ضاعف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيودلهي مبادراته وتصريحاته الودية حيال الهند، ساعياً الى جعل بلاده «بوابة دخول» للدولة العملاقة في جنوب آسيا إلى أوروبا. وقال خلال لقائه رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن «مغزى هذه الزيارة هو أن نجعل من الهند شريكنا الاستراتيجي الأول في المنطقة، وأن تصبح فرنسا شريككم الاستراتيجي الأول في أوروبا، وأبعد من ذلك في الغرب». وعلى رغم خلافاتهما، لفت ماكرون الى أن لدى الهند وفرنسا «الاهتمامات ذاتها والرؤية ذاتها للعالم»، من دون أن يخفي طموحه لانتهاز فرصة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لتحلّ باريس مكان لندن شريكاً استراتيجياً مميزاً لنيودلهي في أوروبا. وعلى الصعيد الأمني، وقّعت فرنسا والهند اتفاقاً لتعاون لوجسيتي في المحيط الهندي، يمنح القوات المسلحة الهندية منفذاً إلى القواعد الفرنسية في المحيط، مع السماح للقوات الفرنسية بالوصول إلى القواعد الهندية. وتملك فرنسا أضخم منطقة اقتصادية حصرية في المحيطين الهندي والهادئ، تبلغ مساحتها 9,1 مليون كيلومتر مربع، بسبب الأراضي التابعة لها في هذه المنطقة، وبعضها ناء جداً. أما بالنسبة الى الهند، فيندرج الاتفاق في سياق سياستها لتعزيز وجودها في المنطقة البحرية الاستراتيجية التي يتنامى فيها النفوذ الصيني. وقال مودي: «كلانا يؤمن بالسلام والاستقرار في العالم. منطقة المحيط الهندي ستؤدي دوراً مهماً جداً. نعتبر فرنسا من أقرب حلفائنا». أما ماكرون فلفت الى أن «قسماً كبيراً من الاستقرار في العالم ينبع من الاستقرار في المحيط الهندي»، مؤكداً أن هذا المحيط والمحيط الهادئ «لا يمكن أن يتحوّلا مواقع هيمنة». كما فازت باريس بعقود اقتصادية جديدة، أبرزها عقد قيمته 12 بليون يورو نالته مجموعة «سافران» لصنع الطائرات وشركاؤها، لتزويد الشركة الهندية للرحلات المتدنية الأسعار «سبايس جيت» بمحركات طائرات وصيانتها. ولم يُعلَن أي عقد جديد في مجال الدفاع، منذ بيع الهند 36 طائرة مطاردة من طراز «رافال» و6 غواصات من طراز «سكوربين» عام 2016.
مشاركة :