أصبحنا فى مجتمع لا يتحدث إلا بصراخ و تحولت هذه العادة الى لغة الحوار الأساسية بين أفراد المجتمع و خاصة الآباء و أطفالهم و لا يعي أغلب الآباء و الأمهات أثار الدمار والكوارث النفسية التى سوف يحصدونها فى أطفالهم فى المستقبل فيما نتيجة هذا الصراخ الذى يظهر أثره تدريجيا الإنذار والوعيد : قالت دكتورة إيمان دويدار استشارى الصحة النفسية لـ «صدى البلد» أن الأم عندما تطلب من طفلها القيام بشىء والامتناع عن شىء آخر وترفع صوتها بالصراخ فى إلقاء الأوامر أو التوجيهات، فإن ذلك سيجعل الطفل يخاف ويطيع أمه ولكنه سرعان ما سيقابل ذلك بالفعل المضاد فى المرة المقبلة وحذرت استشارى الصحة النفسية من استمرار الأم فى توجيه طفلها بالصوت العالى مع استخدام أصابع يديها للإنذار والوعيد، لأن ذلك سيجعل منه فى المستقبل شخص فاقد للثقة، ضعيف الشخصية، غير قادر على مواجهة المشكلات .طفل مشاغب شديد العدوانية :وأشارت إلى أن استخدام الصوت العالى والصراخ من أسوأ طرق التعامل مع الأطفال لما يتركه لديهم من تأثير سيئ على مشاعرهم، وجعل الأطفال فى حالة توتر دائم وتوقع لكل ما هو سيئ ويحطم نفسيتهم وليس له فائدة أو تأثير فى تربيتهم، ويمثل قدوة سيئة لهم فى التعامل مع الآخرين ويخلق طفل مشاغب شديد العناد والعدوانية .أمراض نفسية :وأوضحت الدكتورة إيمان دويدار أن الصراخ فى وجه الطفل يؤكد على ضعف شخصية الأم وقلة حيلتها فى تربية أطفالها، والبيت الذى تعلو فيه الأصوات يعتبر مناخ مناسب لإنتاج أفراد مصابين بأمراض نفسية، كالقلق والاكتئاب، حيث سيشعر الطفل بأنه غير مقبول من أسرته، وتصرفاته كلها خطأ ويفقد الثقة، بالإضافة إلى أن يحدث رابط سلبى لدى الطفل بذكره بمواقف تألمه كلما سمع صوتا مرتفعا وصراخ، وقد يدوم معه طوال حياته ويظل يعيش المشاعر السلبية دائما ويستشعرها مثلما كان طفلا .أطفال يصرخون فى وجه والديهما :وحذرت خبيرة الطب النفسى من هذه السلوك لأن الطفل سرعان ما يكتسبه من الأم أو الأب ويمارسه على أصدقائه أو أطفال العائلة، ويستمر معه عندما يكبر، لذلك اصبحنا نرى البنت أو الولد يصرخان فى وجه والديهما.العقاب بالضرب :وشددت الدكتورة إيمان دويدار على عدم معاقبة الأطفال بالضرب نهائيا، لأن بعض الأباء يعتقدون أنها وسيلة لا غنى عنها فى التربية وتقويم سلوك الطفل، فيجب تجنب الضرب نهائيا فى عقاب الأطفال واستخدام وسائل الحرمان سواء من المصروف أو اللعب وغيره من الوسائل التى تعتبر أكثر تأثيرا على الطفل فى تقويم سلوكه .مشاعر الغضب :ووجهت خبيرة الطب النفسى نصيحة للأم قائلة:"عندما تنتابك مشاعر الغضب الشديد أن تسيطرى على مشاعرك قدر الإمكان، بالاستعاذة بالله من الشيطان، والتزام الصمت أو الانسحاب للتفكير حتى تتخذى الأسلوب الأمثل للعقاب وليكن الحوار هو الأسلوب الأمثل للتأثير فى سلوك الطفل ولتكونى خير قدوة لهم فى ضبط النفس" .
مشاركة :