أمسية موسيقية تحمل الكثير من الإيقاعات الخليجية، والألحان الشرقية الأصيلة، قدمتها «فرقة دبي الموسيقية»، التي أطلقتها «إعمار»، أول من أمس، في «دبي أوبرا»، من خلال حفل موسيقي، عزفت من خلاله 18 أغنية. الأمسية كانت بمثابة لقاء مع النغم الأصيل، حيث حملت الحضور الى الإيقاع الشرقي الذي يلامس الحواس، ويترك في الروح صفاءً لا يدرك إلا بالموسيقى. فتح باب الانضمام فتحت «فرقة دبي الموسيقية» باب الانضمام أمام جميع المواهب الموسيقية الشابة من مواطني الدولة، وستحظى الفرقة خلال مراحلها الأولى بدعم كوادر موسيقية عربية متخصصة كمساندين ومدربين ومشرفين، بهدف جعلها فرقة كبيرة ومتكاملة في المستقبل القريب. وعلى الراغبين بالانضمام إلى «فرقة دبي الموسيقية» تقديم الطلبات إلى إدارتها، وسيتم قبول الأعضاء الجدد بناءً على معايير وضوابط محددة، ومن ثم إخضاعهم للبرامج التعليمية والتدريبية المناسبة لتأهيلهم للمشاركة في فعاليات الفرقة مستقبلاً. وبالعودة الى تأسيس الفرقة، تم تكليف عيد الفرج بتأسيس فرقة إماراتية بالكامل، والإشراف عليها لتقديم عروضها في «دبي أوبرا». ويهدف تأسيسها الى تسليط الضوء على المواهب الموسيقية الإماراتية والعربية الواعدة، ومنح الكوادر الموسيقية الشابة فرصة الإسهام في تعزيز المشهد الإبداعي والفني المحلي المزدهر. وانقسم الحفل الأول لـ«فرقة دبي الموسيقية» الى قسمين، حمل أولهما عنوان «رحلة نغم خليجية»، وتضمن مقطوعات موسيقية لأغنيات خليجية أصيلة وتراثية، ومنها «شدو العربان» و«مقادير»، بالإضافة إلى مقطوعتين موسيقيتين من تأليف عيد الفرج، المؤسس والمشرف العام على الفرقة. أما الجزء الثاني فاشتمل على «منوعات موسيقية عربية»، حيث تم تقديم معزوفات لألحان عدد من أشهر الأغنيات الشرقية، ومنها «انت عمري»، و«نسّم علينا الهوا»، بالإضافة إلى المؤلفات الموسيقية للفنان عيد الفرج. وقاد الفنان أحمد طه العازفين في الفرقة التي يديرها الفنان عبدالعزيز المدني. هذه الأمسية الشرقية، دفعت رئيس مجلس إدارة «إعمار العقارية»، محمد العبار، الى القول إن انطلاق هذه الفرقة في دبي أوبرا، هي البداية الحقيقية للأوبرا. وأضاف العبار: «كل الجهد الذي بذله مؤسس الفرقة هو الأساس في تكوينها، لاسيما أن لديه الشغف والمحبة الخالصة، وكذلك الاهتمام الكبير من القلب». واعتبر الحفل الافتتاحي مجرد نبذة وبداية بسيطة، مشيراً الى أنه سيرى في ما بعد المسرح ممتلئاً بالجمهور الإماراتي، لحضور هذه الحفلات. بينما أكد العضو المنتدب في شركة إعمار العقارية، أحمد المطروشي، لـ«الإمارات اليوم»، أن الفكرة تبلورت لأنهم يدركون أن الفن هو جزء أساسي في المجتمع، فهي مهمة جداً في حياة الناس الذين يبحثون عن الاستمتاع، لاسيما عن النغم الشرقي. ولفت الى أن تأسيس الفرقة انطلق من الحاجة الى وجود فرقة شرقية محلية تعزف في دبي أوبرا، بعد تقديمها الكثير من العروض العالمية. من جهته، قال مؤسس الفرقة، عيد الفرج، إن «الفرقة في المستقبل ستكون أكبر من ناحية العدد، وسيتم التطرق الى إضافة مواهب من خلال اعتماد الكورال الذي يصاحب الفرقة، الى جانب التعاون مع الفرق الخارجية من خلال التواصل مع دور الأوبرا في الوطن العربي». أما عن إيجاد المواهب في مرحلة التأسيس، فشدد على أن الإمارات تحتوي على الكثير من المواهب، وأن أعضاء الفرقة يأتون من مختلف إمارات الدولة، ولهذا تم وضع جداول للتدريبات الأسبوعية، فالبعض يحضر خمسة أيام في الأسبوع، وبعضهم يحضر ثلاثة أيام فقط. ونوه بأن عدد الفرقة كاملة يصل الى 18 عازفاً حالياً، وقد تم اختيارهم بعناية، منذ بداية العمل على الفرقة في بداية شهر نوفمبر من العام الماضي. وقدمت الفرقة المعزوفات بقيادة أحمد طه، وقال عن الحفل: «استغرق منا ما يقارب الشهرين للتحضير له، كما أن اختيار هذه الألحان لحفل الانطلاق، كان بهدف تقديم الفن الشرقي للجمهور، وبإيقاعات مختلفة، فكان هناك النغم الخليجي، الى جانب الطرب الشرقي الأصيل»، موضحاً أن «هذا المزج، كان هدفه تقديم ما يناسب كل الأذواق، خصوصاً ان دبي تجمع كل الثقافات». أما لجهة العزف المنفرد، فلفت الى أن كل العازفين متميزون في الفرقة، لكن اختيار العازف المنفرد خلال اللحن، يعود الى جمالية الجملة الموسيقية في آلة معينة، ومع عازف بحد ذاته. ولفت الى ان العازفين الذين يقدمون الإيقاع الخليجي في الفرقة هم أربعة، علماً أن عددهم يجب أن يصل الى سبعة أو ثمانية، منوهاً بأنه في المستقبل ستتم زيادة عدد هؤلاء العازفين. مدير الفرقة عبدالعزيز المدني، يعزف على آلة الكمان، ولفت الى أن رحلته مع الموسيقى بدأت حين كان يبلغ 13 من العمر. ونوه بأنه يمنح الموسيقى الكثير من الوقت، فلا يمكنه أن يهجر الموسيقى التي تغذّي الروح. وشجع المواهب على الانضمام الى الفرقة، خصوصاً أن منبر «دبي أوبرا» قوي جداً، فهي واجهة متميزة لدبي، ووجود فرقة موسيقية خاصة للأوبرا يعد خطوة مهمة ومتميزة. العازف على آلة الكونترباس، أسامة إسماعيل، لفت الى أن الحفلة تعد بداية للحلم الذي كان يراود كل العازفين في الإمارات. ونوه بأن الآلة التي يعزف عليها تعد من الآلات الأساسية ضمن الفرقة، وهي من فصيلة الكمان، لكنها ترتبط بصوت القرار، مشيراً الى أنها تملأ المسرح. من جهته، خليفة الجاسم، عازف الإيقاع، لفت الى وجود الكثير من الآلات الشعبية، وان إيقاع العيالة هو الذي قدم بالأمسية، منوهاً بأن هناك الكثير من الايقاعات الخليجية التي يتم دمجها مع الموسيقى، وحتى الغربية منها. وأضاف أن تأسيس الفرقة يُعد تحقيقاً لحلم الكثير من الذين درسوا في معهد الشارقة للموسيقى، حيث شاركوا في فرقة لم تستمر، واليوم أغلبهم انضمّوا إلى هذه الفرقة.
مشاركة :