ناصر النويس: زايد كان يـؤمن بأن الإنسان هو الثروة الحقـيقية

  • 3/9/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال رجل الأعمال الإماراتي، ناصر النويس، إن تطوير الإنسان في الإمارات كان الهم الأول للمغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد كان يؤمن بأن العنصر البشري هو الثروة الحقيقية والمورد الرئيس للدولة، لذا ركز على تنمية هذا العنصر من خلال التعليم بكل مراحله، وعلى تقديم الدعم المادي والمعنوي لأبناء الإمارات ليثبتوا جدارتهم، مشيراً إلى أن الشيخ زايد، رحمه الله، أسس دولة الإمارات بحبه وعطائه، واستمر نهجه قائماً على الحب والعطاء. عام زايد أكد رجل الأعمال الإماراتي، ناصر النويس، أن «بصمات زايد لا ينساها أحد، فكلنا مدينون له ولأعماله التي غيرت شكل الحياة في الإمارات وفي المنطقة كلها، ولا أظن أن هناك إماراتياً أو مقيماً يمكن أن ينسى زايد، ولذلك يسارع الجميع للمساهمة في (عام زايد)، والاحتفاء بسيرته العطرة ومآثره وأعماله، وما زرعه فينا من قيم مازالت باقية». زايد الأب قال رجل الأعمال الإماراتي، ناصر النويس، إن «المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان شديد التواضع مع الجميع، ولم يكن يحب المبالغة في مظاهر الحياة، أو يفرق بين شخص وآخر، كذلك كان صريحاً، وما في قلبه على لسانه، ولا يحمل حقداً لأحد، وهذا شاهدناه وعايشناه في مواقف مختلفة، وكنا ننظر له كأب، وليس كرئيس دولة». وأضاف أن «مواقف زايد المختلفة تكشف عن رجل صادق وزعيم قوي شجاع في قراراته، وهو ما ظهر في موقفه خلال حرب الخليج، وحرب أكتوبر 1973». - الشيخ زايد استمد من الدين الإسلامي والقرآن الكريم خطواته ونهجه في العمل. - فلسفة زايد في العطاء تعكس إيماناً قوياً بالإنسانية، ورفض التفرقة بكل أشكالها. - الشيخ زايد أسس القطاع الخاص في الإمارات، ومنح الناس أراضي سكنية، وأخرى تجارية لإقامة مشروعاتهم عليها. وأضاف النويس، في حواره مع «الإمارات اليوم»، أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان مدرسة تعلم فيها أبناء الإمارات الكثير، خصوصاً الذين عرفوه وتعاملوا معه عن قرب، متابعاً: «أهم ما تعلمناه من المغفور له بإذن الله، التواضع، والبساطة في التعامل، والكرم الشديد، والانفتاح على الناس وحبهم، إلى جانب حب الخير ومساعدة الآخرين، وكان في كرمه وعطائه لا يفرق بين الناس، فكان يعامل الجميع باعتبارهم أبناءه، وكان همه الوحيد أن يرى شعبه سعيداً، ولتحقيق ذلك قام بالعمل على توفير كل ما يحتاجه الناس من تعليم وخدمات صحية ومساكن وكل شيء، واستمر حتى وفاته مشغولاً بأن يكون لكل مواطن مسكن وعمل». وأكمل النويس، الذي ترأس مجلس إدارة شركة أبوظبي الوطنية للفنادق لمدة 14 عاماً، وشغل أيضاً منصب وكيل وزارة المالية، ومنصب مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية: «المغفور له الشيخ زايد أسس القطاع الخاص في الإمارات، حيث منح الناس أراضي سكنية وأخرى تجارية لإقامة مشروعاتهم عليها، وبناها لهم، كما منح آخرين أراضي زراعية لإقامة مزارع عليها، وسهل لهم الخدمات اللازمة كي تنتج هذه الأراضي ويستفيد منها صاحبها والدولة، كما أسس مؤسسات مختلفة تعمل على دعم ومساعدة أبناء الإمارات في تنفيذ مشروعاتهم، سواء من خلال تقديم قروض لهم بفوائد رمزية، أو دعمهم بطرق مختلفة». وقال: «كرم زايد كان واضحاً في كل أفعاله وتصرفاته، حتى إنه عند قيام الاتحاد حرص على تقديم كل ما يمكنه من دعم من أجل قيام هذا الاتحاد، ولم يطلب شيئاً في المقابل، ولم ينتقص من سلطة كل إمارة، بل بالعكس كمل مسيرتها، وأذكر أنه عند تأسيس شركة أبوظبي الوطنية للفنادق منح المساهمين أسهماً بسعر أقل من سعر السوق، كنوع من الدعم والتشجيع لهم، ودفعهم إلى الاعتماد على النفس ودخول مجالات العمل المختلفة دون تردد أو خوف، كما أنشأ البنك الصناعي لتشجيع المواطنين على دخول مجال الإنتاج الصناعي». وأضاف النويس: «من الصفات الرئيسة في شخصية المغفور له الشيخ زايد، إيمانه القوي بالله، وارتباطه بالدين الإسلامي والقرآن الكريم، الذي كان يستمد منه خطواته ونهجه في العمل، فكان مؤمناً بأن العطاء يجب أن يتوجه إلى الأهل والجيران، ثم الأخوة في العروبة، ثم الأخوة في الإسلام، ثم يتسع ليشمل الإنسان في كل مكان، وبالفعل بدأ عطاؤه لأهل الإمارات والمقيمين فيها، فطوّر الدولة وأسس حركة تنمية واسعة في المجالات كافة، ثم اتجه بعطائه إلى الدول المجاورة، بعدها اتسعت دائرة العطاء لتشمل الدول العربية، مثل مصر وسورية ولبنان وغيرها، لتمتد بعد ذلك إلى نطاق أوسع لدول مثل باكستان والهند ودول إفريقية عدة، ومنها انتقل إلى بقية دول العالم»، مؤكداً أن «فلسفة زايد في العطاء تعكس إيمانا قوياً بالإنسانية ورفض التفرقة بكل أشكالها، كما كان لديه استعداد لأن يقترض من أجل مساعدة الآخرين ونجدتهم». وذكر النويس، أن «المساعدات التي قدمها الشيخ زايد، رحمه الله، في الدول الأخرى مثل الدول الإفريقية وغيرها، لم تكن مجرد معونات، ولم تقتصر على بناء مستشفيات أو مساجد أو مدارس فقط، لكنه رحمه الله كان حريصاً على استدامة هذه المشروعات، فخصص أوقافاً لها حتى تكون موردا لاستمرار هذه المشروعات، وتتمكن من تلبية احتياجات فئات واسعة من المحتاجين، وهو فكر متطور يعبر عن رغبة صادقة في مساعدة الناس وشعور بالمسؤولية نحوهم»، موضحاً أن «تأسيس الصندوق جاء تعبيراً عن إيمان الشيخ زايد بمساعدة الآخرين، وحرصه على أن تصل المساعدات إلى أيادي المحتاجين من أبناء الشعوب التي تتلقى المساعدات، فكان الصندوق هو الذي يشرف على اختيار المشروعات التي ستقام ودراستها جيداً والتأكد من جدواها، ثم يتولى الإشراف على تنفيذها، حتى يضمن وصول المساعدات إلى الناس». وقال: «كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يمتلك نظرة بعيدة المدى، وهناك مواقف عدة تؤكد ذلك، منها عندما استدعاني وعرض عليّ تنفيذ مشروع أبقار العين، وكان قد عرضه من قبل على عددٍ من الأشخاص وتخوفوا من صعوبة نجاحه وشككوا في جدواه الاقتصادية بسبب الجو الحار في الإمارات، ووجود سوق ضخمة منافسة في السعودية، وبدأنا العمل في المشروع على نطاق صغير في البداية لنطمئن إلى قدرته على النجاح، ولم نكن نتصور إمكانية تحقيقه عائداً مجزياً، على عكس الشيخ زايد الذي كان على ثقة بنجاح المشروع، ومازلت إلى الآن أذكر فرحته الكبيرة، رحمه الله، عندما توجهت إليه في قصر البحر لأخبره عن نجاح المشروع وتحقيقه عائدات لم نتوقعها».

مشاركة :