3 ألغام تهدد لقاء ترامب وكيم جونج أون

  • 3/12/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الإعلان المفاجئ عن عقد لقاء بين الرئيس ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، فاجأ الجميع، لدرجة دفعت البعض للقول إنه أكثر من أن يكون حقيقة. وتراوحت ردود الأفعال بين الحماس والحذر إلى الاستياء من قبول ترامب للدعوة، وبدا أن البيت الأبيض يتخلى عن قراره المفاجئ قليلاً عندما أعلن في مؤتمر صحفي الجمعة، أنه يتعين على كوريا الشمالية اتخاذ “خطوات ملموسة وقابلة للتحقق” قبل عقد الاجتماع. وبالنظر إلى عقود من المحاولات الفاشلة لحل المشكلة النووية الكورية الشمالية، صحيفة “واشنطن بوست” كشفت عن 3 تحديات أساسية قد تفشل الاجتماع التاريخي. المصداقية لكي توافق كوريا الشمالية على نزع أسلحتها النووية، يجب على كيم أن يقتنع بصدق أن الولايات المتحدة لن تضر ه، ولكن هذا ليس سهلا، خاصة مع سجل واشنطن في اﻹطاحة بالديكتاتوريين، وآخرهم العراق وليبيا. تعزيز مصداقية الضمانات الأمريكية سوف يتطلب اتخاذ تدابير مكثفة، مثل ضمان شخصي من ترامب، وقرار من الكونغرس،  أو دور صيني كضامن لأي اتفاق سلام، ولكن حتى هذه الإجراءات التي يصعب ترتيبها، قد لا تكون كافية لإرضاء نظام مقتنع بأن الولايات المتحدة تسعى للإطاحة به. وفي ضوء سجل حافل بانتهاك الاتفاقات التي وقعوها في الماضي، يعتقد معظم المراقبين أن كوريا الشمالية سوف تغش وتواصل توسيع برنامجها النووي في الأشهر المقبلة، ولإثبات أنها جادة بشأن نزع سلاحها النووي، يتعين على “كيم” قبول عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس في المواقع النووية المعروفة فقط، ولكن أيضًا في المواقع العسكرية السرية، هذا شىء معظم الدول، ناهيك عن دولة مثل كوريا الشمالية، من الصعب قبوله. ثغرات الاتفاقات بالنسبة ﻷمريكا، السيناريو المثالي، عودة كوريا الشمالية لنتائج المحادثات السداسية التي جرت عام 2005، حيث تلزم بيونجيانج بنزع سلاحها النووي مقابل ضمانات أمنية واقتصادية، لكن الاتفاق لا يمنع كوريا الشمالية من الانخراط في أعمال استفزازية أخرى، مثل الأنشطة العسكرية التقليدية أو الهجمات السيبرانية، وأي عدوان غير نووي من جانب كوريا الشمالية قبل أو في أثناء أو بعد المحادثات يمكن أن يؤدي بسرعة لانهيار أي تقدم. كذلك تتوقع كوريا الشمالية أيضا أن تمتنع الولايات المتحدة عن فرض عقوبات إضافية أو المشاركة في إجراءات عقابية أخرى في أثناء المفاوضات، خاصة أنها تركت المحادثات السداسية، عندما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات مالية على بنك في ماكاو بتهمة غسيل أموال لكوريا الشمالية. موقف واشنطن في ذلك الوقت، أن العقوبات كانت مبررة ومفصولة عن العملية السداسية، لكن كوريا الشمالية لم توافق. والثلاثاء الماضي، عندما انتشرت الأخبار أن كوريا الشمالية مستعدة للتفاوض، كانت هناك بالفعل علامات على أن التاريخ يعيد نفسه، ففي نفس اليوم، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن عقوبات جديدة، وإن كانت رمزية. وللتغلب على هذه الفجوات المتوقعة، يمكن للجانبين وضع قواعد تفصيلية للتعامل، لمنع انهيار المحادثات رغم أن هذا يتطلب مفاوضات مسبقة موسعة، وعلى طاولة المفاوضات، يمكن للولايات المتحدة أن تدفع باتجاه التوصل لاتفاق شامل يمتد إلى ما هو أبعد من برنامج كوريا الشمالية النووي لمحاولة منع خيبة الأمل المتبادلة التي أعقبت الاتفاق النووي الإيراني، لكن من المرجح أن تقاوم بيونج يانج توسيع نطاق المفاوضات إلى المجال غير النووي. النتائج المتوقعة المحادثات لا يمكن أن تحقق نتائج إذا كان لدى واشنطن وبيونجيانج أهدافا نهائية مختلفة عن المفاوضات، وبينما قد تكون الولايات المتحدة مستعدة للتوقيع على اتفاقية سلام يؤكد عدم ضربها لنظام كيم، إلا أن بيونجيانج قد تكون تسعى لشيء مختلف تمامًا. وفي ظل هذه التحديات الهائلة، فإن فرص أن يؤدي هذا اللقاء إلى حل نهائي للأزمة النووية الكورية الشمالية، هو احتمال ضئيل. ولكن بعد قبول البيت الأبيض دعوة كيم، فإن التخطيط الدقيق لما يمكن وما لا يمكن وضعه على طاولة المفاوضات، بجانب التنسيق الوثيق مع الحلفاء، ودبلوماسية جريئة من دونالد ترامب وكيم جونج أون أن يمهد الطريق إلى شبه جزيرة كورية أكثر استقرارا.

مشاركة :