أكد مرصد الأزهر للغات الأجنبية، أن القدس والمسجد الأقصى يحتلان مكانةً خاصّة ومُمَيَّزة في قلوب المسلمين حول العالم، وتُستَمَدّ هذه المكانةُ ممّا للقدس والمسجد الأقصى من تاريخٍ عريق، بدأ مع ظهور الدعوة الإسلامية؛ فهو أولى القبلتين، وهو مَسْرى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم).وقال المرصد، فى تقرير عن القدس والأقصى، إن القرآن الكريم سجّل ذلك؛ حيث يقول الله تعالى: "سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (الإسراء: 1)، ومنذ بداية تَوافُد اليهود الصهاينة إلى أرض فلسطين بعد وعد بلفور الذي صدر عام 1917، كان الأزهر حاضرًا وبقوّةٍ في دعم أهل فلسطين في الدفاع عن أرضهم وعن المُقَدَّسات الإسلامية والمسيحية.وذكر أنه طَوال تاريخ القضية الفلسطينية الذي يقترب من القرن، لم يتوقف الأزهر الشريف وشيوخه وهيئاته المختلفة، عن التوعية بالقضية على المستويات كافّةً؛ من خلال عَقْد المؤتمرات الدولية وعلى مستوى العالم الإسلامي، التي جاءت توصياتُها جميعًا مؤكّدةً عروبةَ القدس، وضرورة احترام مقدساتها الدينية المختلفة، مع ضمان حرية ممارسة المَقْدِسيين لشعائرهم الدينية في دُور عبادتهم دون قيود.وشارك طلاب الأزهر وشيوخه منذ البداية في الأعمال الميدانية، سواء في ساحة القتال، أم في جهود توفير الدعم للمُشَرَّدين من أبناء فلسطين ممّن هَجَّرتهم الجماعات الصهيونية المسلحة.وأشار إلى أنه لم تَغِبْ هذه القضية العربية التي تَمَسّ المسلمين جميعًا، بل والمسيحيين أيضًا، عن الأزهر في حاضره؛ حيث يولي الأزهر الشريف أولويةً قُصوى لهذه القضية، وكان من آخِر جهود الأزهر في هذا السياق "مؤتمر الأزهر العالمي لنُصْرَة القدس"، الذي دعا إليه الأزهر علماءَ من مختلِف الأديان، إضافةً إلى سياسيين ومفكّرين بارزين.وجاء مؤتمر الأزهر في وقتٍ دقيق تمرّ به قضية القدس الشريف؛ حيث أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن اعتزام الولايات المتحدة نقْلَ سفارتها لدى الكِيان الصهيوني إلى القدس، التي تعتبرها عاصمةَ الكِيان.وأظهر مؤتمر الأزهر الأخيرُ، الحاجةَ الملحّة إلى التواصل الدولي؛ من أجل تكوينِ جبهاتٍ شعبية وأكاديمية تعمل على التعريف المتواصل بالقضية وإثارتها على المستويات كافّةً، من خلال التوَجُّه القانوني نحو المنظمات والمحاكم الدولية من أجل العمل على استصدار قراراتِ إدانةٍ للكِيان الصهيوني؛ لما يقوم به من أنشطةٍ تَهدِف إلى تهويد القدس ومنْع المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى.كما تعمل هذه الجبهاتُ على تنفيذ القرارات الأممية والدولية الكثيرة التي صدرت في هذا الصدد، و كذلك على إنشاءِ مكاتبَ لها في الدول الغربية والولايات المتحدة؛ من أجل تعريف شعوب هذه البلاد بالقضية، لخلْق نَوعٍ من الضغط على حكوماتهم؛ لكي تَتَبَنّى سياساتٍ عادلةً تُجاهَ القضية الفلسطينية.
مشاركة :