فرّ مئات المدنيين أمس من مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية بعدما باتت القوات التركية على مشارفها، في وقت تنتظر عشرات السيارات السماح لها بالعبور الى مناطق سيطرة قوات النظام، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «وصل أكثر من ألفي مدني إلى بلدة نبل التي تسيطر عليها قوات موالية للنظام في شمال حلب». وتجمعت عشرات السيارات والحافلات المحملة بمدنيين في عفرين مع حاجياتهم بانتظار سماح المقاتلين الأكراد لهم بمغادرة المنطقة. وأشارت وكالة أنباء «الأناضول» التركية إلى أن كيلومتراً ونصف الكيلومتر يفصل الجيش التركي و «الجيش السوري الحر» عن حصار مدينة عفرين في شكل كامل. ولفتت إلى أن عدد النقاط التي طرِد منها المقاتلون الأكراد بلغ 183 نقطة بينها من 5 بلدات و155 قرية. وقال رئيس الأركان التركي خلوصي آكار إن عملية «غصن الزيتون» ترمي الى «تأسيس السلام والسكينة في المنطقة، وتطهيرها من الإرهابيين وعلى رأسهم» المقاتلون الأكراد وعناصر «داعش». وأشار إلى أن إرهابيي «داعش» يبدلون ملابسهم وينخرطون في صفوف مقاتلي «حزب العمال الكردستاني»، مشدداً على أن «العملية تستهدف الإرهابيين ومواقعهم فحسب، مع الحرص الفائق على عدم إلحاق أضرار بالمدنيين». ولفت إلى أن العملية تهدف كذلك إلى تهيئة أجواء عودة السوريين اللاجئين إلى منازلهم وأراضيهم. إلى ذلك أفاد «المرصد» بأن قوات من الحرس الجمهوري التابعة للقوات النظامية دخلت جنوب منطقة عفرين وسيطرت على عدد من القرى فيها. وأوضح المرصد أن قوات الحرس الجمهوري تمركزت جنوب عفرين، لتشكيل حزام أمني بمحيط بلدتي نبل والزهراء، الخاضعتين لسيطرة النظام السوري. وبدأت القوات التركية في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي عملية «غصن الزيتون» بهدف إبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية من شمال سورية. واثارت العملية توترا مع واشنطن ودول أوروبية. ويتصدى المقاتلون الأكراد الذين أثبتوا فعالية في قتال «داعش»، للهجوم التركي لكنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية عسكرية واسعة يتخللها قصف جوي.
مشاركة :