شاعرة سعودية وصل اسمها للعالمية، كتبها الشعرية تمت ترجمتها إلى «الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية»، دائماً منشغلة بأفق إبداعي تغرد فيه، وبسماوات شعرية تسكب فيها حروفها، وإلى جانب الشعر فهي صحفية، لكن عملها بالصحافة روّضته ليكون في خدمة الأدب والثقافة أيضاً، إنها عصفورة الشعر السعودي.. الشاعرة «هدى الدغفق»، التى التقتها «ثقافة اليمامة» وكان لنا هذا الحوار.. ،، صحفية أم شاعرة، ماذا تفضلين؟! - لا يمكن أن تسأل شاعراً هذا السؤال دون أن يقول إنه شاعر وحسب. فالشعر هو الأساس الذي يقتحم، بل يقحمك إلى الدخول أنى شئت، الشعر هو بوابة الدخول إلى العالم وليس إلى الصحافة فحسب، حين تكون شاعراً فأنت تمتلك سلاحك الثقافي ولغتك التي تؤهلك إلى خوض غمار الثقافة بكل توجهاتها. ،، انتماؤك لأسرة محافظة، منعك من كتابة اسمك على كتاباتك فى بداياتك، كيف تجاوزت ذلك؟! - الاسم ليس هو المهم، بل المهم هو أن تقنع الآخرين ومنهم عائلتك بهوايتك وقدراتك وتكسب الثقة التي تؤهلك إلى القبول والاحترام، كأية عائلة نجدية كانت أسرتي تخشى إزعاج المحيط القريب لها، وربما خشيت بسبب التقاليد تلك الموجة التي كانت سائدة آنذاك من كشف اسم الأنثى وحسب، وهو خوف استوعبته وقدّرته في مرحلته وتجاوزته أنا وعائلتي بفضل إصراري وثقتي بفعل الكتابة ولم يكن هذا عائقاً لاستمراري في الكتابة. ،، حين خرجت من الخيمة، وشققت البرقع.. ماذا رأيت؟! - رأيت ذاتي أولاً وبوضوح كبير، رأيت كل امرأة سعودية، وشق البرقع كناية مواربة عن معنى الحواجز الاجتماعية التي تواجه المرأة وتحول بينها وبين تحقيق ذاتها ومكانتها. ،، الثالوث المحرم (الدين، السياسة، الجنس)، هل من السهولة التعرض له أو تجاوز خطوطه الحمراء في كتاباتك وأشعارك؟ - ليست تلك المصطلحات خطوطاً حمراء في عصر العولمة والتقنية، أنت تتحدث عن مسائل باتت لا تعتبر محرمات، وليس التعرض المنطقي لأي موضوع محرماً، فنحن في عصر الحوار الإيجابي فيما هو أشد خطورة من ذلك. ،، ذات يوم، وصفتك الدكتورة فاطمة إلياس بأنك «عصفورة الشعر النسائي السعودي»، فهل لنا أن نعرف أهم ملامح الشعر النسائي بالمملكة من عصفورته؟! - أبرز ملامحه أنه تجاوز السائد الذي قيل إنه انحبس في إطاره، ثم إنني ضد التصنيف بشعر نسوي وذكوري، فالشعر السعودي بشكل عام أضحت له هويته التي تفوقت على كثير من التجارب الشعرية العربية بدليل تلك الدراسات المكتظة له وعنه وفيه، شعرنا قارئ لهويته ولهوية غيره بشكل ممتاز خاصة شعراء قصيدة النثر. ،، برأيك.. هل هناك موضوعات تغلب على الشعر السعودي المعاصر وتفرض نفسها عليه؟ - ليس هناك موضوع بعينه فالشعر السعودي ذاته هو جزء لا يتجزأ من خريطة الشعر العربي. ،، من واقع تجربتك فى الترجمة.. إلى أي مدى أسهمت الترجمة في نشر الأدب السعودي عالمياً؟! - أسهمت الترجمة في التعريف بالشعر السعودي كتجارب تستحق ترجمتها لأنها قادرة على إثبات قدراتها الإبداعية التعبيرية وليست الترجمة سوى طريقة تقليدية للتواصل الثقافي وحسب، وأعتقد أن المبدعين السعوديين اجتهدوا في التواصل الثقافي بشكل ممتاز لأنهم يبحثون عن تلك الحلقة المهمة في مد جسور الثقافة. ،، لو طُلِبَت منك شهادة على عصرك الشعري في سطرين، فماذا ستقولين؟ - إنه عصر اكتظ بكثير من التجارب الثقافية المتميزة في كتابتها وإبداعها برغم ما تعرضت له حقبة الثمانينيات من تطرف آيديولوجي خنق كثيراً من تجاربها، إلا أنها نجت منه بفضل قناعاتها ومرونتها الإبداعية والثقافية. ،، بصفتك عضواً في النادي الأدبي في الرياض، ما تقييمك لدور النوادي الأدبية بالمملكة؟ - للأندية الأدبية أدوار مهمة في تفعيل الثقافة على المستوى الاجتماعي والإنساني بأبعاده الممكنة كافة، وكان لها فضل كبير في نشر وطباعة ودفع نتاج كثير من الأسماء الإبداعية الشابة والمخضرمة التي تراها الآن وانتشار تجاربها عربياً وعالمياً. ،، هل المرأة المثقفة نالت نصيبها من إدارة الأندية والمؤسسات الثقافية بالمملكة؟ - إلى حدٍ ما.. ،، ما نظرتك إلى الجوائز الأدبية؟، وما رأيك في بعض الأدباء الرافضين تسلم مثل هذه الجوائز؟ - هذه حرية شخصية، وما زلت أرى أن تلك الجوائز تتخللها بعض الوساطات والمصالح الشخصية التي تنحاز إلى تجارب أدبية إبداعية دون أخرى. مثل تنحية شعراء قصيدة النثر من كثير من التجارب العربية التي تهب الجوائز للشعراء، دون النظر إلى الإبداع بحيادية تامة. ،، لك ديوان بعنوان «ريشة لا تطير»، فإذا طارت.. إلى من يا تُرى تودين أن تصل؟!، وأي رسالة تبعثينها من خلالها؟ - من سماء الإبداع وإليها... وحسب!
مشاركة :