شفافية غائبة، وحقائق مغيبة ينتج عنها هرج ومرج، تبحث عن المعلومة فلا تجدها، وعن ايقاف مد التساؤلات هنا وهناك فتجد كل الابواب مغلقة، الخوف يعتري الجميع، والتوجس يحيط بمن يفترض يكون الجواب على الاسئلة بيده، مما مكن هواة الشائعات والاساءات و «وكالة يقولون» من التمدد والانتشار في الوسط الرياضي، يفتون وينفون، ويقررون وينقضون، ويطالبون برأس هذا وذاك، ولو حضر الانصاف لأصبحوا أول من يتم طرده من النوافذ الخلفية، ساعدهم الصمت المطبق على طريقة «سكتم بكتم» لدى الكثير من مسؤولي الاتحاد والمنتخبات السعودية الذين يزيدون من الضبابية حول الكثير من القضايا بصورة مريبة، وكأنهم يباركون القيل والقال وكثرة السؤال، وتنامي لغة الجدل الى ان تبلغ اشدها ثم تتحول الشائعة الى اشبه بالحقيقة المسلم بها، وتصل الى المحظور، ما جعل البعض يظن ان الاستمرار على هذه الوتيرة يهدف الى لفت الانظار عن اخفاقات مستمرة، وازمات قائمة. خذوا مثال اصابة لاعب وسط المنتخب السعودي سالم الدوسري في مباراة فريقه امام الاتفاق في الجولة الثالثة من دوري «عبداللطيف جميل» في ال30 من اغسطس الماضي، قبل ان يحضر الى معسكر المنتخب في الرياض قبل بداية الدورة الرباعية الدولية التي بدأت من الخامس واختتمت في التاسع من سبتمبر الحالي على عكازه وفق نصيحة طبية بعدم التحامل على قدمه حتى يراها الطبيب، ويقرر مدة العلاج التي يحتاجها وقتها عاد الى ناديه لمواصلة العلاج، قبل ان يتعافى ويشارك أمام الفيصلي في الجولة الرابعة السبت الماضي، ما الذي حدث؟.. ثارت ثائرة البعض، لم يروا حوادث مماثلة، فقط رأوا عكاز الدوسري وكأنه الصيد الثمين الذي يبحثون عنه، وحتى كتابة هذا المقال لم نجد مسؤولاً ينفي الشائعات ويصافح المتلقي بالحقيقة، الجهاز الاداري في المنتخب السعودي التزم الصمت وكأن الأمر لايعنيه على الرغم من الاتهامات تدور حوله، لا نعلم لماذا لايخرج ويوضح ويتصدى لهذه الاتهامات؟. المهاجم نايف هزازي اصيب وغيره لاعبون في فترات مضت منهم خالد الغامدي ومصطفى بصاص، ثم ابعدوا من القائمة وعادوا الى فرقهم وشاركوا معها قبل الموعد المحدد لنهاية فترة العلاج وسارت الامور عادية، لم يسأل أحد لماذا؟ والاضواء تركزت على الدوسري وحده، لماذا؟ ربما يكون للقاء «الكلاسيكو» الجمعة المقبل ولأنه سجل هدفا في الفيصلي، فضلا عن لفت الانظار عن قضايا متشابهة، ولاعبون قالوا انهم يعانون من اصابات مزمنة ويحتاجون الى وقت طويل حتى يعودوا ولكنهم (ماشاءالله)، عادوا في زمن قياسي وكانوا نجوم فرقهم، لماذا لم تثار حولهم التساؤلات مثل ما اثيرت حول الدوسري؟، ام لأن للميول احكاماً وللنفس غاية وللاقلام المتعصبة «عكازات» تسير عليها من دون اعتدال، وعدم قلب للحقائق؟ الرياضة مع الاسف لم تعد تقام وسط اجواء نقية ولائحة تكفل لها العدل، وملاعب تلفها المتعة والانضباط والحياد وصفاء النية، اصبحت بيئة طاردة للانقياء وحاضنة لكل من يريد القفز على الحقائق والتعدي على الناس، والوصول الى هدفه بأي طريقة كانت، وهنا دور النظام والقانون الذي يفترض ان يتصدى لكل متجاوز!
مشاركة :