«مستقبل التحول».. ماذا يريد الكتاب من القارئ؟

  • 3/13/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ينطلق معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام في موسم الربيع المعتاد ما بين 14 – 24 مارس، مقدماً أكثر من 50 فعالية ثقافية، ومئات دور النشر، وآلاف العناوين. تحتضن الرياض مواسمها المختلفة في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، وهذا موعدها الذي لا يختلف كل عام. ثمة مشروعات جديدة تبنتها مؤسسات ثقافية مرموقة، وهناك الكثير من النوافذ المفتوحة على آداب الشعوب، ويمكن أن يوازي شعار المعرض الحالي سؤال كبير: ماذا يريد الكتاب من القارئ؟. «الدارة والمصادر الكلاسيكية» كلما تذكرت الشعوب ماضيها دون اعتراض شهادة على نجاح مستقبلها. هذا ما تريد أن تقوله دارة الملك عبدالعزيز التي اعتنت بالتاريخ السعودي في مراحله المختلفة بالإضافة إلى التواريخ الموازية غير أنها هذا العام تحقق تفرداً على سواها. إذ دعت الدارة إلى ندوة عنوانها «الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية» (21 -23 نوفمبر 2017) وقدمت مجموعة من الأبحاث المهمة تناولت مواضيع رئيسة: مصادر الكتاب الكلاسيكيين عن الجزيرة العربية، مجتمعات الجزيرة العربية عند الكلاسيكيين، منهج الكتاب الكلاسيكيين في الكتابة عن الجزيرة العربية، نباتات وحيوانات الجزيرة عند الكلاسيكيين، ونظرة الكتاب الكلاسيكيين للبخور، اقتصاد الجزيرة العربية عند الكلاسيكيين. كما صدر بالتزامن معها سلسلة مكونة من سبعة عشر كتاباً تضم نصوصاً تاريخية وجغرافية وأدبية (شعر، رحلة) لمجموعة من الجغرافيين والمؤرخين والرحالة اليونان والرومان تغطي ما بين القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن السادس الميلادي. تضم المجموعة أسماء خالدة منهم، مثل: هيرودوتوس وثيوفراستوس وأجاثارخيديس الكنيدي وديودوروس الصقلي ويوسفيوس وبلينيوس وبلو تارخوس وأريانوس وديوكلسيوس واسترابون وبروكوبيوس وأريانوس. وتتنوع الإصدارات الأخرى مثل «التاريخ والمؤرخون في مكة المكرمة من القرن الثالث إلى القرن الرابع عشر الهجريين» وسواها من مواضيع مختصة. «الشعر ضوء لايخفت» هل يغيب الشعر إزاء الاهتمام بالآداب الأخرى؟. بعض المقولات الخطرة أو غير المسؤولة روجت لهذا على أن الثقافة العربية تقوم عناصرها على رباعية: الشعر والنثر والسرد والقول. تتصاعد وتيرة سطوع الضوء من خفوته بحسب عوامل متغيرة عدة. فإن غاب الشعر الجديد لا يتوقف الإقبال المنتظم على أرشيف الشعر العربي المتنوع والغزير. تهتم دور النشر الحكومية في سورية ومصر والعراق والجزائر وتونس بذلك بينما تعتني الخاصة في الخليج بنشر الأعمال الشعرية الكاملة، ويعرف أن مؤسسات خاصة مقصورة على ذلك مثل: مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري واثنينية عبد المقصود خوجة. أصدر الشاعر السوري الكردي سليم بركات المجلد الثاني من الأعمال الشعرية عن دار المدى، والبحريني قاسم حداد منحنا ثلاثة كتب شعرية ونثرية، وصدر من الشعر السعودي دواوين جديدة لأحمد الملا ولطيفة قاري. ولا زالت مجاميع شعرية ترتقب الصدور لشعراء سعوديين: محمد الفهد العيسى وغازي القصيبي وحمد الحجي.. تعتني بعض دور النشر العربية، مثل دار العودة بمجموعة من شعراء المنتصف الثاني من القرن العشرين، وتواصل طريقها المؤسسة العربية للدراسات والنشر ذلك في إصدار مجاميع الأعمال الشعرية لشعراء سعوديين وبحريين ومصريين وفلسطينيين ولبنانيين وسوريين. كما أن ظهور عناية بالكتب الشعرية عند منشورات المتوسط من إيطاليا عوض عن مشروعين توقفا في العقد الأول من الألفية الثالثة عبر دار النهضة العربية ودار الغاوون. ولا تخلو دور النشر ذات التاريخ الأقدم مثل دار صادر من اتساع قائمتها الشعرية لشعراء من عصور عربية مبكرة ووسيطة ومتأخرة يقبل عليها المختصون والباحثون. «الرواية والمترجمون الموتى» قادت دار آفاق للنشر والتوزيع من القاهرة حملة نشر مركزة لمختارات من الأدب المترجم: روايات وقصص ومذكرات، بالإضافة إلى كتب فلسفية، لمجموعة من الأدباء الروس والإنجليز والأميركان. مثل: بلزاك وتولستوي وديكنز وتشيخوف وهمنغواي وأوستين وغوركي وبوروز ودليوس ولورنس وفورستر. على أن دار المدى العراقية تضع في حسبانها سلسة مكتبة نوبل إلا أنها استنفدتها فاتجهت إلى استعادة خزين دور النشر الميتة وتراثها من المترجمين الموتى أيضاً بغض النظر عن مستويات الترجمة والصياغة (مثل دار اليقظة العربية ودار التقدم)، فوسعت من قائمة العناوين التي تغري جيل العقد الثاني من الألفية الثالثة الذي يستعيد ذات الهوس المراهق عند جيل الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات. وراح في ركابها دور نشر أخرى تستعيد ذات الترجمات مثل دار التنوير أو تحاول وضع ترجمات جديدة مثل منشورات الجمل. وعلى المحاولات المستميتة لجعل جوائز الرواية معيار جودة إلا أن معظمها يكشف عن حسابات تحكمها أهواء شخصية وضعف ذائقة القراءة والخبرة الثقافية ما أوقعها في مآزق يرحمها النسيان بعد إعلانها. تبقى الروايات جميلة كلما ابتعدت عن حظيرة الجوائز. التاريخ الأدبي يفصل في هذا كل مرة. دليل ذلك أن المؤسسات الثقافية العربية عامة وخاصة عندما تستعيد الأعمال الروائية لأي مبدع عربي حضوره شهادة بإحياء الذاكرة الثقافية في أي مجتمع. «الرسائل: موائد الأدباء « «قراءة الكتب كالنظر إلى اللوحات؛ دون شك، ودون تردد، وبثقة في النفس، يجب أن يرى المرء ما هو جميل جميلًا. أنا أرتب كتبي تدريجيًّا. أقرأ كثيرًا ومنهجيًّا لمحاولة مواكبة الأدب الحديث بقدر المستطاع». شذرة من رسائل فان غوخ (1853- 1890) صدرت في كتاب «المخلص دوما، فنسنت– الجواهر من رسائل فان جوخ» إعداد ليو يانسن، وهانز لويتن، ونيينكه باكر وترجمها عن اللغة الإنجليزية الكاتب والشاعر ياسر عبداللطيف – الذي حررها أيضاً- والشاعر محمد مجدي «هيرمس». وصفها الناشر ماهر كيالي بأنها من الصناعات الثقيلة في عالم النشر العربي مجموعة من الرسائل التي كتبها فان غوخ إلى أخيه ثيو كان فينسنت وثيو قريبين من بعضهما بعضاً على الدوام في طفولتهما وفي أغلب حياتهما التالية، حيث بقيا يراسلان بعضهما البعض باستمرار. عدد هذه الرسائل أكثر من 700، وهي تشكل أغلب معرفتنا بتصورات فان غوخ حول حياته الخاصة وحول أعماله. لم ينقض عام 2017 حتى دفعت دار لبنانية ناشئة سؤالًا إلى عالم الكتب ترجمة كتاب ضخم من ألف صفحة ترجمها خيري الضامن بعنوان «رسائل دوستويفسكي»، ويعرفها بأنها: «عبارة عن رواية وثائقية ضخمة (في 250 فصلاً- رسالة) لا تقل إثارة عن سائر إبداعاته الروائية. أبطالها الرئيسيون، وفي مقدمتهم دوستويفسكي نفسه وأخوه ميخائيل، والثانويون، صغارا وكبارا، يعيشون حياة قصيرة في الغالب، إلا أنهم يتطورون في إطارها من جميع الوجوه، يصنعون الأحداث الدرامية فتسحقهم وينصهرون في بوتقتها، ويموتون، فيما تبقى زوجة الكاتب آنّا غريغوريفنا التي لها حصة الأسد من الرسائل، والتي تعيش قرابة 40 عاماً بعد وفاة زوجها وتنشر مذكراتها الشهيرة عنه في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين». وأصدرت دار آفاق أيضاً رسائل إلى ميلينا، كتاب جمع فيه بعض رسائل فرانس كافكا لميلينا يسينيسكايا الصحفية التشيكية في الفترة من 1920 حتى 1923. فرانز كافكا، ترجمة: الدسوقي فهمي صدر في طبعته الأولى عن الهيئة العامة لقصور الثقافة (1997) كما أعادت طباعتها الدار الأهلية – عمان. وأصدرت دار الرافدين «رسائل إلى فيرا» لـ فلاديمير نابوكوف٬ اختارها وترجمها وقدمها الدكتور عبد الستار الأسدي. ويعرف الكتاب بأنه ليس مجرد كتاب «أنطولوجيا»، يضم بين الدفتين رسائل زوج إلى زوجته، بل هو قصة الرحيل وما ذهب مع الريح ـ رحلة سنين العلقم للأديب الفذ نابوكوف (صاحب رواية لوليتا) بمكانته المرموقة في ثلاثة آداب عالمية مختلفة هي الإنكليزية والفرنسية والروسية. تمتلئ الردهات مثل كل عام. تتجدد القلوب مشدودة إلى المكان حيث العوالم التي لا تفنى.. الكتاب عالم لا يفنى اصدارات الدارة المشاركة في المعرض

مشاركة :