افتتحت بجامعة قطر اليوم أعمال مؤتمر "اللسانيات الحاسوبية والبرمجة الآلية للغة العربية" الذي تنظمه الجامعة على مدى يومين بالتعاون مع المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية- عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. ويشارك في المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه متخصصون وخبراء في مجال الحوسبة والبرمجيات، إلى جانب باحثين لغويين من دول مختلفة حول العالم. ويسعى المؤتمر إلى إبراز أهمية اللسانيات الحاسوبية والمعالجة الآلية للغة العربية في مجتمع المعرفة، وربط موضوعات البحث العلمي في هذا المجال بحاجات هذه اللغة وتشجيع البحث العلمي المشترك بين المؤسسات ومراكز الأبحاث المتخصصة في هذا المجال داخل الوطن العربي وخارجه. كما يسعى المؤتمر إلى رصد النتائج العلمية والمستجدات في مجال الموارد اللسانية والتطبيقات الحاسوبية، ورصد الأعمال النظرية والإنجازات التطبيقية في حقل المعالجة الآلية للغة العربية، والوقوف على التطورات الهائلة التي يشهدها مجال هندسة اللغة في مختلف الحقول التخصصية الفرعية ذات الصلة. وقال الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر إن لهذا المؤتمر أهمية قصوى نظرا لما توليه الجامعة من اهتمام لهذا الفضاء التحديثي المهم، الذي ينسجم مع تطلعات الدولة ورؤية قطر 2030 التي تسعى إلى التنمية الثقافية وخاصة في مجال البحث العلمي المرتبط باللغة العربية. ونوه الدرهم في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بأن التوصيات التي سيخرج بها المشاركون تمثل ترجمة عملية لقانون حماية اللغة العربية، الذي أقره مجلس الوزراء.. منوها بالشراكة البحثية بين الجامعة والمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية. وأشار إلى أن هذه الشراكة البحثية تؤسس لعلاقة عميقة بين اللسانيات والمعلومات، "كون المؤتمر يستقطب باحثين في اللسانيات ومعلوماتيين من دول مختلفة ينتمون إلى مؤسسات أكاديمية وبحثية عريقة محلية ودولية. وقال إن الأبحاث العلمية الراقية التي ستطرح في المؤتمر تترجم هذا التفاعل اللساني التقني الحاسوبي، وفي ذلك إجراء علمي يحقق به قسم اللغة العربية ما تنادي به الخطة الاستراتيجية للجامعة، وأولوياتها في البحث العلمي". من جانبه، قال الدكتور علي أحمد الكبيسي المدير العام للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية إن تطوير حوسبة اللغة العربية هدف رئيس للمنظمة إدراكا منها لما يواجه هذه اللغة من تحديات كبرى في مجال المعالجة الآلية، وإيمانا بضرورة تطويرها وتعزيز حضورها على مستوى عالمي أوسع. وأوضح الدكتور الكبيسي في كلمة مماثلة أن تدشين هذا المؤتمر الدولي المشترك يؤكد من جهة أهمية الرقي بحوسبة اللغة العربية والحاجة الماسة لتطويرها، ويبرز مدى انتظار جمهور المستعملين للغة العربية على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم للمستجد فيها. ولفت إلى أن الهدف من هذا المؤتمر هو أن يكون مائدة علمية متكاملة متنوعة، ومحطة من محطات البناء المعرفي والمنطلق المرجعي في الميدان، تعرض فيه أحدث البحوث النظرية للمعالجة الآلية للغة العربية وإنجازاتها التطبيقية في أهم التخصصات الفرعية للمعالجة الآلية للغات. بدوره نبه الدكتور راشد الكواري عميد كلية الآدب والعلوم بجامعة قطر إلى خصوصية اللغة العربية، من حيث بنيتها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والمعجمية، مما يحتم البحث عن البرمجيات التي تتناسب وهذه الخصوصية. وحث على متابعة حركة البحث العلمي الخاصة بالمعالجة الآلية للغة العربية، والسعي الجاد إلى استشراف آفاقها والاطلاع على كل ما هو جديد في ميدان التطبيقات الحاسوبية واللوحية وتطبيقات الهواتف النقالة. ومن المقرر أن يغطي المؤتمر عبر أكثر من عشرين ورقة عمل عدة محاور تلقي الضوء على واقع الحوسبة والمعالجات الآلية للغة العربية، وأهم التحديات والصعوبات، وآفاق التطوير للحاق بركب التقنيات المعاصرة. وتتمثل تلك المحاور في "المدونات اللغوية ومجالات استخداماتها"، و"تقنيات التعرف الآلي على الأصوات العربية وتخليق الكلام" بما يتضمنه هذا المحور من قضايا التعرف الآلي على الأصوات العربية وتحويلها إلى نصوص رقمية، وتخليق الكلام المنطوق وتوليده آليا بتحويل النصوص الرقمية إلى مقابلاتها الصوتية وبناء قواعد البيانات الصوتية العربية وذخائرها اللغوية. كما يبحث المؤتمر تطبيقات التعرف الضوئي على الحروف العربية، أي تقنية قراءة جهاز الحاسوب المستندات المصورة المتضمنة لنصوص مكتوبة وتحويلها إلى نصوص يمكن تحريرها ونسخها، والصعوبات التي تكتنف ذلك، وأهم التطبيقات الرائدة في هذا المجال.;
مشاركة :