تطير أفئدة الجماهير الخليجية على وجه العموم والسعودية على وجه الخصوص وبكل ميولها إلى العاصمة الكورية سيئول، لتساند سفير الوطن النادي الأهلي السعودي، في مباراة سيلاقي فيها خصم عنيد هو نادي سيئول الكوري الرابع في ترتيب فرق الدوري الكوري بفارق ثلاث نقاط عن المتصدر فقط. مازالت الكرة في ملعب الفريقين، ويحظى كلٌ منهما بفرصتين في مباراة مصيرية لا تقبل أنصاف الحلول، حيث يكمن التأهل لأي منهما إما بالتعادل أو الفوز على حدٍ سواء، وخسارة أياً من الفريقين يعني إقصاءه من المنافسة، فالنادي الأهلي السعودي يكفيه التعادل الإيجابي بنتيجة تفوق النتيجة التي آلت إليها نتيجة الذهاب في الشرائع أو الفوز، أما الفريق الكوري فيكفيه التعادل سلباً أو الفوز كذلك، وإمكانية التعادل الوحيدة بين الفريقين هي التعادل بنتيجة واحد لواحد في الوقت الأصلي للمباراة لتمتد للأشواط الإضافية. يبدو أن بيريرا قد أعدّ العدة جيداً لهذا اللقاء فقد غامر كثيراً باحتفاظه بهداف الفريق فيكتور منذ انطلاقة دوري جميل ومعظم المباريات الودية كمفاجأة كبرى للقاء الإياب، فلم يرغب كشف أهم الأوراق التي ترجح كفته طيلة مباريات الدوري بذريعة أو بأخرى، ولكنه ودفع نظير ذلك الثمن غالياً تمثل في ثلاث تعادلات قلصت آمال الفريق في المنافسة في بطولة الدوري أو الآسيوية على حد سواء، ناهيك عن فقدان المدرب لورقة لاتقل أهمية عن الورقة التي احتفظ بها بخسارته للمحترف الأجنبي الآخر الكوري سوك الذي أصيب في المباراة الدورية مع نادي النصر. مجملاً سيسعى الفريق الكوري مع انطلاق صافرة البدء بكل ما أوتي من قوة للضغط على مرمى الأهلي لإنهاء المباراة مبكراً مستغلاً عاملي الأرض والجمهور، وبعد مضي ربع ساعة من زمن المباراة إذا ما حافظ الأهلي على مرماه خالياً سيسعى لتكثيف وسطه تحسباً لتلافي أي مفاجأة من الأهلي، كما سيسعى أيضاً لتأمين خطوطه الخلفية بأربعة مدافعين ثابتين حتى إشعار آخر من مدرب الفريق، وفي المقابل سيسعى الأهلي إلى مباغتة الفريق الكوري منذ بداية المباراة على أمل بإحراز أي هدف قد يكون من شأنه أن يربك الخصم، كما سيسعى أيضاً لتأمين خطوطه الخلفية مبكراً، ومع مرور الوقت سيعمد الفريق على الاعتماد على الهجمات المرتدة، وتكثيف خط المنتصف واللعب بمهاجم وحيد. إذا رغب مدرب الأهلي الانتصار على الفريق الكوري كل ما عليه هو إبطال الهجمات الكورية قبل منتصف الملعب وقبل وصولها للأطراف، كما عليه إيجاد حلول جذرية للبطء الملموس الذي تعانيه الهجمة الأهلاوية المرتدة، والتي غالباً ما تموت بين أقدام اللاعبين بكثرة التمريرات العرضية مما يمنح الفريق المقابل وقت كافٍ للعودة لمراكزه الخلفية، الأهلي قبل بيريرا كان مثالياً إلى حدٍ ما في سرعة الارتداد عند بناء الهجمة المرتدة سيما مع المدرب نيبوشا، وما ميزه وجود المحترف البرازيلي كايو الذي لعب دوراً مفصلياً في سرعة بناء الهجمة. حالياً الأهلي يفتقد لعامل المباغتة بسرعة الارتداد، ولكن كلي يقين أن بيريرا قادراً على الخروج من هذا المأزق متى ما أراد، ذلك لأن الأهلي يمتلك جميع العوامل المساعدة على نجاح أي مدرب. القارئ للأمور بعقلانية يرى عدم مقدرة الأهلي على تجاوز خصمه ولكن لدي حدس يدفعني للتفاؤل جداً بتجاوزه، والكلمة الفصل ستكون للاعبين داخل أرضية الملعب، وليس لي سوى كلمة أخيرة أوجهها للمعيوف ليجعل همه مُنصَبّاً على البقاء بين الخشبات الثلاث ويترك عنه الفلسفة الدفاعية المبالغ بها لأهلها. فتحي بن هادي أبوعامرية @Fathi_Hadi FAmriyah@Gmail.com
مشاركة :