صفقة القرن تعيد التلويح بورقة اللاعب السوبر

  • 3/12/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - من البديهي أن يسيطر الشغف على عشاق أي ناد منذ اليوم الأول للإعلان عن التعاقد مع لاعب جديد يحظى بنجومية عالية ويمتلك مهارات فنية خاصة، ولا يهدأ هذا الشغف إلا مع الإفصاح عن اسم هذا اللاعب، وقتها يكون الجمهور المنتقد الأول للصفقة إما بالسلب وإما الإيجاب، ويدور الحديث عن أهمية اللاعب وحاجة الفريق إليه من عدمه، لكن هناك نجوما لا يختلف عليها أحد، فبمجرد طرح اسمها تشعر الجماهير وإدارة النادي بالسعادة لأنها ظفرت بصيد ثمين. وهناك أسماء رنانة استخدمها مسؤولو الأندية بدعوى التعاقد معها بملايين الدولارات، وهذا ما يحدث حاليا في نادي الزمالك المصري، الذي أعلن رئيسه مرتضى منصور، أنه اقترب من التعاقد مع لاعب من طراز خاص، لدرجة دفعته أن يكتب على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك قائلا “إنها الصفقة التي سيصاب معها غالبية جماهير الكرة المصرية بالإغماء”. انتقال التوأم حسام حسن وشقيقه إبراهيم من الأهلي إلى الزمالك في عام 2000، كان صفقة القرن بالمعنى الحقيقي للكلمة لكن الحديث عن صفقة من العيار الثقيل، أطلق عليها رئيس الزمالك “صفقة القرن”، وضعته في مرمى الاتهام بمحاولة التشويش على الأزمة المالية الأخيرة، والتي على وقعها قرر النائب العام تعيين لجنة للإشراف على الأوراق والمستندات المالية الخاصة بالنادي، على خلفية فتح حساب بنكي باسم عضو المجلس هاني زادة، ما اعتبرته النيابة مخالفا للقوانين. ثقة مرتضى أسكت رئيس الزمالك الاتهامات الموجهة إليه عندما أطل مساء السبت، من نافذة برنامج “على مسؤوليتي” الذي يقدمه الإعلامي المصري أحمد موسى على فضائية صدى البلد، وأخرج منصور عقدا يحمل غلافه شعار اتحاد الكرة المصري، ما يفيد أنه عقد شراء لاعب، وقال رئيس الزمالك “هذا هو العقد الخاص بالصفقة الكبرى”، وبالفعل تم توقيع العقد مع اللاعب الجديد، كما رفض أن يُطلع مذيع البرنامج على هذا العقد. وفاجأ منصور الجميع بأن طلب من مذيع البرنامج التوقيع على غلاف العقد، للتأكد من صحة كلامه وعلى أنه لم يقم بتغييره بعد ذلك، وصرح أنه لن يتحدث عن هذه الصفقة قبل السبت المقبل، وهو يوم الإعلان الرسمي، وانتهج مسؤولو مجلس إدارة النادي نفس النهج ورفضوا في اتصالات هاتفية أجرتها “العرب” معهم الحديث عن أي أمور تتعلق بالصفقة، واكتفى أحدهم بالكشف عن أن اللاعب قادم من أحد الأندية الأوروبية. وتكهنت العديد من وسائل الإعلام أن اللاعب الجديد لنادي الزمالك هو جون أوبي ميكيل، نجم منتخب نيجيريا ولاعب تشيلسي الإنكليزي السابق، في حين قال آخرون إنها مجرد فقاعات، لا سيما وأن النادي لا يمتلك الأموال الكافية للتعاقد مع لاعب يستحق فعلا لقب “صفقة القرن”، كما سخرت بعض الجماهير من هذه الحالة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتهكموا قائلين إن الصفقة الجديدة ربما تكون الأرجنتيني ليونيل ميسي أو رونالدو أو نيمار. وأدت أزمة تأخر تجديد لاعب الأهلي عبدالله السعيد مع النادي إلى طرح اسمه بقوة وخرجت أخبار تقول إن هناك مفاوضات تجري بين الزمالك واللاعب لأجل التعاقد معه، غير أن مرتضى منصور أعلن أنه لم يجر أي اتصالات مع عبدالله السعيد. وهو ما أكده أيضا مدير التعاقدات بالنادي الأهلي عدلي القيعي، وقال لـ”العرب” إن عبدالله السعيد لم يتحدث إطلاقا عن مفاوضات مع نادي الزمالك، ولفت إلى أن الاتفاق حول تجديد تعاقده مع الأهلي لا يزال محل تفاوض.   حالة التنافس التي تعيشها الأندية، خصوصا الجماهيرية منها، تجبر مسؤوليها على البحث عن لاعبين من طراز خاص أملا في تحقيق المزيد من البطولات وإرضاء الجماهير العريضة، لذا فإن التلويح الدائم بورقة التعاقد مع صفقات سوبر وسيلة جذب وإرضاء لهذه الجماهير، فضلا عن كونه استعراض عضلات أمام الأندية المنافسة. وأكد القيعي أن “اللاعب تلقى عروضا بمبالغ تفوق ما عرضه عليه الأهلي، لذا يجب أن نلتمس له الاعذار دون التجريح في شخصه، خاصة وأنه لاعب مطيع يتحلى بخلق حسن، ولم يحدث وأن دخل في أي أزمة طوال تواجده مع النادي الأهلي”. السعيد يبتعد وأضاف القيعي، أن الأهلي رفع المقابل المادي للسعيد إلى 10 ملايين جنيه في الموسم (نحو 570 مليون دولار)، بالإضافة إلى 5 ملايين أخرى نظير إعلانات، وقال إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال رفع قيمة الصفقة لأكثر من ذلك، حتى لا تحدث بلبلة داخل صفوف الفريق، لأن باقي اللاعبين حتما سيطالبون بالتساوي مع السعيد. وتترقب جماهير الزمالك يوم السبت المقبل بفارغ الصبر، بينما استراحت جماهير الأهلي لعدم رحيل نجمهم المدلل عبدالله السعيد إلى الغريم التقليدي، لا سيما وأن الناديين يمتلكان تاريخا طويلا من التباري على الصفقات وخطفها من بعضهما البعض، والأمثلة كثيرة منها المدافع شريف عبدالفضيل الذي كان قاب قوسين أو أدني من الانضمام إلى الزمالك، غير أنه حول وجهته إلى مقر الأهلي في اللحظات الأخيرة. كما أن انتقال التوأم حسام حسن وشقيقه إبراهيم من الأهلي إلى الزمالك في عام 2000، كان بمثابة صفقة القرن بالمعنى الحقيقي للكلمة، فقد دخلت الصفقة كالصاعقة على نفوس جماهير الأهلي، أما الصفقات السوبر التي تم التلويح بها في الدوري المصري، أثبتت الأيام أن أغلبها مجرد فقاعات بعيدة عن الحقيقة. وفي يناير الماضي وخلال فترة الانتقالات الشتوية، دار الحديث عن إعلان النادي الأهلي التعاقد مع لاعب عالمي، وهو ما نفاه المدير الفني للفريق حسام البدري لافتا إلى أن الفريق يضم لاعبين على مستوى عال، وخلال الفترة نفسها أعلن رئيس نادي سموحة فرج عامر، تفاوضه مع اللاعب الكاميروني صامويل إيتو لاعب برشلونة السابق، وترقبت الجماهير قدوم اللاعب، لكن التصريحات لم تكن صحيحة من الأساس. وغيرها من التصريحات التي اعتادت عليها الجماهير المصرية، مثل بناء فريق الأحلام والتعاقد مع لاعب عالمي شهير أو ربما صفقة القرن، دون وجود معايير توضع على أساسها هذه المسميات الرنانة.

مشاركة :