بدأ أمس الثلاثاء مؤتمر «اللسانيات الحاسوبية والبرمجة الآلية للغة العربية» بجامعة قطر، والذي ينظمه قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم، حيث يهدف المؤتمر إلى الاطلاع على آخر الإنجازات البحثية النظرية والعملية في ميدان المعالجة الآلية للغة العربية، واختبار أهم التطبيقات الحاسوبية الخاصة باللغة العربية وتقييمها، واستشراف أهم الاتجاهات البحثية والمخبرية الخاصة باللسانيات الحاسوبية، ولا سيما المتعلقة باللغة العربية، كما يهدف إلى خلق الفرصة لعقد عدد من الشراكات بين المؤسسات العلمية والمخابر البحثية لتحسين نوعية الأبحاث الحاسوبية واللغوية، وتنتهي فعاليات المؤتمر عصر اليوم.يشارك في المؤتمر باحثون من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وتركيا والسودان والولايات المتحدة الأميركية. ووصل عدد الأبحاث إلى خمسة وعشرين بحثاً، تناقش عدة محاور. رؤية قطر وأكد الدكتور حسن الدرهم -رئيس جامعة قطر- على أهمية المؤتمر، نظراً لما توليه الجامعة من اهتمام بهذا الفضاء التحديثي المهم، الذي ينسجم مع تطلعات الدولة ورؤية قطر 2030، التي تسعى إلى التنمية الثقافية، وخاصة في مجال البحث العلمي المرتبط بلغتنا. وأشار إلى أن المؤتمر يُعدّ ترجمة عملية لقانون حماية اللغة العربية، الذي أقره مجلس الوزراء. كما أشاد بالشراكة البحثية القيمة مع المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية (عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع)؛ لما في العمل معها من عمق متبادل وتأثير بنّاء يتضح في أي عمل ينجم عن هذه الشراكة الغنية. ضرورة التطوير وأوضح الدكتور علي الكبيسي -المدير العام للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية- أن المنظمة أدركت، منذ نشأتها، ضرورة العمل على تطوير حوسبة اللغة العربية، فجعلته هدفاً من أهدافها الرئيسة. وأكد أن تعاون المنظمة مع جامعة قطر يُعدّ من صميم عملهما المشترك، وجزءاً مهماً من برنامج تعاونهما الثنائي للنهوض باللغة العربية، والارتقاء بها لمواكبة مستجدات التقانات العصرية. وبيّن الدكتور الكبيسي أن تدشين هذا المؤتمر الدولي المشترك يؤكد من جهة أهمية الرقي بحوسبة اللغة العربية والحاجة الماسّة لتطويرها، ويبرز مدى انتظار جمهور المستعملين للغة العربية على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم للمستجد فيها، وينبئ من جهة أخرى بالمستوى المتميز لبرنامج التعاون الطموح الذي عزمت المنظمة والجامعة على تنفيذه. وأكد الدكتور راشد الكواري -عميد كلية الآداب والعلوم- أن الكلية لطالما أدرجت في خططها ضرورة البحث عن مساحات التقاطع بين التخصصات المختلفة، وضرورة التمكين للبحوث البينية ذات الجدوى والمردود العملي الحقيقي الذي يخدم الحضارة الإنسانية. وأضاف الدكتور الكواري أن خصوصية اللغة العربية، من حيث بنيتها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والمعجمية، تحتّم علينا وعلى أبنائها جميعا أن نبحث عن البرمجيات التي تتناسب وهذه الخصوصية، وألا نكتفي بالمنتجات البرمجية المصنوعة للغات أخرى، والتي قد لا تتناسب مع طبيعة اللغة العربية. هدف استراتيجي وفي كلمته، قال الدكتور رشيد بوزيان، رئيس قسم اللغة العربية: «إن فكرة عقد مؤتمر دولي عن (اللسانيات الحاسوبية والمعالجة الآلية للغة العربية) انطلقت في الأساس من التفاعل مع مقتضيات إطارين مرجعيين أساسيين، هما: رؤية قطر الوطنية 2030 في شطرها المتعلق بترسيخ قيم مجتمع المعرفة، وتمكين اللغة العربية، وتعزيز حضور المعرفة العلمية المتجددة في المجتمع القطري؛ واستراتيجية جامعة قطر البحثية ورؤيتها الفلسفية في مجال تعزيز الدراسات والأبحاث ذات الطبيعة البينية، وضرورة أن تكون قضايا اللغة العربية في صميم الاهتمامات البحثية البينية للمتخصصين والمعنيين».;
مشاركة :