لندن (أ ف ب) - تعقد لجنة الطوارئ الوطنية البريطانية اجتماعا ثانيا السبت ردا على هجوم بغاز أعصاب استهدف جاسوسا مزدوجا روسيا سابقا. وستترأس وزيرة الداخلية آمبر راد اجتماع اللجنة المعروفة باسم "كوبرا" عند الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش لمعرفة آخر ما توصلت إليه الشرطة في هذا الملف، وفقا للحكومة. وتتعامل السلطات مع الاعتداء الذي استهدف سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزبري (جنوب غرب بريطانيا) على أنه محاولة قتل. وانتشر نحو 180 عنصرا، بينهم خبراء في الحروب الكيميائية في انحاء المدينة بعدما طلب المحققون الحصول على مساعدة من المختصين. وقالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إن بريطانيا سترد بشكل مناسب إذا ثبت تورط دولة في محاولة القتل. وتسابق السلطات الزمن لتحديد مصدر غاز الأعصاب الذي استخدم ضد سكريبال الذي قدم إلى بريطانيا عام 2010 في اطار صفقة لتبادل الجواسيس. واتهم وزير الخارجية بوريس جونسون موسكو بتنفيذ المحاولة. أما وزير الأمن بن والاس، فقال لإذاعة "بي بي سي" السبت إن الحكومة جاهزة للرد "بكامل قوى الموارد البريطانية". وأضاف أن الهجوم يعد "حادثة جدية للغاية تحمل عواقب مريعة". وقال "قدم أحد ما إلى أراضينا (...) وارتكب باستهتار وصفاقة ما بدا وكأنه جريمة سيئة للغاية باستخدام غاز للأعصاب تحظره جميع القوانين الدولية (...) وعرض الكثير من الأشخاص إلى الخطر". وأفادت صحيفة "ديلي تلغراف" أنه "من المتوقع أن تعلن (ماي) عن عقوبات" ضد روسيا "بحلول الاثنين". من جهتها، ذكرت صحيفة "ذي تايمز" أن مسؤولين بريطانيين يناقشون مع نظرائهم الأميركيين والأوروبيين ردا انتقاميا منسقا قد يشمل "اجراءات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية" في حال ثبت أن موسكو تقف خلف الاعتداء. - "سلسلة كاملة من الوسائل" - وكان سكريبال يعمل لدى الاستخبارات الروسية برتبة كولونيل قبل أن يسجن في بلده لكشفه عملاء روس لجهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي6". وأعفي عنه عام 2010 ثم تم نقله إلى بريطانيا. وفي سالزبري، وسعت الشرطة تحرياتها لتشمل الأماكن التي كان يتردد عليها سكريبال (66 عاما) وابنته البالغة من العمر 33 عاما. وعثر على العميل السابق المزدوج وابنته غائبين عن الوعي على مقعد في المدينة. وهما حاليا في حالة حرجة ولكن مستقرة في مستشفى منطقة سالزبري. ويخضع كذلك نك بايلي، وهو أحد أول الضباط الذين وصلوا إلى المكان، إلى العلاج حيث تحسنت حالته بعدما كان نقل في البداية إلى قسم العناية المشددة. وأغلقت السلطات السبت الطريق المؤدي إلى منزل سكريبال. وفي هذه الأثناء، شوهد مسؤولون ببزات واقية من الأخطار البيولوجية يعملون إلى جانب عناصر الشرطة في مقبرة "لندن رود" حيث دفن زوجة سكريبال ونجله. وشوهد عناصر أمن كذلك ينصبون خياما زرقاء اللون للتحليل الجنائي على نصب نجله التذكاري قبل أن يضعوا موادا في عدة حاويات صفراء على ما يبدو. وقال النائب عن سالزبري في البرلمان البريطاني جون غلين إن "هناك سلسلة كاملة من الوسائل في جعبتنا" في حال تم التأكد من الجهة التي تقف خلف الحادثة. واضاف "الحكومة لن تتصرف باندفاع للرد على ما حصل. حان وقت الفحص الهادئ والمنطقي للحقائق". وأضاف "فقط فور التأكد (من هذه الحقائق)، سيتم التحرك بشكل مناسب. هناك سلسلة كاملة من الوسائل في جعبتنا بحسب مرتكب هذا العمل، بما في ذلك عددا من أدوات الضغط المالية والاقتصادية". روبين ميلارد © 2018 AFP
مشاركة :