خبراء يطالبون باستعادة هيبة المعلم

  • 3/10/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لائحة الضبط السلوكي جيدة ولكنها تحتاج لمزيد من التفعيل  كتب: مصطفى عدي : دعا عدد من التربويين والأخصائيين إلى تضافر جهود الإدارات التعليمية والأسرة والمجتمع لتعزيز مكانة المعلم في المجتمع وإرجاع هيبته، بما يحمله من رسالة سامية في إعداد أجيال المستقبل وتسليحهم بالعلم والمعرفة، موضحين أن تعاون الأسرة في تقويم سلوكيات الطالب ضرورة، كما أن الأخصائي الاجتماعي يلعب دوراً كبيراً في علاج السلوكيات السلبية التي يرتكبها بعض الطلاب، لافتين إلى أن المشاكل الاجتماعية التي يعيشها بعض الطلاب تنعكس على تعاملاتهم مع زملائهم وأساتذتهم، وأن سحب الصلاحيات من المعلمين ألغى شخصيتهم القيادية، مشدّدين على أن لائحة الضبط السلوكي جيدة وبحاجة لتفعيل أكثر، كذلك ضرورة إعادة هيبة المعلم مسؤولية مشتركة بين المجتمع والمدرسة وسن قوانين صارمة تعاقب الطالب المعتدي على المعلم، بالإضافة إلى تنشئة الأبناء ومتابعتهم وتعزيز الاحترام في نفسية الطالب وتوفير حصانة وامتيازات للمعلّم ترفع له من قيمته. وأرجع هؤلاء في تصريحات خاصة لـ  الراية  سبب تراجع هيبة المعلم في المدارس إلى عدة عوامل تشمل عدم تربية الأبناء على احترام المعلم، وعدم تعاون ولي الأمر مع المدرسة في تقويم السلوكيات، إضافة إلى فقدان حصانة المعلم، محذّرين من قيام بعض إدارات المدارس بالانحياز للطالب المخالف للائحة الضبط السلوكي على حساب المعلمين في التجاوزات الأخلاقية، فضلاً عن عدم تأهيل بعض المعلمين تربوياً في التعامل مع الطلاب والسيطرة على سلوكياتهم داخل الفصل. ودعوا لتفعيل لائحة الضبط السلوكي بشكل أكبر ضد أي طالب يتجاوز أخلاقياً في مخاطبة المعلم أو الإساءة له أو التطاول عليه سواء باللسان أو باليد، لافتين إلى أن الدولة تسعى جاهدة للارتقاء بمكانة المعلم وتقدير دوره.   ناصر المالكي: نقص الوعي بأهمية دور المعلم سبب المشكلة   قال ناصر المالكي، مدير مدرسة أحمد منصور الابتدائية للبنين، إنه لا يخفى على أحد أن هناك فرقاً واضحاً في العلاقات ما بين الطالب والمعلم في السنوات الأخيرة مقارنة مع الماضي، والعلاقة اليوم تميل إلى علاقة غير رسمية مقارنة بالسابق، فالمعلم اليوم لا يمثل دور الحاكم والجلّاد كما في السابق بل العكس، حيث تميل العلاقة إلى علاقة صداقة تفتقر إلى الحدود التي كانت معهودة سابقاً. وتابع: السبب وراء تراجع هيبة المعلم يعود إلى نقص الوعي بدور المعلم، والنظرة القاصرة إلى مهنته، إضافة إلى تفريغ البيئة المدرسية من قيم تربوية أصيلة، وتجاهل قدسية رسالة التعليم، وسحب الصلاحيات من المعلمين، وتركهم يواجهون مصيرهم بسلاح أضعف من تلك العوامل، ما قلل من دور المعلم وألغى شخصيته القيادية. ولفت إلى أن لائحة الضبط السلوكي جيدة وتعالج بعض الحالات الراهنة، لكنها غير مطبّقة بالشكل المطلوب وبحاجة لتفعيل أكثر، على أن تعزّز بإجراءات رادعة مثل فرض غرامات، وإلزام بعض الطلبة المخالفين بأعمال عامة أو يدوية والتطوع في خدمة المجتمع، موضحاً أن هناك بعض المشاكل التي تقابل المعلمين في المدارس منها كثرة الأعباء، وتعسّف بعض المديرين، وطول اليوم المدرسي، وانشغال الطلبة بوسائل الترفيه، وتطاول بعض أولياء الأمور وأبنائهم على المعلم.   أحمد منتصر: توفير بيئة تجذب الطالب للمدرسة   قال أحمد منتصر، النائب الأكاديمي بمدرسة محمد بن عبدالعزيز المانع الثانوية للبنين: إن توفير بيئة تجذب الطالب للمدرسة تجعل الطالب يحب التعليم والمعلم وتكون هناك علاقة وطيدة بينهما، ولكن في الآونة الأخيرة ذهبت هذه العلاقة وأصبح الطالب يأتي إلى المدرسة مجبراً ما يجعل الطالب يتطاول على المعلم وأيضاً على زملائه. وأضاف: كنت أشاهد في السابق أن ولي الأمر حريص على تفوق ابنه، وفي حال صدور أي سلوك غير مقبول منه تجاه معلمه كان يقف دائماً ضد الطالب ومع المعلم، ولذا كان الطالب لا يجرؤ على القيام بأي سلوك يؤذي معلمه، أما الآن فإن البعض من أولياء الأمور يرسّخ في ذهن ابنه أنه دائماً على حق، وأن المعلم لا يحق له التعامل معه بأي طريقة لا يقبلها مهما كان الخطأ الذي ارتكبه، فعندما تتصل المدرسة بولي أمر أحد الطلاب لإبلاغه عن ارتكاب ابنه لمخالفة ما، نجد الأب يحاول جاهداً أن يجد لابنه مبرّرات لفعلته هذه ولا يفكّر أن يعاقبه أو أن يحثّه على الالتزام واحترام قوانين المدرسة. ولفت إلى أن هناك بعض المشاكل التي تقابل المعلمين في الفصول الدراسية منها النظرة الدونية للمعلم، وأنه يعمل عند الطلاب والتطاول بالألفاظ على بعض المدرّسين. وقال: للأسف الشديد شاهدنا في الآونة الأخيرة تطاول بعض الطلاب على معلميهم.     د.أسامة الطعاني: بعض المعلمين لا يملكون صفات القيادة   قال الدكتور أسامة الطعاني، منسّق مادة العلوم الشرعية واستشاري التدريب: إن الحديث عن هيبة المعلم أمر لا ينكره عاقل، فالمعلم مكرّم منذ سابق عهده، والإسلام عزّز من هيبة المعلم. وأضاف: سمعنا الكثير من الأخبار والأحداث في تجرؤ بعض الطلبة على المعلمين والإداريين ما ينذر بمشكلة حقيقية تسفر عن وضع غير مألوف في تعمّد إهانة المعلم. فهناك أسباب كثيرة جعلت بعض الطلبة يتمادون على المعلم وأهمها أن بعض المعلمين لا يملكون صفات القيادة والحزم ما يتساهل كثيراً مع الطلبة.     إبراهيم العيدان: هيبة المعلم تعكس مكانة التعليم   أكد إبراهيم العيدان، مدير مدرسة اليرموك الإعدادية للبنين، ضعف الرابط بين المعلم والطلبة في الآونة الأخيرة، وضعفت العلاقة بينهما ضعفاً ينذر بأخطر العواقب، حيث بدأ الطالب يُسرف في الاعتزاز بشخصيته، وقد يرفع صوته في وجه أستاذه أو يصرخ أمامه في جرأة عجيبة بما لا يليق، ومن الطلاب من يتجرّأ على شتم أستاذه والاعتداء عليه باليد، وكم سمعنا من قصص تم فيها الاعتداء بالضرب على المعلم داخل بعض المدارس، فأين هذا مما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي في فضل المعلّم: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.     د.وليد الكردي: المعلم ركيزة العملية التعليمية   قال الدكتور وليد الكردي، النائب الأكاديمي بمدرسة حسان بن ثابت: إن دولة قطر تولي اهتماماً كبيراً بالتعليم بصورة عامة، وبالمعلّم كأحد الأضلاع الأساسية في العملية التعليمية، فالأوطان تقوم على العلم، والدول التي تهتم بالتعليم هي التي تصل إلى نجاحات كبيرة في مسيرتها وتاريخها. وأضاف: لا شك أننا نشاهد بعض التجاوزات من بعض الطلاب في حق معلميهم، وهذه التجاوزات تقابل بلائحة العقوبات السلوكية التي تضعها الوزارة، ويبقى الدور على المعلم في فرض شخصيته على الطلاب من أجل تسيير الأمور كما ينبغي.

مشاركة :