أوضح المهندس فهد الرفاعي المتخصص في الكهرباء والطاقة في رد على سؤال لـ»الرياض» حول فاعلية تركيب الأنظمة الشمسية وخصوصا في المنازل والمتاجر الآن؟ فقال: إن التريث مطلوب في الوقت الحالي لأن المهتمين بمجال خلايا الأنظمة الشمسية يرون أن الأمر يحتاج لربط هذه التقنية بواقع اقتصاديات الطاقة وتنظيمات رسمية التي يتم التركيب فيها، حيث أن العملية ليست فنية هندسية بحتة كما يتصورها البعض، بل يجب أن ننظر للأمر بصورة متكاملة، ففي المملكة مثلا، ننصح دائماً ألا يتم تركيب نظام الخلايا الشمسية المرتبط بالشبكة قبل تاريخ شهر يوليو من العام الجاري 2018م، لعدة أسباب خاصة بالمملكة هي: أنه بالرغم من صدور التنظيمات المتعلقة بتركيب الأنظمة الشمسية المصغرة على أسطح المنازل والمتاجر إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد، وسيتم البدء بتطبيق هذه التنظيمات والعمل بها ابتداء من شهر 7 المقبل 2018م. كما أن من الأسباب المهمة التي تدعونا للتروي في تركيب الأنظمة الشمسية في المساكن بالذات هو أنه لا يوجد إلى الآن أي مقاولين معتمدين لتركيب الأنظمة الشمسية، مع العلم أن هناك طلبات رفعت لشركة الكهرباء من المقاولين ولكن حتى الآن لم يتم اعتمادهم ولم يتم نشر أسماء المعتمدين من قبل الجهات المختصة أو شركة الكهرباء السعودية. وأضاف الرفاعي: كما أنه لم يتم الإفصاح إلى الآن عن الرسوم التي ستفرض على طلبات دخول الأنظمة الشمسية، حيث ورد في دليل التنظيمات أنه سيكون هناك رسوم لكن لم يتم تحديد مبالغ محددة، وحسب هيئة تنظيم الكهرباء فإنه جاري الإعداد لتصور هذه الرسوم. أضف إلى ذلك افتقاد السوق إلى شركات معروفة معتمدة تبيع مكونات هذه الأنظمة الشمسية، ومعظم الشركات الموجود في السوق هي مؤسسات مقاولات عامة أو مؤسسات تبيع الأدوات الكهربائية، وهي غير متخصصة 100 % في الطاقة المتجددة، ومن الصعب شراء نظام شمسي يكلف آلاف الدولارات من جهات قد تختفي من السوق لفشل استمرارها، في الوقت الذي يجب أن تضمن هذه الشركات النظام الشمسي لمدة 25 عاما. وبين أن من الأسباب أيضا أنه إلى الآن لم يتم الإفصاح عن الدعم المتوقع مقابل تركيب الخلايا الشمسية فوق أسطح المنازل سواء من الدولة، والتي أعلن عنها وزير الطاقة في أكثر من لقاء إعلامي، أو من أي جهات أخرى. لهذا لو اشترى أحد نظاما شمسيا فإنه قد يكلفه كثيرا الآن فيما لو اشتراه لاحقاً عقب صدور أنظمة دعم تحفز المواطنين وتشجعهم لتركيب أنظمتهم الشمسية. وأردف قائلا: في بعض الدول الغربية وصل الدعم عند بداية تطبيق الأنظمة الشمسية إلى 1000 دولار مقابل تركيب كل كيلو وات. مضيفا: والأحمال الكهربائية في المملكة ضخمة جدا مقارنة بالأحمال في المنازل الغربية أو بعض الدول العربية، بسبب صحراوية المناخ، الأمر الذي يجعل استثمار في الطاقة الشمسية مكلف ويجب الدخول له بعناية وحرص لأنه سيتم ضخ كميات كبيرة من الأموال ويجب ألا يدخل السوق إلا من يستطيع شراء هذه الأنظمة أو على الأقل توفير طرق دعم تمويلية لتملك الأنظمة، وهذه إلى الآن مفقودة في السوق السعودي، وربما تصدر لاحقا فيصبح امتلاك النظام الشمسي ببساطة مثل شراء سيارة بالتقسيط.. وإلى حين دخول هذه التنظيمات حيز التنفيذ، اعتقد أن الجهات المعنية ستقوم بتوفير ما ذكرته أعلاه حتى تسهل وتشجع أصحاب المساكن والمتاجر لامتلاك هذه الأنظمة الشمسية خصوصا إذا كان هناك نية لرفع تسعيرة الكهرباء مجدداً في الأعوام المقبلة. رسم توضيحي لتركيب الأنظمة الشمسية
مشاركة :