أجبرت حرب تركيا على وحدات حماية الشعب الكردية المقاتلين على التخلي عن مواقعهم ضد مسلحي داعش في الصحراء السورية، وفق ما يرى مسؤولون ومحللون أكراد. وأعادت حملة أنقرة ضد وحدات حماية الشعب في عفرين تشكيل التحالفات العسكرية شمالي سوريا، ما اضطر الولايات المتحدة على وقف عملياتها ضد جيوب تنظيم داعش. واستغلت دمشق هذه النقطة وأرسلت قوات للدفاع عن عفرين، الأمر الذي يمنح بشار الأسد نفوذا خاصا على الإدارة الذاتية الكردية في وقت تتصارع فيه القوى العالمية على النفوذ في سوريا. وقالت إلهام أحمد، الرئيس المشارك للمجلس الديمقراطي السوري الذي يساعد في إدارة المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد شمالي سوريا ويطلق عليها الأكراد اسم (روج آفا)، إن “عفرين في حاجة إلى من يستطيع الدفاع عنها”. وأضافت: “نحن مستعدون للحوار مع النظام ولحل مشاكلنا معهم”، بحسبما ذكرت وكالة “اسوشيتد برس”. وتتردد الولايات المتحدة في الدخول بمواجهة عسكرية مع تركيا، العضو في حلف الناتو، لكن مسؤولي البيت الأبيض ربما استهانوا بعزيمة الأكراد على الدفاع عن عفرين، كما يقول موتلو سيفير أوغلو، المحلل المختص بالشؤون الكردية في واشنطن. وأضاف سيفير أوغلو: “الكثير من القادة السياسيين والعسكريين الرئيسيين للأكراد هم من عفرين، وعفرين، في القلب والعقلية الكردية، جزء لا يتجزأ من (روج آفا)، كردستان السورية”. وقال نيكولاس دانفورث، الخبير في الشؤون التركية بمركز سياسة الحزبين بواشنطن، إن حملة تركيا أدت إلى توتر العلاقة بين الأكراد وواشنطن، وهو أمر يمكن لأردوغان أن يشير إليه على أنه نجاح بعد 3 سنوات من التقارب بين الجانبين رغم اعتراضات أنقرة الشديدة. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية “منظمة إرهابية” وامتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي قاتل من أجل حكم ذاتي للأكراد في تركيا.
مشاركة :