رغم كل الأكاذيب والخدع، من أجل إخفاء الأبعاد الحقيقية لانتفاضة 28 ديسمبر في إيران، اعترف نظام الملالي، وعلى لسان وزير الداخلية الإيراني رحماني فضلي بتوسع الاحتجاجات، قائلاً: «إن سمة هذه الاحتجاجات كانت أبعادها الواسعة في ليلة أو ليلتين وانتشرت ووصلت إلى 100 مدينة، وكانت هناك مواجهات في 42 مدينة أخرى، وزحفت الاحتجاجات إلى المدن التي ربما لم يسمع كثيرون أسماء هذه المدن حتى ذلك الحين لأن تراكم الاستياء قد تكثف وأصبح عامًا، وهو يظهر حيثما وجد فرصة البروز، مؤكداً إصابة حوالي 900 من عناصر قوى الأمن. وأضاف وزير داخلية النظام الذي لم يكن بإمكانه إخفاء قلقه من استئناف اندلاع الانتفاضة، قائلاً: في دراسات أعمق، نجد عوامل أخرى كانت الدعامة الأساسية للأحداث، وللأسف، ما زلنا مهددين بتلك الحوادث، وقال في اعتراف بمشاعر الكراهية خاصة للجيل الشاب من نظام الملالي: بعد 39 عاماً نواجه جيلاً لديه طلبات واحتياجات متفاوتة من إطار النظام والقيم الدينية والأذواق والمعتقدات والأفكار والعلاقات والطلبات. وأضاف أن عدم الاهتمام بهذه الطلبات تسبب تراكم الاستياء والإحباط وهذا ما يظهر وجوده في مكان ما أخيراً. كما قال الحرسي حسين ذوالفقاري مساعد وزير الداخلية الإيراني وسكرتير مجلس أمن النظام عن انتفاضة 28 ديسمبر إنه لم يكن لدينا مثل هذه الظاهرة في الماضي، كانت الاحتجاجات سريعة جداً وانتشرت عموماً في المدن والبلدات الصغيرة وكان العنف أكثر من المعتاد في الاحتجاجات وتخطت كل التيارات السياسية في البلاد واتسعت بسرعة فائقة وكانت أعمال العنف أكثر من آي وقت آخر، معظم المعتقلين ليس لديهم سوابق أمنية و85 بالمائة منهم دون 35 عاماً، وفي هذا الصدد يجب الانتباه أن 70 بالمائة من سكان البلاد أعمارهم دون 40 عاماً». في الوقت الذي اجتاحت فيه انتفاضة العمال والمزارعين والكادحين الآخرين والمحرومين والمواطنين المنهوبة أموالهم، طهران وخوزستان وأصفهان وكردستان وأراك، فإن هذه التصريحات لا تعكس إلا خوف نظام الملالي من الحالة المتفجرة التي يعيشها المجتمع والغضب الساطع العام لدى أبناء الشعب الذين قرروا القضاء على هذا النظام الفاسد والعائد إلى القرون الوسطى إلى الأبد ومحوه من تاريخ إيران.
مشاركة :