فتح العليم الفكي بدأ الخناق يضيق شيئاً فشيئاً على رئيس وزراء دويلة «إسرائيل» بنيامين نتنياهو الذي تحقق السلطات «الإسرائيلية» معه منذ نحو عام ونيف، في أربع ملفات فساد،تشمل اتهامات بالرشوة،حيث تلقى هدايا فاخرة على مدى سنوات من رجلي أعمال، علاوة على اتهامات بالاحتيال وإساءة استخدام السلطة. وخلافاً للمرات السابقة التي اتهم فيها نتنياهو بشبهات فساد وتمكن من الإفلات من العقاب بسبب فشل السلطات القضائية في الوصول إلى ما يكفي من أدلة لمحاكماته، تشي الاتهامات هذه المرة بقرب نهاية حقبته الرئاسية،حيث تلقى صفعات شديدة من أقرب مستشاريه، كان آخرها من مستشاره الإعلامي السابق «نير جيفتس» والمتورط بشكل مباشر في القضية المعروفة إعلامياً بالملف 4000 حيث أبرمت معه الشرطة اتفاقا ليشهد ضد نتنياهو وعائلته مقابل عدم إدانته في القضية ليصبح بذلك ثالث مستشار يصبح «شاهد ملك». نتنياهو الذي اشتهر بصلفه وغروره أنكر كل التهم الموجهة إليه ووصفها بأنها محاولات للنيل منه وإقصائه من رئاسة الحكومة، ونفى تقديم أي تسهيلات لشركة «بيزك» للاتصالات مقابل تغطية إعلامية إيجابية لأخباره وزوجته في موقع «والا» المملوك لصاحب الشركة، إلا أن الإعلام والشارع «الإسرائيليين» باتا على قناعة بأن نتنياهو ضالع في الفساد ويسلك طرقاً ملتوية وبأنه فقد سلطته الحقيقية، ولا يصلح لاتخاذ قرارات مصيرية. كل المؤشرات تؤكد أن نتنياهو يقترب بشكل كبير من أن يكون ثاني رئيس حكومة للدولة العبرية يحاكم ويسجن بقضايا فساد بعد إيهود أولمرت الذي حوكم بالسجن 27 شهراً، أمضي منها 16 شهراً قبل أن يفرج عنه في أوائل يوليو/تموز الماضي. وبدأ الإعلام «الإسرائيلي» في وضع سيناريوهات حقبة ما بعد نتنياهو، وعما إذا كان الائتلاف الحاكم الذي يقوده سيصمد أم سينهار في حال إدانته بالفساد، وحدد في هذا الإطار سيناريوهات هي: إجراء انتخابات جديدة، أو استقالة نتنياهو وإفساح المجال لحزبه الليكود لاختيار زعيم جديد لرئاسة الحكومة بديلاً عنه. ويبدي المحللون تخوفاً من أن يلجأ نتنياهو إلى افتعال حرب مع الفلسطينيين أو افتعال معارك على جبهتي سوريا أو لبنان لصرف الأنظار عن قضايا فساده التي باتت تزكم الأنوف. وعلى أي حال، فإن الفلسطينيين لا يعنيهم في كثير أو قليل ذهاب أو بقاء نتنياهو في رئاسة الحكومة، خاصة أن قادة دولة الاحتلال كلهم شذاذ أفاق وإرهابيين متعطشين لسفك دماء الأبرياء من الفلسطينيين وليس بينهم رجل رشيد أو قائد يمكن الوثوق به لإحياء عملية السلام، واستئناف المفاوضات بين الجانبين لإنجاز تسوية سياسية استناداً إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.. وعليه فليذهب نتنياهو إلى الجحيم. alzahraapress@yahoo.com
مشاركة :