المدارس المجتمعية .. تلاحم مجتمعي في إطار أُسري

  • 3/10/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: إيمان سرور تُعد المدارس المجتمعية القلب النابض لأي مجتمع باعتبارها العامل الرئيسي لإعداد أبنائنا الطلبة لمستقبل حديث ومتلائم مع متطلبات العصر، ويحقق للدولة كل ما يتطلبه سوق العمل، حيث تسهم تلك المدارس في توفير نافذة تعليمية فريدة تعزز التلاحم المجتمعي والترابط الأسري.يأتي إنشاء المدارس المجتمعية بهدف إيجاد حراك مجتمعي يسهم في تغيير سلوك الطلبة ما ينعكس على استيعابهم وتحصيلهم العلمي، وتؤكد دائماً على أهمية تكامل الأدوار بين المدرسة والأسرة لإعداد أجيال المستقبل. ويهدف إطلاق المدارس المجتمعية التي تعد إحدى مبادرات مجلس التعليم والموارد البشرية، الذي يرأسه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى الاستفادة من البنية التحتية للمدارس، وتمكينها من خدمة المجتمعات المحيطة بها، من خلال تنظيم برامج وفعاليات تتناسب مع احتياجات ومتطلبات كل فئات المجتمع، وذلك بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي لتلك المدارس.واستقبلت مدرسة القمة في منطقة الشامخة الطلبة وأولياء أمورهم بحضور عدد من المسؤولين في دائرة التعليم والمعرفة الذين شاركوا الآباء والأبناء في الفعاليات المتنوعة والتي شملت الأنشطة الفنية - العزف والرقصات والمرسم الحر، إضافة إلى الفقرات التراثية والأدبية كالشعر والمسرح وفن الإلقاء، كما استمتع الطلبة من أصحاب الهمم بصحبة أولياء أمورهم الذين شاركوهم في الأنشطة التي نظمت في حديقة الفنون التابعة للمدرسة، واستمتع الطلبة بالفقرات الرياضية المختلفة كالسباحة وكرة القدم والسلة التي أدخلت السرور إلى نفوسهم. تلاحم اجتماعي وأكد خالد الهاملي مدير الأمن والسلامة في الدائرة أن عوامل الأمن والسلامة لأهالي المنطقة المحيطة بالمدرسة متوفرة في تلك المدارس، لدعم وتشجيع التلاحم الاجتماعي والارتقاء المستمر بالمعايير المقدمة، من خلال ممارسة الأنشطة المتنوعة في المنشآت مثل الصالة الرياضية، الملاعب العشبية والخارجية والمسابح والمسرح المدرسي والمكتبة، كما تم تخصيص كوادر بشرية متخصصة في إدارة هذه المدارس من منسقين ومشرفين وأمناء للمكتبات ومشرفي ملاعب ومدربي سباحة وأنشطة رياضية وطاقم تمريض متخصص، ومشرفي أمن وسلامة. وقالت لطيفة الحوسني مديرة مدرسة القمة إن المدارس المجتمعية تشتمل على مرافق متطورة حديثة الطراز تسهم بدورها في النهوض بالمجتمع المحلي، حيث تُفعّل هذه المرافق لخدمة المجتمع لتصبح مراكز مجتمعية متطورة قادرة على تعزيز التوافق الاجتماعي، والارتقاء بالمجتمع الإماراتي وخلق جو من الألفة بين الطالب وولي الأمر والمعلمين بتفعيل دور الآباء في رسم الاتجاهات السليمة لأبنائهم.شعور بالمسؤولية ولفتت شمسة المنصوري - ولية أمر- إلى أن المدارس المجتمعية تسهم في تنمية الشعور بالمسؤولية لدى أبنائنا والتأكيد على ملكية المجتمع لهذه المنشآت الحضارية التي توفرها الدولة وضرورة أن يعمل الجميع على المحافظة عليها والاستفادة القصوى من كافة مرافقها. وقالت عفراء العامري - معلمة - إن المدارس المجتمعية تسهم في توطيد العلاقات الأسرية في المجتمع، وتتيح لأولياء الأمور فرصة لبناء مواهب أبنائهم، ودعمهم في الإبداع والابتكار، وأنها تمنح الأسرة فرصة قضاء وقت كافٍ مع أبنائها في مساحة أسرية آمنة، تضم فئات مختلفة من أهالي المنطقة.وأشارت وفاء الكثيري - اختصاصية اجتماعية - إلى أن مبادرة «المدارس المجتمعية»، مبادرة استثنائية في فكرها وأهميتها ونواتجها، حيث تكمن أهميتها في تعزيز ترابط نسيج المجتمع، وتوفير فرصة مثالية للالتقاء والتشارك والتعارف في أجواء إيجابية تتسم بالسعادة والمرح، تسهم في إذكاء روح المنافسة، وإيصال رسالة للمجتمع بأن المدرسة ستظل مركزاً مجتمعياً يجمع تحت مظلته أفراد المجتمع وأطيافه كافة. المدارس المجتمعية يبلغ عدد المدارس المجتمعية 15 مدرسة موزعة على أبوظبي والعين والظفرة، تتيح للطلبة وأولياء أمورهم الاستفادة من استخدام مرافقها من صالات رياضية ومصادر تعلم وتقنيات في الفترة المسائية بعد ساعات الدوام المدرسي، حيث يوجد في تلك المدارس طاقم إداري وتقني متخصص لتقديم أفضل الخدمات المجتمعية. إثراء المعرفة قال ناصر خميس مدير المدارس المجتمعية في دائرة التعليم والمعرفة، إن هناك أهدافاً خاصة بالطلاب وأولياء الأمور من وراء إنشاء هذه المدارس التي تفتح أبوابها مساءً، فهي تثري المعرفة لدى الطلاب بالمشاركة بالأنشطة المتنوعة والتي ستقام بعد فترة الدوام المدرسي، وتعمل على تعزيز دور المدرسة وتنمية حبها في نفوسهم عن طريق هذه الأنشطة، أما بالنسبة لأولياء الأمور، فإن هذه المدارس تسمح بمشاركة الأسرة بما يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بالتعامل من أولياء الأمور كشركاء، وكذلك تعزيز أهمية الدور الذي يلعبه ولي الأمر في حياة الطالب، وتوطيد العلاقة بين المدارس الحديثة والمجتمع المحلي، الأمر الذي يساهم في تحقيق العديد من الفوائد على المجتمع المحلي عبر تنمية الشعور بالمسؤولية والإحساس لدى المجتمع بملكية الجميع للمركز وتقديم الدعم بمشاركتهم الفعالة.

مشاركة :