صحيفة مكة الإلكترونية – (خاص) قحطان العبوش بدأ عدد كبير من أشهر علماء ودعاة وأئمة السعودية بنشاط واسع لمواجهة التعصب الرياضي بين جماهير فرق كرة القدم السعودية بعد أن وصل لمستوى غير مسبوق في الآونة الأخيرة ما جعله بمستوى الظاهرة. ونادراً ما يخوض المشائخ والعلماء مثل الشيخ صالح المطلق وعائض القرني وغيرهم من مشاهير الدعاة في قضايا رياضية، لكن الأيام القليلة الماضية كشفت عن تركز كثير من جهودهم حول مواجهة ظاهرة التعصب الرياضي التي هيمنت على اهتمامات السعوديين. ويرى الدعاة الذين يتابعهم ملايين المسلمين في مختلف دول العالم، أن التعصب الرياضي أمر غير لائق في كل مكان، لاسيما في السعودية التي تشكل قبلة المسلمين في كل أنحاء العالم، ويجب أن يكون مواطنوها قدوة لباقي المسلمين. وكشفت الأحداث المؤسفة التي رافقت خسارة فريق الهلال السعودي لنهائي أبطال آسيا لصالح فريق ويسترن سيدني الأسترالي، السبت الماضي، أن العدائية تسيطر على مشجعي الأندية السعودية بشكل لافت دفع بعضهم لمناصرة الفريق الأسترالي على حساب فريق الهلال السعودي. وتناقلت وسائل الإعلام العربية وحتى العالمية بعضاً من حوادث التعصب الرياضي التي أعقبت المباراة التي أقيمت في الرياض، ومنها اعتداء جماهير فريق الهلال على مشجع لفريق محلي آخر منافس، وإطلاق مشجعين لنادي منافس للهلال للنار في الهواء ابتهاجاً بخسارته للنهائي، إضافة لحوادث أخرى مشابهة. وتبدو الصورة أكثر احتداماً على مواقع التواصل الاجتماعي التي يعشقها السعوديون، لاسيما تويتر الذي شهد في الأيام القليلة الماضية الكثير من السجالات والحروب الكلامية بين مشجعي الأندية، رغم الأصوات الكثيرة الداعية لعدم إخراج الرياضة من أهدافها الصحية والترفيهية. وبدأ الدكتور عائض القرني حملة مواجهة التعصب الرياضي في المملكة عقب انتشار أنباء عن تشجيع بعض السعوديين من غير جماهير الهلال للفريق الأسترالي، مادفعه للتدخل بشكل لافت في القضية من خلال سلسلة تغريدات ومشاركات على حسابيه في تويتر وفيسبوك اللذان يتابعهما نحو 12 مليون شخص. وقال القرني في سلسلة تغريدات له : التعصب الرياضي الأعمى حمل بعضهم إلى أن تمنى أن يفوز الفريق الأجنبي غير المسلم على فريق وطنه فأين العقيدة والوطنية المزعومة؟. وأضاف في تغريدة أخرى من يطالع السباب والشتائم الذي وصل إليه أهل التعصب الرياضي يسأل: أين الدين والقيم والمبادئ والأخلاق؟ أنا لا أشجع فريق على فريق من أندية وطني فأنا داعية إسلامي وكلهم أبنائي. ودعا القرني في تغريدة أخرى إلى مراعاة وضع المملكة كقبلة للمسلمين في العالم وقال يا أهل التعصب الرياضي أهكذا يُمثل بلد الوحي ومهبط الرسالة ومولد النور أمام العالم؟. ولقيت دعوة القرني تجاوباً كبيراً من دعاة وأئمة كثيرين، جعلها بمثابة حملة ضد التعصب الرياضي يقودها رجال الدين، وقد نجحت بالفعل في استقطاب السعوديين بشكل لافت في الأيام الماضية وحتى الآن. ووصلت حملة مواجهة التعصب الرياضي إلى أعلى المستويات الدينية في المملكة، عندما تدخل فيها عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة الشيخ صالح المطلق، خلال أحد لقاءاته التلفزيونية. وقال المطلق وهو عضو بهيئة كبار العلماء إن للتعصب الرياضي درجات، فإن كان في حدود ما يقبله العقل ولا يضر الآخرين فهذا لابأس فيه، لكن التعصب الذي يلحق الأذى بالآخرين فهو من صفات الجاهلية، لافتاً إلى أن تمني فوز فريق أجنبي على فريق الوطن يعدّ عملاً منافياً للدين والوطنية. ويقول كثير من مشجعي الأندية السعودية إن تصرفات بعض المتعصبين قد تجر عقوبات كبيرة على أنديتهم إذا استمرت بوتيرة الأيام الماضية، وقد تصل لحد حرمان الجماهير من متابعة المباريات داخل الملاعب كما جرى في دول عديدة. وتقول السلطات الأمنية المختصة في المملكة إن كثير من الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي تدار من خارج المملكة، وتعمل بشكل منظم على إثارة الخلافات بين السعوديين، وقد يندرج هذا الكلام على دعاة التعصب الرياضي. لكن التعصب الرياضي أمر شائع داخل السعودية التي تلقى فيها كرة القدم انتشاراً واسعاً، وإن كان ضمن ماهو متعارف عليه بين المتنافسين، مقارنة بحوادث الشتم واللعن أمام الكاميرات، وتورط إعلاميين وشخصيات عامة ومسؤولي أندية فيه خلال الأيام الأخيرة.
مشاركة :