لم يتبادر إلى مخيلة رجل الأعمال سليمان بن محمد البدير، أنه سيصبح واحدا من كبار رجال التجارة، بعد رحلة كفاح ومثابرة بدأها من الصفر في سن صغيرة جدا، حتى استطاع أن يشيد مشاريـع ومصانع للشاي أسهمت في دفع عجلة التنمية بالوطن. وشكلت مسيرة البدير العملية طوال عقود مضت نقطة مضيئة في حياته كأنموذج مشرق في الجد والاجتهاد والعمل الوطني الفاعل الذي أبرزته منجزاته العديدة التي ساهم من خلالها في بناء وطنه بالعمل الدؤوب، بعد أن اشتغل بالتجارة في الشام لفترة طويلة، ومن ثم انتقل إلى الحدود الشمالية (مدينة القريات) وواصل في ممارسة التجارة، وعندما شعر أن عمله يتطلب إجادة اللغة الإنجليزية، سافر إلى بريطانيا، ولم تمنعه الدراسة من مواصلة تجارته وكفاحه بل ظل يتابع أعماله أولا بأول، وتوج جهوده بالمساهمة في العديد من الأعمال الخيرية في أنحاء متفرقة من المملكة. ويقول البديـر: عندما أعود من حين لآخر إلى العلا، أسترجع ذكريات الماضي حين كنت في ريعان طفولتي وشبابي مع أقراني الذين اشتغلت معهم في الزراعة، والبناء، ولن أنسى العيون الجارية التي كان يزيد عددها أكثر من 45 عينا آنذاك. وأضاف : «حين أذهب إلى حارتنا القديمة في (الديرة) لا أعرف البيوت ولا أعرف الوجوه ولا السحنات حيث تغيرت التركيبة السكانية في العلا عن الماضي وأشياء كثيرة، ربما أن هذا هو ما يسمونه التنمية والتحضر. ويضيف العم سليمان ودموع الحزن والفرح تبدو على محياه بأنه لاينسى أصدقاءه وزملاء طفولته التي عاشها في مسقط رأسه حيث يزاورهم ويلتقي معهم في كل زياراته للعلا.. وأخيرا.. يبقى العم سليمان بن محمد البديـر رمزا من رموز الاقتصاد الوطني وتبقى رحلة كفاحه وعصاميته قدوة للأجيال وتأكيدا لقيمة العمل والاجتهاد باعتبارهما الطريق الوحيد لتحقيق النجاح.
مشاركة :