شاهد الكوريون الجنوبيون اللقاء الأخير بين الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، اليوم الأحد، بمزيج من الأمل والشك، متسائلين هل ستكفي تلك القمة المرتجلة لكسر الجمود في المفاوضات النووية والحوار بين الكوريتين أم لا. كان لقاء ترامب وكيم على الحدود بين الكوريتين، في المكان الذي شهد توقيع هدنة قبل 66 عامًا لوقف القتال الذي أودى بحياة الملايين، هو الثالث بينهما بشكل عام والأول منذ قمتهما النووية الأخيرة في فبراير الماضي في هانوي، فيتنام، والتي فشلت بسبب خلافات في الآراء حول تخفيف العقوبات ونزع السلاح.قال بعض الكوريين الجنوبيين، وفقا لما نشرته الأسوشيتد برس، إن اجتماع اليوم سيساعد في كسر الجمود المستمر منذ أشهر في المفاوضات النووية بعد انهيار قمة هانوي وسيعمل اللقاء على إحياء أجواء إيجابية تدفع للسلام، غير أن آخرين عبروا عن يأسهم من أن تؤدي تلك القمة المرتجلة ما لم تستطع تأديته القمة السابقة التي كان معد لها بشكل كامل. وأثار الكوريون مخاوف بشأن ما اعتبروه صوت كوريا الجنوبية المتراجع في خضم الجهود الدولية للتعامل مع جارتها الشمالية.منذ قمة هانوي، أبطأت كوريا الشمالية بشكل كبير الحوار والمشاركة مع كوريا الجنوبية، بينما طالبت سيول بالابتعاد عن واشنطن واستئناف المشروعات الاقتصادية بين الكوريتين التي أعاقتها العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على كوريا الشمالية.جاء اجتماع الأحد بين ترامب وكيم في قرية بانمونجوم الحدودية بعد أيام من تعهد زعيم كوريا الشمالية "بعدم العبور" من جديد إلى كوريا الجنوبية مرة أخرى عند التعامل مع الولايات المتحدة.أعرب مين جونج وون، وهو طالب دراسات عليا في سيول، يبلغ من العمر 26 عامًا، عن أمله في أن يساعد اجتماع ترامب-كيم في تحسين العلاقات الثنائية بين الكوريتين. لكن كيم داي وون، وهو عامل يبلغ من العمر 40 عامًا، قال إن اجتماع ترامب-كيم كان مشهدًا للدعاية ليس إلا، وأنه فشل في معالجة الاختلافات الأساسية بين واشنطن وبيونج يانج التي تم الكشف عنها في هانوي. وأضاف إن أعلام الولايات المتحدة وكوريا الشمالية التي أثيرت على الجانب الكوري الجنوبي من القرية الحدودية ترمز إلى كيف تم تهميش سيول في عملية حل الأزمة النووية، على الرغم من دورها المحوري في التوسط في القمة الأولى بين ترامب وكيم يونج أون في يونيو الماضي في سنغافورة. دشن ترامب حملته لإعادة انتخابه، ووفقا للأراء التي نشرتها الأسوشيتد برس، يعتقد بإن هذا الإجتماع مجرد دعاية إنتخابية لإعادة انتخاب الرئيس الأمريكي لدورة ثانية في الوقت الذي يواجه فيه إنتقادات كبيرة في أمريكا.
مشاركة :