عندما فوجئ ملحم بركات بابنه في أحد البرامج التلفزيونية يقدِّم أغنية له للمرة الأولى، أدرك أن وعد بركات قد يحمل مشعل الفن ويكمل المسيرة. وبعد غياب الموسيقار، بقي وعد فترة لا يقوى على الوقوف على المسرح احتراماً وإجلالا لروح الراحل، إلى أن اقتنع في النهاية أنه لا بد من أن يحافظ على إرث ملحم بركات لتبقى شعلته متقدة، فدخل إلى الساحة الفنية وانطلق بسرعة في عالم الغناء، ليس لأنه ينتمي إلى عائلة بركات بل لأن له شخصيته الخاصة وموهبته الفذة. أكّد وعد ملحم بركات الذي حقق حضوراً لافتاً على الساحة الفنية أن اجتهاده ودعم عائلته له، أسهما في انطلاقته القوية. وكشف في لقاء إذاعي مع الدكتور عماد عبيد، حقائق عن علاقته بوالده وقال في هذا المجال: «كان والدي ديكتاتوريّاً في البيت! وكنّا متقاربين، نلعب معاً ونتصارع. ترك بصمة كبيرة في حياتي». لا ينسى وعد الفترة التي غاب فيها والده عن البيت خمس سنوات من دون أن يرى عائلته، وقال: «صُدمت، ولكن عندما عاد لم أعاتبه لأنّني أحبّه وأدركت أنّه لا يُلام على ما حدث معه»… في مداخلة لها في اللقاء، وصفت رندة والدة وعد زوجها الراحل ملحم بركات بأنه «مارد، غول في الغناء ولا أحد يمكن أن يقف في وجهه فنيّاً». وأضافت: «لم يقل يوماً لوعد: لا تغنِّ! على العكس، أعترف للمرّة الأولى وأكشف رأي ملحم في هذا المجال. بينما كان يسمع لحناً لوعد قال: «لا يوجد أي خطأ في عمله والطريق ستكون مفتوحة أمامه»… فما كان من وعد إلا أن فوجئ بكلام والدته لأنه يسمعه للمرة الأولى. ورغم إشادته بالجهود التي بذلتها الجهات الرسميّة لدى وفاة والده فإنه رأى أن ملحم بركات يستحقّ أكثر، لافتاً بأسى إلى أن كثيرين استفادوا من موت الموسيقار، ومؤكداً أن الرّئيس السّوري بشار الأسد ساعد العائلة وكان إلى جانبها طيلة فترة مرض والده. حول الخلاف على إرث بركات أكّد وعد: «من جهّتنا لا خلاف. ننتظر حصر الإرث ولا علم لي عن الجهة الأخرى، قيل الكثير في الإعلام وما نُشر لم يكن دقيقاً». ملحن مبدع انضمّ الشّاعر نزار فرنسيس إلى اللقاء واصفاً وعد الفنّان بأنه «ملحّن مُبدع، تُضاهي جملته اللحنيّة أهم موسيقيّي العالم العربي، وانتظروا المزيد لأنّ مع وعد الآتي أعظم… وعد يعني لي الكثير وله مكانته في قلبي وأنا سأبقى إلى جانبه وفاءً لأبي مجد». وأبدى وعد ارتياحه لأصداء أغنيته الجديدة «شو ذنبو المغروم» (من ألحانه وكلمات نزار فرنسيس)، كاشفاً عن تحضير أغنية إيقاعيّة جديدة وتجديد بعض أعمال والده… في هذا السياق، طالب بعدم مقارنته بوالده لأن لا مجال للمقارنة، «ملحم بركات لن يتكرّر فليحكموا على أدائي وأعمالي بعيداً عن المقارنة». أما عن خلاف ملحم ونجوى كرم فلفت وعد إلى أن والده توفي والقلوب صافية بينه وبين شمس الأغنيّة اللبنانيّة التّي كان يكنّ لها أبو مجد محبّة خاصّة. الفن في دمي خطرت فكرة الاحتراف ببال وعد بركات منذ 2011، لأن الفن يسري في دمه، كما أشار، وذكر في حديث تلفزيوني أنه يحاول أن يتخطى كونه ابن الموسيقار الكبير ملحم بركات، لأن ذلك يرتب عليه مسؤوليات، ويفضل أن يكون وعد بركات وليس وعد ملحم بركات. أضاف: «صحيح أن الاسم يعطي دفعاً، لكن تصبح التوقعات مرتفعة»، مؤكداً ألا أحد مثل أحد، وهو ليس مثل والده «الذي لا قبله ولا بعده، سكر الباب وأخذ المفتاح». تابع أن كثيرين يقفون إلى جانبه على غرار الشاعر نزار فرنسيس الذي يشجعه على الغناء، لكنه يتكئ على نفسه في كل شيء، «أمشي خطوة خطوة، درجة درجة». 40 لحناً يستمع وعد بركات إلى المطربين كافة، كما قال، وتلفته الأغنية الجيدة وتشدّه، معتبراً في هذا السياق أن وائل كفوري وملحم زين قدما أغاني جميلة، وكشف أن لديه أكثر من 40 لحناً عمل عليها، وأنه يحرص على التنوع في ألحانه وأغانيه، متمنياً أن يعطي لحناً لملحم زين لأن ألحانه تليق بصوته. أجوبة سريعة أعطِ صفة لـ: ملحم بركات: أبو مجد وأحلى قلب في العالم. سيمون أسمر: أيقونة. نزار فرنسيس: مالك الكلمة. مي حريري: من هي؟ آه، تلك التي تغنّي؟ مهضومة. ملحم زين: الريّس. ملحم بركات جونيور: قلبه أبيض. وعد بركات: كاريزماتيك. من أفضل: فنّان: ملحم زين، ووائل كفوري، ووائل جسّار. فنّانة: إليسّا، ونجوى كرم. ممثّل: يوسف الخال. ممثّلة: باميلا الكيك. مخرج: كميل طانيوس. شاعر: نزار فرنسيس. ملحّن: صلاح الكردي، وسمير صفير، وهشام بولس… نعم أم لا؟ كي تنجح اليوم لا بدّ من تقديم تنازلات؟ لا. اسم ملحم بركات فتح لي أبواباً كثيرة؟ نعم. سيأتي يومٌ وأصبح موسيقاراً؟ لا. سأصبح نجم غناء أوّل؟ نعم. مُغرم؟ نعم. ثمة خلاف في العائلة؟ في عائلتنا لا. مسألة إرث ملحم بركات حُلّت؟ نعم. ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي؟ نعم. مع الزواج المدني؟ لا. لديّ فرقتي الخاصّة؟ نعم فرقة والدي. لمست الوفاء من أصدقاء والدي؟ نعم. سأدخل مجال الدراما؟ نعم.
مشاركة :