روسيا تتذرع بالإرهاب لتبرير مواصلة الهجوم على الغوطة الشرقية

  • 3/12/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك – قال فاسيلي نيبنزيا سفير روسيا بالأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي الاثنين إن الحكومة السورية لها "كل الحق في السعي للقضاء على الخطر الذي يهدد مواطنيها" ووصف ضواحي دمشق بأنها "مرتع للإرهاب". وفي الوقت الذي تدفع فيه معظم الدول الأعضاء في مجلس الأمن لوقف فوري في الغوطة الشرقية واتاحة الفرصة لإدخال مساعدات الإغاثة للمنطقة المحاصرة والتي تتعرض لأسوأ وأوسع هجوم منذ أسابيع، تحرص روسيا على تقويض أي جهد يفضي إلى تهدئة لمدة شهر على الأقل. وجاءت كلمة الدبلوماسي الروسي بينما طالبت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي الاثنين بالدعوة إلى وقف إطلاق النار في دمشق ومنطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة حيث تقول القوات الموالية للرئيس بشار الأسد إنها تستهدف جماعات "إرهابية" تقصف العاصمة. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، إن الولايات المتحدة تضغط من أجل التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار بتفويض من الأمم المتحدة في سوريا "دون ثغرات في مكافحة الارهاب لتختبئ خلفها إيران أو روسيا أو (الرئيس السوري) الأسد". وأوضحت هالي أن الولايات المتحدة وزعت قرارا جديدا حيث أن قرار وقف إطلاق النار الذي دعت إليه في 24 فبراير/شباط لم يتم تنفيذه. وحذرت من إنه إذا لم يتم الاتفاق على وقف إنساني لإطلاق النار على الصعيد الوطني لمدة 30 يوما، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءاتها الخاصة. وقالت هالي "الولايات المتحدة ما زالت مستعدة للتحرك إذا تعين علينا ذلك ليس هذا هو الطريق الذي نفضله، لكنه طريق أوضحنا أننا سنسلكه ونحن مستعدون لأن نسلكه مرة أخرى." وكانت الولايات المتحدة أطلقت عشرات الصواريخ ضد قاعدة جوية سورية العام الماضي ردا على هجوم كيماوي قال محققو الأمم المتحدة إن الحكومة السورية شنته. ووصفت الأمم المتحدة الغوطة الشرقية بأنها "جحيم على الأرض". ووزعت الولايات المتحدة مسودة قرار على أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر تطالب بوقف فوري للقتال لمدة 30 يوما كما تطلب من الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش "الإسراع بإعداد مقترحات لمراقبة تنفيذ وقف القتال وأي تحرك للمدنيين". ولم يتضح بعد الموعد الذي ستطرح فيه المسودة للتصويت. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد أن هجوم الجيش السوري على الغوطة الشرقية بدعم جوي ومدفعي قتل حوالي 1160 شخصا منذ 18 من فبراير/شباط مع سعي الرئيس بشار الأسد لسحق آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة. كما أعلن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر الاثنين أن فرنسا طلبت من روسيا العمل على "وقف اراقة الدماء" في سوريا، وذلك قبيل اجتماع لمجلس الأمن مخصص لوقف اطلاق النار في هذا البلد. وقال دولاتر في تصريح صحافي "بإمكان روسيا وقف اراقة الدماء"، مضيفا "نعلم أن روسيا استنادا إلى نفوذها لدى النظام ولمشاركتها في العمليات، قادرة على اقناع النظام عبر ممارسة كل الضغوط اللازمة لوقف هذا الهجوم البري والجوي" على الغوطة الشرقية. واستطاع النظام السوري تقسيم الغوطة الشرقية إلى 3 أجزاء بعد تمكين سيطرته على بلدة مديرا الأحد ومحاصرته لمدينة حرستا الاثنين. واقتحمت قوات النظام الغوطة من الجهة الشرقية وتمكنت من الوصول إلى إدارة المركبات الخاضعة لسيطرة النظام في حرستا، لتتمكن بعدها من فصل حرستا عن باقي أجزاء الغوطة. وتقدمت قوات النظام الأحد بعد السيطرة على بلدة مسرابا وسط الغوطة وتمكنت من تقسيم الغوطة الشرقية إلى شطرين بعد احكام السيطرة على بلدة مديرا. وفي الأثناء تواصل القوات السورية وحلفائها استهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بالرغم من قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار. وتتعرّض الغوطة التي يقطنها نحو 400 ألف مدني، منذ أسابيع لحملة عسكرية تعتبر الأشرس من قبل النظام السوري وداعميه. وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بالإجماع في 24 فبراير/شباط بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يوما ورفع حصار النظام عن الغوطة غير أن الاخير لم يلتزم بالقرار. وفي مقابل قرار مجلس الأمن، أعلنت روسيا في 26 من الشهر نفسه، "هدنة إنسانية" في الغوطة الشرقية تمتد 5 ساعات يوميا فقط وهو ما لم يتم تطبيقه بالفعل مع استمرار القصف على الغوطة.

مشاركة :