما يفصل الله به مع الدماء يوم القيامة، فينبغي الحذر من أعراض الناس "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ".
مشاركة :